روح الأمل التى استلهمها محمد أحمد عبد الله جودة، - من شباب ثورة 25 يناير -، جعلته يقترح فكرة مشروع يعيد تصنيع نفايات القاهرة والاستفادة منها بعد تحويلها لمواد خام، الفكرة التى طرحها جودة فى عام 2011، وبالتحديد بعد اندلاع الثورة، لم يتم تنفيذها بعد ولم يتم تبنيها من قبل المسئولين بالدولة.
محمد جودة تحدث عن فكرته، لليوم السابع، مطالباً المسئولين عن حملة وطن نظيف، ورئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، بتنفيذ فكرته، التى ستحقق لمصر دخلاً قومياً يجعلها ليست فى حاجة إلى المساعدات الأجنبية.
وكشف جودة أن مشروعه إذا تم تطبيقه بنجاح سوف يؤدى إلى جذب استثمارات جديدة وتصنيع المواد الخام بأسعار مخفضة، مؤكدا أن تدوير النفايات أو التخلص منها بشكل سليم يؤدى إلى تقليل الحاجة لاستنزاف المصادر الطبيعية لاستخراج مواد أولية جديدة مثل: قطع الأشجار لصناعة الورق، أو استنزاف المناجم لاستخراج الحديد أو استهلاك البترول الخام لتصنيع البلاستيك.
فكرة جودة تتلخص فى مرحلتين، المرحلة الأولى تستهدف التوفير فى المواد الخام والموارد الطبيعية خاصة البترول، مما يؤدى إلى انخفاض أسعار السلع بصورة غير مباشرة، وبالتالى ترتفع قيمة الجنيه المصرى.
وتتمثل المرحلة الثانية من المشروع فى تطوير استخدام النفايات وتطبيق الأبحاث العلمية القائمة على ذلك، وخاصة البوليمرات (مثل اللدائن والبلاستيك)، ومن أهمها إنتاج الأسمنت الصديق للبيئة.
وأشار إلى أن القمامة تمثل ثروة كبيرة فعلى سبيل المثال نجد فى النفايات زجاجات بلاستيكية وزجاجا وورقا ومواد غذائية وكارتون ومن الممكن أن نوفر 2.5 طن من خشب الغابات لكل طن من الكارتون المسترجع من القمامة، كما أن تدوير بعض المواد المستخرجة من النفايات مثل المواد الإلكترونية يكون مكلفا جدا لكن الممكن أن نستخرج غاز الميثين بواسطة تحويل بعض الفضلات من المواد الغذائية عن طريق عمليات الكبس وبذلك يكون لدينا مواد خام من المواد الطبيعية مما يترتب عليه تخفيض الأسعار خاصة للبترول والكهرباء.
وعن رأى جودة فى حملة "وطن نظيف" أكد أن الحملة لاقت قبولاً جماهيرياً ومشاركة شعبية ولكنها أيضاً لاقت النقد من البعض، الذى رأى أنها "ليست مثمرة" وليست هى البداية للقضاء على المشكلة.
وأكد أن علاج المشكلة ليست فى بدايتها ولكن العلاج لا بد أن يبدأ بجذور المشكلة، وذلك من خلال تغيير النظرة السلبية لـ"عامل النظافة"، من خلال زيادة دخله ليحقق مستوى معيشة أفضل واعتماده على أدوات حديثة بدلاً من الأدوات البدائية التى يستخدمها.
وأوضح أنه فى الوقت الذى تعاقدت فيه محافظتا القاهرة والجيزة على شراء مليون نخلة لتجميل شوارع وميادين القاهرة، ولكن علاج المشكلة ليست فى التجميل وإنما فى حملة توعية كبيرة للمواطنين، من خلالها يتم تغيير نظرة المجتمع للمخلفات، من خلال تعريفه بالعائد المادى الذى سيعود عليه من استغلالها.
وشدد على أن شعار الحملة لا بد وأن يكون نابعاً من أهمية المخلفات والاستثمارات التى سيفتح لها الطريق من المحافظة على هذه المخلفات وإعادة تصنيعها، مضيفاً أن حملة التوعية لا بد وأن يشارك فيها دور العبادة ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب ووسائل الإعلام وجميع أطياف المجتمع.
وأضاف أن حملة التوعية سوف تتضمن توعية المواطنين بكيفية فرز المخلفات من المنبع، والتى ستسهل عمليات الفرز وبيع القمامة، ليستفيد منها المواطن بعد ذلك، من خلال استخدام العائد المادى فى عمل مشروعات تنموية داخل المحافظة، التى سوف تكون عائدا يساعد فى القضاء على البطالة والتلوث البصرى ورفع أجور العاملين فى هيئات النظافة داخل المحافظات.
وأوضح أنه من الضرورى أيضاً إعادة تأهيل هيئات النظافة والتجميل على مستوى الجمهورية، والتنسيق مع الوزارات المعنية للمشاركة الفعالة والمثمرة فى الحملة.
جودة صاحب مشروع "تدوير النفايات" يطالب "وطن نظيف" بتبنى مشروعه
الأحد، 16 سبتمبر 2012 11:18 م