نظمت حركة شباب من أجل العدالة والحرية، ندوة مساء اليوم الأحد، بمقر الحركة بمنطقة وسط البلد بالقاهرة تحت عنوان "مستقبل المعارضة المصرية فى ظل حكم الإخوان المسلمين وانتهازية الفلول"، بحضور عبد الغفار شكر وكيل مؤسس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، والدكتور عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وخالد السيد عضو حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والمهندس أشرف بلال عضو جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، والعشرات من شباب الثورة.
ناقشت الندوة، مستقبل المعارضة المصرية فى ظل حكم الإخوان المسلمين، بعد أشهر من استلام السلطة، وتصميمهم على السير على نفس نهج النظام المباركى القائم على القمع والاستبداد وزيادة الفقر، وكيفية استجماع المعارضة المصرية قواها وتماسكها أمام الحكم الفاشى لجماعة الإخوان المسلمين، والآليات التى يجب استخدامها لمناهضة هذا النظام، وإمكانية أن يكون للفلول مكان بجوار المعارضة المصرية، على الرغم من أن الفلول كانوا يساندون نظاماً استبد بشعبه عشرات السنين، وكانوا أهم أحد أضلعه.
قال عبد الغفار شكر، وكيل مؤسس لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن مصر تمر الآن بمرحلة فاصلة فى تاريخها، لأنه لأول مرة يتولى المسئولية رئيس بانتخابات مستقلة، دون التطرق إلى ما شابها من انتهاكات، ولأول مرة جماعة سياسية تتولى السلطة كانت تعمل لمدة 80 سنة فى السر بالعمل السياسى، كما أن الحكومة تضم 9 وزراء إخوان مسلمين، وعدد من الوزراء الموالين للجماعة.
وأضاف شكر، أنه لا يجوز الاستهانة بجماعة الإخوان المسلمين، لما لديها من ركام وخبرة سياسية، لأنها عندما وصلت للسلطة أصبحت مسلحة بتلك الخبرات، كونها قادرة على الحشد الجماهيرى والمناورة، والمنافسة القوية فى الانتخابات.
وأشار شكر، إلى أن خطورة الإخوان تكمن فى خبرتهم السياسية إلى جانب إمكانية عدم تخليهم عن السلطة مرة أخرى، كما حدث فى السودان وأفغانستان وإيران، خاصة فى ظل الدستور الذى يؤسس لإقامة دولة استبدادية ذات طابع دينى، وهو ما يعكس أهمية أن يلتقى الليبراليون والاشتراكيون فى جبهة كبيرة لمواجهة ذلك النظام.
وأكد وكيل مؤسس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أنه من الخطأ إقامة مناظرة بين الطريق الثورى والإصلاحى، لأن المجتمع المصرى به قوى تسعى للثورة وتناضل من أجلها، فى الوقت الذى تسعى بعض القوى وراء لقمة العيش والاستقرار، وهو ما يفرض علينا توحيد الجانبين وعدم المقارنة بينهم.
وأوضح، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن التفكك بين الجانبين خلال الثورة وعدم وجود قيادة سياسية تتولى السلطة فور إسقاط النظام السابق، هو ما أدى إلى صعود الإخوان إلى السلطة، قائلاً،" لذلك علينا النضال فى النقابات العمالية والمنافسة فى الانتخابات البرلمانية، وأن تعمل المعارضة على الجمع بين العمل الثورى والعمل الإصلاحى، وتوظيفهم لتنفيذ أهداف ثورة 25 يناير، وأن تلعب المعارضة فى رفع مستوى الوعى لدى المواطن وكسب عضويته فى صف المعارضة".
وقال شكر، إن الثورة أكسبت العمل السياسى للملايين من المواطنين الذين لم يكن لهم اهتمام بالسياسة، مؤكدا أن ذلك يفرض على المعارضة السعى لاكتساب تلك الحشود فى صفوفها، مضيفاً أن المعارضة حتى الآن ضعيفة ولا تستطيع استيعاب جميع تلك الحشود، بالإضافة إلى أنها لم تنجح فى استيعاب شباب الثورة، ولكنها تقيم تحالفات معهم على أساس الندية، وعلى المعارضة أن تعمل لتضييق الفجوة بين القيادات السياسية وشباب الثورة.
ومن جانبه، قال الدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المشهد السياسى المصرى ينقسم إلى 4 مسارات رئيسية، وهى المسار الثورى.. والعمل السلمى.. ومسار السياسة الرسمية المتمثلة فى الانتخابات البرلمانية والمحلية.. وما غيرها، وهو ما يعد تدميرا للعمل الثورى، مؤكداً أنه لا يمكن اختزال المشهد السياسى المصرى فى السياسة الرسمية، بالإضافة إلى ضرورة اندماج الخط الثورى والعمل السلمى.
وأضاف حمزاوى، أننا بعد عامين من ثورة سلمية سعت لتأسيس دولة ديمقراطية، نعيش فى مشهد سياسى تنهار فيه الدولة وتتآكل مؤسساتها، وتقترب الدولة إلى أشبه ما تكون بالدولة الفاشلة، قائلاً: ولكن هذا لا يدعو أحد ليقول إننا نريد هدم الدولة، لافتاً إلى أن ما يفسر كلامه، أن مؤسسات الدولة لا تؤدى خدماتها بما يرضى المواطن، كما أنه يتم السيطرة عليها من قبل جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أن ذلك يبعدنا عن إقامة دولة ديمقراطية بها عدالة اجتماعية.
وأشار حمزاوى، إلى أننا بعد عامين من الثورة لم نستطع أن نحدد المقصود بالعدالة الاجتماعية، أو كيفية تنفيذها، أو معنى واضح للديمقراطية وعدم اختزالها فى الصناديق، مؤكداً أننا أمام استبداد جديد فى مصر، بعضه مرتبط بالقوانين والدستور وقرارات تنفيذية، وكيفية إشغال المناصب، لافتاً إلى أننا نتعامل مع نظام يجعل الديمقراطية فى الصندوق، ويعتبر نفسه هو الوحيد الممثل للشعب، بالإضافة إلى أنه يعمل على تقييد الحريات والإعلام.
وقال حمزاوى، إن المعارضة الآن تعرف بمن هم خارج الحكم من الإخوان المسلمين والمتحالفين ضد الجماعة، مضيفاً أن المعارضة تسعى للوصول إلى مشروع لها، وهو الذى بدأ بمقاومة الإعلان الدستورى، وصولاً إلى الدستور الباطل حتى بعد الاستفتاء الشعبى، قائلاً: لو لم يتبلور المشروع المجتمعى، فإن المعارضة ستظل رد فعل للمواقف والقضايا.
وأكد حمزاوى، على ضرورة نزع التناقض وتجاوز الفجوة وعدم السماح بفك الارتباط بين العمل الثورى والاحتجاج السلمى، والمكون السياسى والمشاركة فى الحياة السياسية الرسمية، لافتاً إلى أن هذا لن يتحقق إلا بمشروع مجتمعى تقوم بدورها فيه الحركات الاجتماعية الفاعلة والحركات الشبابية، وهى ما يناط بها بلورة مشروع مجتمعى، تترجمه الأحزاب سياسياً.
وأضاف حمزاوى، أنه غير كافٍ للقوى المدنية الاكتفاء بمعارضة من يحكم، ولكن يجب أن يكون للمعارضة برنامج اقتصادى واجتماعى، وطرح سياسيات بديلة ومشروع مجتمعى كامل، لإقناع المواطن أنها معارضة مشروع وبرامج بديلة، وليست معارضة من أجل المعارضة، مؤكداً أن عدم توافر ذلك سيجعل المعارضة تفشل.
وأشار حمزاوى، إلى ضرورة التفكير فى صيغة أقرب ما يكون للمشاركة المشروطة فى الانتخابات المقبلة، قائلاً، إن المقاطعة ليست شر مطلق، والمشاركة ليست خيرا مطلقا، ولكن علينا أن نخرج من تلك الثنائية الحدية، وأن نقرر المشاركة أو المقاطعة، لافتاً إلى أنه يؤيد فكرة المشاركة بشروط توفر ضمانات للنزاهة، خاصة فى ظل قانون الانتخابات الذى وصفه بالمفصل للتزوير وتحقيق أهداف الجماعة وأعوانها.
وفى سياق آخر، قال المهندس أشرف بلال، عضو جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، إننا فصيل من المجتمع المصرى، ونعمل فى العلن مع كافة فصائل المجتمع المصرى، مضيفاً أن الإخوان لا يتعاملوا على أنهم الفصيل الوحيد المهيمن على السلطة، مؤكداً على رفضهم سياسة التخوين، وإبعاد أى فصيل عن العمل السياسى.
وأضاف بلال، أننا نمر بمرحلة بعد معاناة من 60 عاماً من الظلم والاستبداد، جاءت بعدها ثورة، مشيراً إلى أنه قد حان الوقت للعمل على بناء مؤسسات الدولة المصرية، وأن تعمل مؤسسات الدولة فى جانب واحد، خاصة فى ظل استمرار تواجد العديد من رموز النظام السابق داخل جميع المؤسسات.
وأكد ممثل حزب الحرية والعدالة، أن الإخوان لا يسعون للهيمنة على السلطة، موضحاً ذلك بأن الجماعة لا يمثلها إلا الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية، ولم يهيمنوا على الدولة، مضيفاً أن الوزارة ليست وزارة الإخوان، ولكنها وزارة ائتلافية، ومن يمثلون الإخوان فيها هم فقط 8 وزراء منتمين لحزب الحرية والعدالة.
وأشار بلال، إلى أن المعارضة لا تتمثل فى النخبة، ولكن المعارضة تنعكس من التواجد بالشارع، وهو الحكم بيننا إخوان مسلمين ومعارضة، على أن يكون الحكم للصندوق الانتخابى بين جميع الأطراف السياسية، متسائلاً، لماذا تنكر علينا المعارضة أننا نعمل فى الشارع منذ أكثر من 84 عاماً، وتتعامل معنا على أساس أننا نسيطر على الحكم.
وقال بلال، إننا مقبلون على انتخابات برلمانية قريباً، والجميع يقول إن الإخوان يهيئون الأمور للحصول على الأغلبية، متسائلاً، من يعرف أن الإخوان سيكون لهم الأغلبية، قائلاً، من الممكن أن يكون لنا الأغلبية الآن، ولكن قد يغير الشعب الخريطة السياسية باختيار أغلبية أخرى، أو أن يأتى بنا فى الأغلبية مرة أخرى.
يأتى هذا فيما، قال خالد السيد، عضو التحالف الشعبى الاشتراكى، إن الشهور القليلة الماضية، أثبت الشعب فيها أنه متمسك وثابت على ثورته، وأن شباب الثورة هم رأس حربة انتصار الثورة المصرية، ومستمرون حتى تنتصر الثورة وتحقق أهدافها.
وأضاف السيد، أنه لأول مرة يظهر شكل واضح للمعارضة متمثلة فى جبهة الإنقاذ الوطنى، رغم اختلافانا مع جزء من تكوينها، إلا أنها محاولة جديرة بالتقدير فى سبيل توحيد صفوف المعارضة وبلورة مشروعها، فى ظل ظهور الطبيعة الفاشية التى يحاول الإخوان تطبيقها فى الدولة، وهو ما تعكسه لنا الموجه الأخيرة من الثورة.
وأكد السيد، أن مقولة "الإسلاميين هم ملوك الصناديق"، بقدرتهم على الحشد والتعبئة بالأتوبيسات للناخبين، قد انتهت، مستنكراً محاولة الإخوان إلصاق صفة "الفلول" بكل من يعارض أهداف الجماعة، قائلاً: يجب أن يلتفتوا أولاً إلى تعيينات مجلس الشورى الأخيرة التى جاء بها 5 أعضاء من رموز الحزب الوطنى.
وتساءل السيد، لماذا تحاول الجماعة تأسيس حكم إخوانى فلولى، وتطويع أجهزة الدولة للعمل فيما يعود بالمصلحة للجماعة، والسيطرة على مؤسسات الدولة بما فيها وزارة الإعلام التى يعمل وزيرها الإخوانى بنفس سياسة أنس الفقى، فى غلق القنوات الفضائية فى إطار سياسة تكميم الأفواه.
وأضاف السيد، أن المعارضة انتقدت نفسها خلال كلام الدكتور عمرو حمزاوى، وعبد الغفار شكر، بأنهم فى حالة العزلة مع الشباب، مؤكداً على ضرورة كسر العزلة، والتجهيز ليوم 25 يناير، وتأجيل ملف الانتخابات، قائلاً: ولكننا لم نرِ من ممثل الحرية والعدالة الحاضر بالندوة توجيه أى نقد للنظام أو سياسيات الحكومة.
فى ندوة "مستقبل المعارضة المصرية فى ظل حكم الإخوان المسلمين وانتهازية الفلول".. شكر: نحذّر من الاستهانة بالإخوان فى ظل دستور يؤسس للاستبداد.. وحمزاوى: نتّجه لتعريف الدولة "الفاشلة" بتآكل مؤسساتها
الإثنين، 14 يناير 2013 12:29 ص
جانب من الندوة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد يوسف
كلمه حق
عدد الردود 0
بواسطة:
hashem
مع كامل احترامى
عدد الردود 0
بواسطة:
hashem
اخوانى وافتخر
الحمد لله على نعمة الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
امجد السيد
الى التعليق الثانى والثالث
عدد الردود 0
بواسطة:
abo ahmed
مين دول