الخارجية المصرية وسفارة الإمارات يتحملان إزالة الاحتقان بين مصر والإمارات.. السفارة ظلت بعيدة عن الأحداث وترفض الخروج للإعلام لتوضيح الحقيقة.. ومطلوب من الإماراتيين التعامل بحكمة مع مصر ما بعد الثورة

السبت، 12 يناير 2013 05:53 م
الخارجية المصرية وسفارة الإمارات يتحملان إزالة الاحتقان بين مصر والإمارات.. السفارة ظلت بعيدة عن الأحداث وترفض الخروج للإعلام لتوضيح الحقيقة.. ومطلوب من الإماراتيين التعامل بحكمة مع مصر ما بعد الثورة صورة أرشيفية
كتب - يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف التوتر الأخير بين مصر والإمارات عن ضعف التعامل الرسمى مع الأزمة من جهتين الأولى وزارة الخارجية المصرية التى تقاعست عن التحرك السريع لاحتواء التوتر رغم أن بوادره كانت بادية منذ فترة، ولم تكن وليدة إلقاء السلطات الأمنية فى الإمارات القبض على ما سمتهم بالخلية الإخوانية، فالوزارة تعاملت مع الأمر وكأنه شىء عادى ولم تتحرك بالشكل المطلوب، مما دفع رئاسة الجمهورية إلى التحرك بعيدا عن الوزارة، فأرسلت الدكتور عصام الحداد مساعد الرئيس للشئون الخارجية برفقة اللواء محمد رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة إلى أبو ظبى لمحاولة احتواء الأزمة، رغم أنه كان مفترضا أن تطلع الخارجية بهذه المهمة.

ولا يبرئ الخارجية من هذا التقاعس ما يقوم به سفير مصر فى أبو ظبى من اتصالات مع المسئولين الإماراتيين، لأن القضية أكبر من اتصالات يجريها سفير، فكان أولى بالخارجية أن ترسل بوزيرها إلى الإمارات للتواصل مع المسئولين هناك للتعرف على أبعاد القضية، والتفهم عن قرب على مخاوف الإمارات من مصر ما بعد الثورة، والعمل على إزالة الهواجس التى تسيطر عليهم من الحكم الجديد فى مصر.

كما أن سفارة الإمارات بالقاهرة للأسف تتحمل جزءا من النتيجة التى وصلنا إليها الآن، فالسفارة ظلت بعيدة عن الأحداث، وترفض دوما حتى الخروج للإعلام لتوضيح حقيقة ما يحدث أمام المصريين، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد.

الصمت الذى سيطر على مسئولى السفارة الإماراتية استدعى إلى ذاكرتى موقف شبيه عاشته مصر مع دولة عربية شقيقة منذ عام تقريبا وهى المملكة العربية السعودية، حينما وصلت العلاقات بين البلدين إلى المحك بسبب إلقاء السلطات السعودية القبض على المحامى أحمد الجيزاوى بتهمة تهريب أقراص مخدرة للملكة، ووقتها اشتعل الشارع المصرى غضبا، ونظمت مظاهرات احتجاجية أمام السفارة السعودية بالقاهرة أساءت إلى الأشقاء السعوديين، وقتها لم يقف السفير أحمد عبد العزيز قطان، سفير السعودية بالقاهرة مكتوف الأيدى أمام ما يحدث، بل خرج للإعلام ليشرح ملابسات القضية وتواصل مع كل القوى السياسية المصرية لمحاولة احتواء الموقف، وساعد فى ترتيب زيارة الوفد الدبلوماسى الشعبى الذى زار الرياض للقاء خادم الحرمين الشريفين لإزالة أى شوائب فى العلاقات بين البلدين نتيجة المظاهرات الاحتجاجية، ونجح قطان فى إعادة الأمور إلى طبيعتها، وهدأت العاصفة بفضل حنكة هذا الدبلوماسى القدير.

ليس مستبعدا حدوث أزمات سياسية أو دبلوماسية بين بلدين شقيقين، لكن الأهم هو كيفية التعامل مع هذه الأزمات بشكل لا يؤدى إلى استمرارها، وهو ما لم يحدث حتى الآن بين مصر والإمارات، فالخارجية المصرية لم تبادر حتى الآن لإنهاء حالة الاحتقان والتوتر بين البلدين، وهذا قد يكون مفهوما فى ظل الضعف الذى أصاب الدبلوماسية المصرية بشكل عام، لكن ما ليس بمفهوم هذا الصمت الطابق على مسئولى السفارة الإماراتية الذين كان عليهم التواصل مع القوى السياسية المصرية والإعلام المصرى لتوضيح حقيقة ما حدث ويحدث، وشرح كل التفاصيل أمام الرأى العام، لأن العلاقات بين مصر والإمارات أكبر من أى أزمة أو توتر، وينبغى على العقلاء فى البلدين التحرك بشكل سريع لاحتواء السحابة التى تكتنف العلاقات فى الوقت الحالى، طالما أن الجهات الرسمية المسئولة عن ذلك لا يعنيها الأمر.

إن أزمة مصر مع الإمارات مرشحة للتكرار مع دول أخرى إذا لم نحدد أهدافنا وأولوياتنا ومراكز صنع القرار فى مصر والمحدد لسياساتنا الخارجية، فمصير علاقات مصر الخارجية لا يجب أن يبقى مهملا كما هو الحال الآن، أو أن يظل تائها بين مؤسسات مختلفة، حتى لا نفاجأ بعد عدة أشهر أننا خسرنا أصدقائنا فى كل الإقليم.

وكما هى مسئولية مصر فى الحفاظ على علاقات قوية مع الإمارات فالإماراتيون أنفسهم مسئولون بالتعامل بحكمة وتروى مع مصر ما بعد الثورة، فمصر أكدت مرارا أنها لا تهدف إلى تصدير ثورتها للخارج، كما أن أمن الخليج بالنسبة للقاهرة خط أمر، ولذلك فإن دول الخليج يجب أن تقلل من مخاوفها من مصر بعد الحكم الإسلامى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة