رغم بساطة ومشروعية أحلامه إلا أنه لا يجد إليها سبيلا؛ فكل ما يتمناه "بسيونى محمد أحمد" بائع الحمص المتجول مكانا آمنا يستقر فيه بعربته، دون أن يتعرض للإهانة والطرد من يوم لآخر.
"مش مبسوط بوقفنى فى الشارع لكن غصب عنى معنديش بديل أكل منه أنا وعيالى، أنا متعلم ومعايا شهادة بس ملقتش قدامى غير نصبة الحمص".. هكذا يقول "بسيونى" بعزة نفس وكبرياء، رغم طول الوقفة على الأرصفة والتعرض للمضايقات من الشرطة والبلدية، مؤكدا: "أنا عارف إن وقفتى فى الشارع غلط وإن راجل الشرطة بينفذ الأوامر، واتعودت أمشى من سكات عشان متهنش قدام مراتى وعيالى اللى بيقفوا معايا قدام مسجد سيدنا الحسين".
41 سنة هى كل ما يملكه بسيونى من الدنيا، تراكمت فيها فوق رأسه الهموم ومتطلبات الحياة والأبناء الأربعة: "الاسم مواطن مصرى لكن محصلتش على أى حق من حقوقى من الدولة، والحل مش إننا نمسح الباعة الجائلين من الشوارع، لكن نوفر للمساكين بدائل تخليهم يعرفوا يعيشوا"، متسائلا "مش المساكين دول اللى اتعملت عشانهم الثورة؟!".
رب الأسرة المكونة من 6 أشخاص يحلم بوظيفة فى الدولة، حتى لو كانت خادما فى مسجد تابعا للحكومة أو كناسا فى الشوراع، ولا يطمح للوصول للحد الأدنى للراتب، مؤكدا "أنا راضى بـ 500 أو 600 جنيه بس أبقى واثق إنى هاخدهم آخر كل شهر، بدل المرمطة والإهانة".
يشكو قائلا: "رغم أن القهاوى اللى فى الحسين مخالفين زيهم زى لأنهم فارشين الكراسى والطرابيزات فى الشارع، لكن محدش بيتجى إلا على الغلبان اللى زيى عشان يموتوه أكتر، ولما الشرطى بيمشينى من مكانى هنا بستلف وأنا مروح عشان أعرف أكل عيالى لأنى عايش على رزق يوم بيومه".
"بسيونى" بائع حمص متجول:وفروا لنا بدائل تعيشنا وإحنا منقفش فى الشارع
الجمعة، 08 نوفمبر 2013 07:23 م