قدم معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تقييما لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وذلك فى الذكرى الربعين لحرب أكتوبر.
وقال المعهد فى تقرير كتبه إيهود يعارى، إن مصر على مدار الأربعين عاما الماضية سعت إلى إدارة علاقتها مع إسرائيل إلى استخدام صيغة تقييدية يشار إليها فى الغالب بمصطلح السلام البارد.
وتحدث التقرير عن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على مدار العقود الماضية، وقال إن مصر التزمت دوماً بموقفها التقليدى المناهض للصهيونية مع حفاظها على السلام فى الوقت نفسه، كما أن جهود توسيع نطاق الأشكال المختلفة للتعاون غير العسكرى مُنيت دائماً بالفشل، بما فى ذلك الفكرة غير الواقعية بشكل واضح لجلب مياه النيل إلى إسرائيل عبر قناة، وخطة لربط الشبكات الكهربائية بين البلدين، واتفاق تصدير الغاز الطبيعى المصرى إلى إسرائيل. وكان المجال الوحيد الذى بدا أنه يكتسب زخماً فى وقت مبكر، المساعدات الإسرائيلية فى تحديث قطاع الزراعة فى مصر برعاية وزير الزراعة الأسبق يوسف والى ، قد تم التخلى عنه تدريجياً فى وجه مشاعر قوية مناهضة لإسرائيل. كما تراجعت السياحة الإسرائيلية إلى مصر إلى حد كبير عقب السنوات القليلة الأولى من التوصل إلى السلام.
وعلى الصعيد الاقتصادى، لم يتجاوز حجم التجارة السنوية لإسرائيل 150 مليون دولار من الصادرات، وخاصة المواد الكيميائية. وكان النجاح الوحيد لاتفاقية الكويز التى توفر لمصانع مصرية فى سبعة مواقع محددة امتيازات تصدير - معفاة من الرسوم الجمركية - إلى الولايات المتحدة طالما أن منتجاتها تتضمن 10 فى المائة على الأقل من المكونات المصنوعة فى إسرائيل. وقد نقلت العديد من مصانع النسيج الإسرائيلية الكبيرة خطوط إنتاجها إلى هذه المناطق، ويتجاوز دخلها السنوى الآن 1.5 مليار دولار.
وفيما يتعلق بامتيازات معاهدة السلام، فعلى الرغم من أن المعاهدة فشلت فى تحقيق روابط اجتماعية واقتصادية أوثق بين البلدين، إلا أنها ظلت قائمة فى ظل تحديات قوية عديدة، من بينها حربين فى لبنان، وجولتين من القتال بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة، وانتفاضتين فلسطينيتين، وسلسلة لا نهاية لها من الخلافات الثنائية لاسيما فى عهد الإخوان المسلمين.
غير أن الميزة الأبرز للمعاهدة وفقا للمعهد هى التعاون الذى لا يتم الإعلان عنه فى الغالب بين البلدين، والذى بلغ مستويات غير مسبوقة هذا العام ، وقال المعهد فى تقريره " إن الضباط الإسرائيليين والمصريين يعقدون اجتماعات دورية وأقاموا نظام فعال للاتصالات ، لكبح جماح الفصائل الإرهابية التى ظهرت فى سيناء على مدى العقد الماضى
أما عن مستقبل السلام بين مصر وإسرائيل، فيشير التقرير إلى وجود فرصة جيدة لاستمرار معاهدة السلام ، واسترشد على ذلك بقدرة القاهرة وتل أبيب على الاتفاق على نشر قوات مصرية فى سيناء دون حاجة إلى اللجوء لعمل محفوف بالمخاطر فى مراجعة المعاهدة أو الملحق العسكرى.
"معهد واشنطن" يقيم السلام بين مصر وإسرائيل فى الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر .. القاهرة التزمت بموقفها المناهض للصهيونية.. جهود توسيع التعاون غير العسكرى فشلت بما فيها جلب مياه النيل إلى إسرائيل
الجمعة، 04 أكتوبر 2013 12:13 م