قال الدكتور محمد بهاء الدين، وزير الموارد المائية والرى، إن مصر تعانى من الجفاف الشديد نتيجة حصتها المحدودة من المياه، كما نواجه عدداً كبيراً من التحديات بعد الثورة، أهمها تلبية طموحات المصريين فى حياة أفضل، وهو ما لن يتم إلا بتحقيق معدلات تنمية مرتفعة واستخدام رشيد للموارد المتاحة، وعلى رأسها المياه.
وأضاف بهاء الدين فى كلمته التى ألقاها اليوم الثلاثاء، خلال فعاليات الأسبوع العالمى للمياه، والذى يعقد بالعاصمة السويدية ستوكهولم، أن مصر تفتح ذراعيها لجميع الدول، وترغب فى مد آفاق التعاون مع الجميع، كما أنها تؤيد تحقيق التنمية فى دول حوض النيل بشرط عدم الإضرار بمصالح أية دولة من دول الحوض.
وأشار بهاء الدين إلى أن السدود الصغيرة هى نموذج جيد وبديل فعال يعطى نفس النتائج المتوقعة من تنفيذ السدود الكبيرة، مع تلافى الأخطار الجانبية المتوقعة من إنشاء تلك السدود الكبيرة، كما أن السدود الصغيرة تحتاج تمويلاً أقل ومدة زمنية أقصر، مما يجعلها بديلاً جيداً لتحقيق التنمية فى وقت قياسى، مضيفا أن عوائد التنمية من هذه المشروعات تتجه إلى الفقراء، خصوصا فى مناطق إقامتهم، فى إشارة منه إلى مخاطر استخدام المحاصيل الغذائية فى إنتاج الوقود الحيوى الذى تستفيد منه الدول الغنية بالأساس على حساب الفقراء فى الدول النامية.
وفور انتهاء كلمته عقد بهاء الدين مؤتمراً صحفياً موسعاً أجاب فيه على الأسئلة، وحول سؤال عن الأولويات المصرية خلال الفترة القادمة، قال بهاء الدين إنه قام خلال الشهر الماضى الذى تولى خلاله منصبه بثلاث زيارات خارج مصر اثنتين إلى إثيوبيا وواحدة إلى السودان، وهو ما يؤكد أن دول حوض النيل فى قائمة أولويات مصر فى المرحلة القادمة.
ورداً على سؤال يتعلق بدعم مصر لغزة أشار وزير الموارد المائية والرى إلى أن أهل غزة هم أشقاؤنا، وأن مساعدتنا لهم تقتصر على إقامة محطات تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام المياه، لكن تلك المساعدات لن تتطرق إلى توصيل المياه السطحية لهم لأننا نعانى من عجز شديد فيها.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر التقى الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والرى، ورئيس مجلس وزراء المياه الأفارقة، وزيرة التعاون الدولى السويدية، وتناول الجانبان سبل تقديم الدعم الفنى والمالى لبعض المشروعات فى مصر، وأبدى الجانب السويدى ترحيبه واستعداده لتبنى تلك المشروعات، والتى تتضمن تدريب المهندسين المصريين فى المعاهد السويدية، وإيفاد خبراء سويديين إلى القاهرة لتنفيذ الغرض ذاته، بالإضافة إلى تقديم عدد من منح الماجستير والدكتوراه للمهندسين المصريين العاملين فى مجال الرى، وتدعيم أنشطة المياه الجوفية ونوعية المياه.
وفى السياق ذاته يستعرض بهاء الدين خلال فاعليات الأسبوع العالمى للمياه التحديات المائية التى تواجه القارة الأفريقية، وسبل توفير الأمن المائى والغذائى للقارة، فى ظل ندرة مياه الشرب والصرف الصحى والمياه المستخدمة فى صناعة الغذاء، كما يعرض الموقف المصرى تجاه الأزمة الحالية، والقائمة بين دول المنابع ودولتى المصب حول مستقبل التعاون بعد انفراد دول المنابع بالتوقيع على الاتفاقية الإطارية المعروفة باتفاقية عنتيبى، وسبل الخروج من هذه الأزمة من خلال المبادرة المصرية السودانية، بالتوازى مع استمرار التعاون المشترك، لتنفيذ مشروعات مبادرة حوض النيل.
وزير الرى فى الأسبوع العالمى للمياه بستوكهولم: مصر تعانى الجفاف الشديد.. وتفتح ذراعيها لدول حوض النيل.. ونواجه تحديات بعد ثورة يناير.. ومساعداتنا لغزة تقتصر على إقامة محطات تحلية لمياه البحر
الثلاثاء، 28 أغسطس 2012 03:23 م