(إلى سالى ومينا وجيكا والشيخ عماد والباقين.. من الذين قضوا نحبهم والذين ينتظرون.. سلام عليكم)
وَظِيفَتُهُم..
أَن يُزِيحُوا الطُّغَاةَ..
لِيَجْلِسَ فى عَرْشِهِمْ آخَرُون
قَليلونَ هُم..
وَ..
: [الكِرامُ قليلونَ]..
يُخْبِرُنا الْقِلَّةُ الأوَّلُون
بَرِيئُونَ هُم..
كَصِغارِ العصافيرِ..
حينَ عن العُشِّ يَرْتَفِعون
خَفِيفُونَ هُم..
يعرفُ القَوْمُ أوزانَهُم إذْ يَصُفُّونَ..
أَوْ يَقْبِضُون
جَمِيلونَ هُم..
لا يكادُ يُصَدِّقُ ناظِرُهُم أنَّهُم مَيِّتُون
***
تَقُولُ الأساطيرُ:
"فى الحَرِّ هُم خامِلونَ..
وفى البرد يشتعلون
يُضيئونَ..
مِثْلَ عُيُونِ الذِئابِ..
بمثلِ عُواءاتِها يَصْدَحُون
على قَدَمَيْنِ من السَّنْطِ يَسْعَونَ..
لا يَهدَأونَ..
ولا يَصمتون
يُطيحُونَ باليأسِ..
يَخشاهُمُ الخَوْفُ..
يَحْسُدُهُم فى الهوى الحاسدون
يُزيحونَ كُلَّ الحواجِزِ..
يَفتَتِحونَ طريقًا لِما يَشتَهُون
***
وَيَقولُ شُهُودُ العِيانِ على مَوتِ آخِرِهِم:
"هُوَ مَا تَعرِفُون..
صَبِيٌّ..
نَحِيلٌ..
مُمَزَّقُ نِصْفِ الثِّيابِ..
بِهِ مِسْحَةٌ مِن جُنُون..
لَقَدْ صَعِدَ الحاجِزَ الصَّعْبَ فى خُطْوَتَيْنِ..
إلى حيثُ هُمْ واقِفون
وَأطْلَقَ فى جَمْعِهِم صَرخَةً..
: [قَتَلْتُم أَخِى أيُّهَا المُجْرِمون]
فَجاءَ الجوابُ رصاصةَ خَوْفٍ..
تلاهَا انتفاضانِ..
ثُمَّ سُكون..
وَثَمَّ اخْتَبَأْنَا"..
إذَنْ هُوَ مُهْرٌ حَرونٌ..
مَضَى إثْرَ مُهْرٍ حَرُون
كَذَا هُم..
قُبَيْلَ ابتداءِ حكايا الغرامِ بحُلْواتِهِم..
يَنْتَهُون
***
وَ..
يَقُولُ أَبُو آخَرٍ
– كانَ مِنْ قَبْلُ خَرَّ –:
"صَغِيرِي..
المُحِبُّ..
الحَنون
أتانى على غَيْرِ مالٍ..
فَتَمْتَمْتُ:
"يا رَبُّ..
لا ضَيْرَ..
يَكْفِى البَنُون
تَحَمَّلْتُهُ والسِّنُونَ اخْضِرَارٌ..
ليَحْمِلَنِى إِذ تَجِفُّ السِّنُون
وَعَلَّمْتُهُ:
"لا تَهُن..
أَنْتَ أَعْلَى..
ولا يَخْتَرِقْ رُوحَكَ الهائِنُون
وفى ساعةِ العُسْرَةِ..
[اثبُتْ مَكَانَكَ]..
فالحَرْبُ..
يَخْسِرُهَا الرَّاعِشُون
فَلَمَّا أتى الامتحانُ..
رَسَبْتُ وَمَرَّ..
و...."
يُكْمِلُ دَمْعُ العُيُون
فَتَمْسَحُ دَمْعَيْنِ أُمُّ الفتى..
وَتَضْحَكُ..
: "قَدْ أَفلَحَ الصَّابِرون"
غَدًا نَلْتَقِيه.."..
وَيَكْسِرُهَا الدَّمْعُ..
يَبْقَى فقط عَجْزُ "كُنْ.. لا يَكُون"
***
وَ
يقُولونَ..
لا..
لا يقُولُون..
بَلْ يَفْعَلُون..
وَهُمْ وَحْدَهُم يَفْعَلُون
هُمُ الشُّعْثُ وَالْغُبْرُ..
لَوْ أَقْسَمُوا لأَبَرَّهُمُ اللهُ..
لَوْ تَعْلَمُون
وَهُمْ حَطَبُ النَّصْرِ..
لا تَحْرِقَوا حَطَبَ النَّصْرِ..
يا أَيُّهَا الْمُرْجِفُون
دَعُوهُم وَما يَشْتَهُونَ..
فَمِنْ نارِهِم..
سيُضِيءُ الَّذِى تَشْتَهُون
هُمُ الشُّهَدَاءُ..
قَضَى نَحْبَهُ بَعْضُهُم..
والبَقِيَّةُ يَنتَظِرُون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة