فى عزبة ال400 بالإسكندرية يقع منزل عم عبد الرحيم، الذى يدخل عامة الستين، قبل المنزل تقف عربة رزقه، تستريح من رحلة شقاء كل صباح مع خضروات الرجل التى استطاع منها تزويج أولاده، متكئه على حائط المنزل وبابه الخشبى الذى لم يستطع الرجل إكماله ليغلق عليهم عيون البشر يبادلها هو الآخر محاولين تجاهل تعاقب السنوات عليهم ليستمروا فى الوقوف بجانب بائع الخضروات الفقير.
"أنا حاسس أن السقف ده ذى الحجة اللى أتمنيتها من ربنا وبعته ليا من عنده" يقول عم عبد الرحيم لشباب مجموعة صحبة فى الخير، وهم يخططون لبناء سقفه بعد عشرة سنوات قضاهم تحت سقف السماء وسط تليفزيون ومروحة وساعة توقفوا عن العمل منذ سنوات ومازال يحتفظ بهم كنوع من الذكرى لأيام أجمل من الآن، وعلى بعد خطوات يفصل بينه وبين رفيق رحلة الكفاح اليومية، حصانى إلى من غيره ما أكلش، جدار صغير وباب غير مكتمل حتى يدخل له بعض من ونس نور مصباحهم الوحيد.
بعد زواج أولاده والسقف، لم يعد يملك الرجل الذى لم يستطع شقاء الأيام سرقة ابتسامة وجهه، الكثير من الأحلام سوى الحصول على بعض الراحة فى هذه الدنيا، يعنى دورة مياه نظيفة وسرير تبقى مستورة، يقولها من جانب التليفزيون المعطل الذى لا يفصله عن ميزان الفواكه والأسبتة الفارغة سوى بعض السنتيمترات.
منزل عم عبد الرحيم محاط بمجموعة من المنازل التقليدية فى المناطق الشعبية، فمنطقة عزبة ال400 هى إحدى المناطق ذات المستوى المتوسط فى الحياة، وليست منطقة مغمورة كما يقول محمد عصام أحد المسئولين عن مجموعة صحبة فى الخير التى تعمل هناك، ولكن منزل عم عبد الرحيم مع 18 منزل غيره، هى منازل غير مكتملة البناء بسبب الحالة المادية المتردية لأهلها وهى مجموعة المنازل التى تعمل المجموعة على إكمال بنائها ويقول عصام "سقف عم عبد الرحيم اتكلف حوالى 11 ألف جنيه، وده مش مبلغ كبير عشان إنسان يعيش حياة طبيعية، هو بناء البيت كلفه حوالى 6 آلاف، لكن السقف بيتكلف أكثر وده اللى بيخلى البيوت من غير أسقف وإحنا بنحاول نعدلها".

.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)