أصدرت جبهة الإبداع المصرى بيانا آخر عن أزمة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان الأقصر للفيلم الأوروبى، ونوهت الجبهة بأن هذا البيان ليس كالبيانات السابقة، وإنما دعوة لتحرك سريع.
وينص البيان على، "نعلم أن الصدور قد ضاقت ونحن أول من ضاق صدوره من كثرة البيانات المتصدية للهجمات الشرسة على مستقبل الفكر والإبداع المصرى، ولكن عذرا فتلك الصرخات هى محاولة لإنقاذ الضمير الشعبى وتوعيته بخطورة الوضع، وليس أمامنا الآن إلا أن نطلب من كل المهتمين بالمستقبل الفنى والثقافى لمصر أن يشاركونا بالرأى والفعل وبأسرع ما يمكن.
وتابع البيان، لقد تابعنا المحاولات المريبة التى تتم نحو مهرجان القاهرة من قبل الوزارة وتعنتها، فى محاولة لسحب المهرجان من مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائى، وهو ما يطرح أسئلة حول تغير سياسة الوزارة من عدم احتكار الفعاليات الثقافية إلى احتكارها، فبعد أن تم منح مؤسسات المجتمع المدنى الصلاحيات لإدارة شئون تلك الفعاليات، وهو ما طرح وبدأ تنفيذه ما بعد الثورة بالعهد لمؤسسة مهرجان القاهرة السينمائى بتنظيم المهرجان، وهو ما عملت المؤسسة على تجهيزه لفترة طويلة، قامت الوزارة بسحب المهرجان وإسناده إلى الوزارة نفسها مع الاستعانة بكل كوادر ما قبل الثورة، ومما لا شك فيه أن ذلك يفتح قوساً واسعاً من الأسئلة حول سلطات بعض الأشخاص المحسوبين على النظام السابق فى داخل سراديب الوزارة، وما يملكونه من سلطات لكى يقوموا بلى ذراع الإرادة الجماعية للمثقفين ما بعد الثورة.
والكارثة الثانية، والتى يدق العد التنازلى للخطر فيها، هى تراجع الوزارة عن دعم مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، بينما لم يتبق على افتتاحه سوى أقل من شهر، وبالرغم من أن الوزارة وافقت على المشاركة فى تمويله وبدأت بالفعل بدفعة أولية.
يبدو أن السادة الأفاضل مديرى شئون العمل الثقافى لا يدركون خطورة قرار مثل هذا وما قد يمثله إلغاء المهرجان بعد دعوة الضيوف إليه بفترة قصيرة كتلك، أقل ما فيها أن هذا الحدث لن تقوم له قائمة أخرى، ناهيك عن سمعة مهرجاناتنا جميعها التى ستصبح فى القاع بعد هذا الحرج الدولى مع الضيوف الأجانب.
قد لا يدرك السادة المسئولون فى الوزارة ما يعنيه مهرجان دولى للسينما على أكثر من مجال (أقلها بالمناسبة هو أهميته الثقافية وأهميته لاحتكاك فنانى البلد بفنانين من العالم أجمع وتبادل الخبرات)، فنحن نتحدث عن دعاية للسياحة، نحن نتحدث عن مدن تحيا فترة انتعاش اقتصادى فى فترة المهرجان، نحن نتحدث عن صورة عن مصر تنتقل للعالم كله، كم تستفيد فرنسا من عقد مهرجان كان اقتصاديا ومعنوياً، وإيطاليا من مهرجان كفينيسيا، بل السؤال الأهم ماذا يستفيد من يتربص ويحاول وأد المهرجانين موضوع الجدل فى مصر؟؟ لو تحدثنا عن نقص الإمكانيات المادية فلنتحدث أولا عن مقارنة بين ما يصرف إداريا داخل وزارة الثقافة ما بين رواتب وبدلات وحوافز وانتقالات ومكافآت وما يصرف على العمل الثقافى فعلياً، فلو خرجت تلك الأرقام بشفافية نراهن أننا سنجد النسبة مضحكة لتضخم العنصر الأول، بل لو تحدثنا عن الفنون البصرية تحديداً فلنتحدث عما يدخل خزينة الدولة كل عام من ناتج للأفلام والمسلسلات المصرية (ودورها كذلك فى إدخال رؤوس أموال عربية)، لوجدنا أن ما يصرف على التنمية الثقافية لا يشكل نسبة تذكر من ما تدخله الصناعات المرتبطة بها لخزائن الدولة.
نعتقد أننا بحاجة لعقد مؤتمر موسع عاجل لتدارك الأزمة ولإيجاد حلول تضمن قدرة المثقفين المصريين فى متابعة ميزانيات وزارة الثقافة بشفافية والعمل على ضمان تدفق الميزانيات فى المسار الصحيح وألا تحدث كارثة مهرجان الأقصر، والتى ينبغى على الوزارة أن تحلها بأى ثمن كان، كما نحتاج لمناقشة كيفية إيجاد سلطة لمتابعة سياسات الوزارة كذلك بنفس الشفافية لتلافى ما يحدث فى مهرجان القاهرة ولإلغاء السيطرة المركزية للوزارة على شئون العمل الثقافى ليكون دور الوزارة (كما فى الدول المتقدمة) تنظيمى وإشرافى لا سلطوى.
نكرر أن هذا ليس بيانا ولا ننتظر توقيعات، نطلب من كل من يقرأ هذا الطلب أن يتقدم بمقترحاته لتحويل تلك الطلبات إلى واقع واستكمال الشكل القانونى لها لعرضها على وزارة الثقافة بإجماع من كل الجمعيات والمؤسسات الثقافية فى مصر، كما سنقوم بعقد مؤتمر سيتم الإعلان عنه فى أسرع وقت لطرح التصور الكامل فيما يخص هذا الشأن ولتطوير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة