"اللهم ارضَ على أسيادنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلى.. أجتمع اليوم فى واحدة من أهم اللحظات فى تاريخنا المعاصر بعد ثورة الشعب المصرى، هذه الثورة التى بدأت قبل سنوات، لكن نتائجها تبلورت فى 25 يناير".. كلمات أطلقاها الرئيس محمد مرسى خلال خطابه الأول فى إيران وأمام المؤتمر الافتتاحى للدورة السادسة عشرة لقمة دول حركة "عدم الانحياز" اليوم الخميس، فى العاصمة الإيرانية طهران والتى تستمر أعمالها لمدة يومين بمشاركة نحو 120 دولة، مشدداً على أن مصر بعد الثورة عازمة على أن تكون طرفاً دولياً فاعلاً، كلمات قد تغير مجرى تاريخ العلاقات المصرية الإيرانية بعد تدهور دام لأكثر من 30 عاماً.
هل سيكون لمصر دور فاعل فى إيران من جديد؟ وهل ستعود العلاقات المصرية الإيرانية مرة أخرى؟ وهل سيتم إعادة فتح السفارة الإيرانية من جديد؟.. علامات استفهام عديدة تحتاج إلى إجابات، خاصة بعد زيارة مرسى لطهران.
السفير محمود فرج سفير مصر السابق بإيران، أكد خلال حوار خاص مع "اليوم السابع"، أن زيارة مرسى ليست زيارة سياسية ولكنها تدخل فى إطار مؤتمر عدم الانحياز، خاصة أن مصر وإيران أعضاء فى الحركة والمؤتمر الإسلامى والتى دائماً يتم توجيه الدعوة لكل منا، كما يقول "فرج" حتى لو كان هناك توتر فى العلاقات، لكن دائماً كان يحضر مثل هذه المؤتمرات وزير الخارجية أو ممثل البعثة الدبلوماسية أو حتى نائب رئيس الجمهورية الحالى المستشار محمود مكى كنوع من الاهتمام السياسى بالمؤتمر.
أما عن حضور الرئيس محمد مرسى للمؤتمر، فتوقع السفير المصرى السابق فى إيران أن يكون رسالة تهدف إلى كسر جمود العلاقات المصرية الإيرانية وإزالة الغشاوة التى تسيطر على علاقات إيران بالدول العربية كلها وليس مصر فقط.
مرسى اليوم بعث برسالة قوية إلى إيران للتراجع عن الكثير من مواقفها خاصة فى المشكلات العربية المعلقة وعلى أرسها أزمة سوريا والخليج والجزر الإماراتية والسعودية والبحرين واليمن والتى يجب أن تبدى إيران نوعاً من المرونة فى حلها، كما يقول فرج.
ومن جانبه، طالب السفير المصرى فى إيران السابق طهران باتخاذ خطوات نحو إعادة صياغة الملف العربى من خلال إبداء النوايا الحسنة عن طريق ميثاق شرف عربى إيرانى مع الدول العربية لحل المشكلات المعلقة كضمانة لعودة العلاقات مرة أخرى، متوقعاً أن تعود العلاقات خلال الشهور القادمة بين مصر وإيران، لكن السرعة ستتوقف على حسب سرعة مباردة إيران.
أما على المستوى الرسمى ووسط توقعات بذيادة نسبة التمثل الدبلوماسى المصرى وفق إعادة فتح السفارة المصرية بإيران مرة أخرى، خاصة بعد زيارة الرئيس محمد مرسى لطهران فضل الوزير عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية عدم التعليق على قرار إعادة فتح السفارة وذيادة البعثات المصرية إلى إيران فى الفترة الحالية، مؤكداً أن وزارة الخارجية لم تتخذ أى قرار حتى الآن.
سفير مصر السابق بطهران يطالب إيران بميثاق شرف لحل القضايا المعلقة
الخميس، 30 أغسطس 2012 08:41 م