جاء خروج منتخب مصر من تصفيات المونديال رسمياً ليلقى بالحزن على جماهير كرة القدم ويزيد من أوجاع وهموم الشعب المصرى المتلهف إلى فرحة انتظرها طيلة 24 عام، فبعدما تلقت جماهير الكرة المصرية مساء يوم الخامس عشر من أكتوبر الماضى صدمة كبيرة أشبه بالفضيحة فى مباراة منتخبنا أمام غانا فى ذهاب الدور الحاسم من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم، بالهزيمة المذلة 6/1، تأكد بنسبة كبيرة وداع الفراعنة لتصفيات كأـس العالم، وإن كان المنتخب سعى فى مباراة العودة إلى رد الاعتبار بغض النظر عن أمر التأهل الذى أصبح فى حكم المستحيل، نكسة أخرى أطاحت بأحلام جماهير الكرة فى مصر.
هدف الوصول إلى كأس العالم حلم يراود الفراعنة وعشاق كرة القدم فى مصر، هذا الحدث العالمى الذى ينظم كل أربعة سنوات ويعتبر الحدث الأهم فى العالم على الساحة الرياضية.
صراع المنافسة من أجل شرف التمثيل فى المونديال العالمى طموح وحلم يداعب منتخبات العالم، والمنتخب المصرى من جهته أتعب عشاقه ومتابعيه كثيرا من أجل تحقيق هذا الشرف، الذى لم يتحقق للفراعنة سوى مرتين أعوام 1934 ،1990 بالرغم من التاريخ الكبير للمنتخب المصرى على الساحة الأفريقية.
منتخب الفراعنة شارك فى تصفيات كأس العالم 10 مرات قبل منافسات النسخة القادمة بالبرازيل والتى انتهت بمنح غانا بطاقة التواجد فى المونديال على حساب مصر، نجح من خلالها المنتخب فى التأهل إلى المونديال فى مرتين فقط وخروج مخيب فى "9" تصفيات كانت كل مرة يودع فيها التصفيات بمثابة الضربة التى أجهضت الحلم المصرى فى الوصول إلى مونديال الكبار، وهناك العديد من المفارقات يجب الإشارة إليها.
تأهلت مصر إلى كاس العالم عام 1934 عندما كانت القارتان الأفريقية والآسيوية ممثلة فى مقعد واحد، وفى عام 1990 تأهلت عندما كان هناك مقعدان للقارة السمراء ولم تتأهل مصر منذ زيادة عدد المنتخبات الأفريقية الموجودة فى المونديال إلى خمسة فرق منذ نسخة 1994.
خروج المنتخب المصرى فى "9" تصفيات 7 منها كانت على أيدى منتخبات شمال أفريقيا "تونس والمغرب والجزائر وليبيا"، ما جعلها عقدة مزمنة فى تاريخ المواجهات المصرية العربية داخل القارة السمراء.
تونس أكثر من تسبب فى خروج مصر من التصفيات برصيد ثلاث مرات كانت أعوام 1974، 1978، 1998 والمغرب مرتين أعوام 1982،1986 أعوام والجزائر فى النسخة الأخيرة عام 2010.
من أهم المحطات التى نتوقف عندها هى النسخة الثانية من كأس العالم 1934 بإيطاليا، والتى شارك فيها منتخب مصر كممثل وحيد عن قارتى آسيا وأفريقيا، وضمت التصفيات ثلاثة دول وهى مصر وتركيا وفلسطين، وبانسحاب تركيا حقق الفراعنة فوزاً كبيرا على فلسطين بالقاهرة 7/1 قبل أن يتجدد الفوز فى فلسطين 4/1 وانتزع المصريون بطاقة التأهل إلى المونديال العالمى، وبمشاركة 16 منتخباً خرج منتخبنا من الدور الأول بهزيمته من المجر 4/2 بعدما كان أول ممثل عربى وأفريقى فى المونديال.
تصفيات مونديال 1978بالأرجنتين وصل فيها الفراعنة إلى المحطة الأخيرة بلقاء تونس فى استاد المنزة، وكان يكفى الفريق التعادل ليصل إلى مونديال الأرجنتين، ولكن بسبب العشوائية وسوء الأعداد ضاعت الفرصة ونال الفريق هزيمة قاسية فى تونس 1 - 4. ذلك وأن تونس كانت السبب المباشر لإقصاء مصر فى نسخة 1974.
المشاركة التالية للمنتخب المصرى كانت تصفيات مونديال 1982 بأسبانيا وكانت المواجهة مع المغرب، حيث تعادل الفريقان بدون أهداف بالقاهرة وفى لقاء العودة بالمغرب خسر الفريق بهدفين نظيفين وأهدر جمال عبد الحميد ركلة جزاء، وتسجل المغرب هدفين أطاحت بجيل الثماينيات من حلم الوصول لكأس العالم وكانت ضعف الإمكانيات هذه المرة وراء ضياع حلم الوصول.
مونديال روما 90 وصل من خلاله الفراعنة للمونديال للمرة الثانية فى تاريخهم على يد المدرب القدير محمود الجوهرى عن طريق الجزائر، حيث تمكن جيل التسعينيات بقيادة حسام حسن من القضاء على الجيل الذهبى للكرة الجزائرية والوصول للنهائيات بفضل التخطيط الجيد وتوفير كافة الإمكانيات أمام الجوهرى لتحقيق ذلك .
الإنجاز الأقرب فى مشوار الفراعنة كانت تصفيات 1994، التى شهدت نقل مباراة الفريق أمام زيمبابوى بسبب حادثة الطوبة الشهيرة من أحد المتفرجين، والتى أصابت مساعد الحكم، أو هكذا قيل، تم على آثارها إلغاء المباراة وإعادتها بمدينة ليون الفرنسية، وتعادل الفريقان وخرج المنتخب الوطنى بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل .
عادت تونس لتقصى الفراعنة فى تصفيات مونديال 1998 بعدها كانت تصفيات 2002 وكان الفريق فى حاجة إلى الفوز على الجزائر بعنابة 3 - 0 للوصول إلى نهائيات كوريا واليابان وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابى بهدف لمثله.
فى تصفيات كأس العالم عام 2006 اصطدم الفراعنة بمجموعة قوية ضمت كلا من كوت ديفوار والكاميرون بجانب ليبيا والمغرب وبنين وتحت قيادة فنية للايطالى تارديلى فشل الفراعنة فى التأهل لتقتنص ساحل العاج بطاقة المرور إلى كاس العالم.
فى التصفيات الأخيرة لكأس العالم 2010 كان المنتخب المصرى مرشحاً بقوة للتأهل ووقع فى مجموعة ضمت كلاً من الجزائر وزامبيا ورواندا ولكنه ضيع على نفسه الفرصة بتعادل إيجابى 1/1 مع زامبيا بالمباراة الافتتاحية بالقاهرة، ثم هزيمة مذلة بثلاثة أهداف من الجزائر، وبالرغم من وصول المنتخب المصرى إلى مباراة فاصلة لتحديد المتأهل مع المنتخب الجزائرى فى السودان، إلا أنه خسر فى النهاية ومنح الخضر فرصة التأهل فى مباراة صاحبها الكثير من الجدل والصخب.
ليأتى الخروج أمام غانا من التصفيات الحالية بمثابة الصدمة القوية التى قد تعصف بمستقبل الرياضة خاصة فى ظل أوضاع رياضية وعامة غير مستقرة .
المونديال من "حلم" لـ"كابوس".. غانا "فضحت" الفراعنة فى كوماسى ..24عاماً من الانتظار لم تكن كافية.. طوبة حرمت مصر من تأهل مؤكد لمونديال 1994.. الاصطدام بدول عربية والاستهانة بالخصم أهم أسباب الفشل
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013 09:31 م