د. محمد بركة

أرجوكم لا نُريد تصريحات

الخميس، 09 أغسطس 2012 01:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلنا يتذكر أيام الحكم البائد، وتلك التصريحات الوردية، التى كانت تملأ الصحف كل صباح: استصلاح آلاف الأفدنة فى سيناء وغيرها، افتتاح مئات المدارس فى كل ربوع مصر، إيجاد ملايين من فرص العمل للعاطلين، بناء آلاف الوحدات السكنية وأخيراً زيادة معدل النمو ليصل إلى المعدلات العالمية يعنى ببساطة مفيش مشكلة.. الشعب مبسوط ومعاه فلوس وينعم بالرفاهية.

أقول ذلك حتى لا يفقد المصريون الأمل مع أول وزارة فى عهد الرئيس مرسى، وقد بادر كل وزير بالتصريحات الوردية إياها وأولها وزير الكهرباء، الذى وعد بعدم انقطاع الكهرباء خلال 48 ساعة، ولم يحدث ووزير الداخلية، الذى قال إنه ورجاله سيتصدون للخارجين على القانون وقاطعى الطريق وسيعيش المصريون فى أمان ولم يحدث! مروراً بوزير التربية والتعليم، الذى وعد بزيادة مرتبات المعلمين وعودة المدرسين والطلاب للمدارس، وهذا وزير الرى، الذى أصبح رئيسا للوزارة وكان أول ماقاله تحقيق العدالة فى توزيع المياه فحقق لهم العدالة فى الظلم، ولم ير الفلاحون على يديه قطرة ماء ومازالوا يفترشون الجسور فى الشهر الكريم ينتظرون الماء لرى زراعتهم التى دمرها الحر والعطش، ناهيك عن مبادرة وطن نظيف التى انتهت وتلال القمامة تملأ شوارع مصر حتى بلد الرئيس التى نعيش فيها برغم تعيين محافظ جديد للشرقية، ومدير أمن جديد ولاشىء تغير على أرض الواقع الشوارع مازالت محتلة والعشوائية فى كل مكان وراحت الوعود أدراج الرياح.. ولم تقف الأحداث عند الوعود الوردية فهذه تعودنا عليها، ولكن استجدت أحداث مؤلمة هزت أركان مصر وكالعادة تصريحات عنترية فحادث دهشور تلاه حادث أبراج نايل سيتى، حتى كان التحدى الأكبر لكل مؤسسات الدولة وهيبتها ذلك الحادث المرعب، الذى راح فيه جنودنا شهداء على أرض سيناء الحبيبة لتكون هذه بداية الخوف لنا نحن المصريين فلم يعد تهديدنا داخليا بقاطعى الطرق والمجرمين الذين يروعون الآمنين ويستولون على ممتلكاتهم ويجردونهم من كل مايملكون ويقتلونهم إذا لزم الأمر لكن تعدى الخطر كل ذلك ليكون تهديداً للوطن، وكالعادة خرجت التصريحات بأن سيناء آمنة وسيتم اجتثاث الإرهاب بكل صوره وأشكاله فى سيناء.. كيف تكون سيناء آمنة بعد ما حدث وجنود مصر يموتون قتلاً على الحدود من جماعات إرهابية؟؟؟ ولم يموتوا فى مواجهة حربية مع عدو أو حتى فى عملية للقضاء على الإرهابيين والمجرمين!!!!

إن هذا الحماس المفرط لن يقدم ولن يؤخر.. سيناء تُنتهك حرمتها منذ الثورة، وإلا فليفسر لنا القائلون بأنها آمنة كيف يتم تفجير خط أنبوب الغاز خمسة عشر مرة هل هذا دليل أمن سيناء!

ضباط الشرطة والجيش الذين قُتلوا وخُطفوا بعد الثورة هل معنى قتلهم أن سيناء آمنة.. لم يعد إلّا أن نُقتل داخل بيوتنا حتى نعترف أننا فى خطر.. ليس فقط أهل سيناء بل كل الشعب المصرى يعيش فى خوف وأعتقد أنه لم يعد هناك حجة لأحد فكل أركان النظام موجودة.. الدولة لها رئيس منتخب وحكومة الكفاءات قد شُكلت والقوات المسلحة والشرطة مدججة بكل أنواع السلاح الرادع، والذى يجب أن يردع كل من يخرج على القانون وكل مجرم يتجرأ على أمن مصر.. إننا يجب أن نوقف كل المهاترات السياسية، والتهم المتبادلة ونحمى مصر ونحمى المصريين الذين تحملوا الفقر والظلم بكل أنواعه وعاشوا سنوات عجافاً على أمل أن تضمد الثورة جراحهم وتحقق لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة، ولكنهم أبداً لن يقبلوا أن يعيشوا فى خوف فإلى أن تحققوا لنا الأمان أرجوكم كفوا عن التصريحات.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

basant

رائع جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة