طارق.. حل أزمة مرور كوبرى "أكتوبر" باستخدام "يافطة وقرطاس"

الأربعاء، 22 أغسطس 2012 08:03 م
طارق.. حل أزمة مرور كوبرى "أكتوبر" باستخدام "يافطة وقرطاس" جانب من الحمله
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع ساعة الذروة وفى وسط كوبرى 6 أكتوبر، حيث يصل الزحام إلى أقصى مداه بين أبواق السيارات، وقف هو وحيداً على الشريط الأبيض الذى لا يلاحظه معظم السائقين ولا يلقون له بالاً بمنتصف الطريق، واضعاً على بعد خمسة خطوات منه قرطاس بلاستيك قسم صف السيارات المتداخل لنصفين متساويين، ليعمل الكوبرى المتشابك بانتظام فى ساعات الذروة للمرة الأولى، رافعا لافته كتب عليها رسالته الصارمة "أمشى فى حارتك".

حكاية القرطاس واليافطة بدأت مع المهندس الشاب طارق المحروقى مبكرا, حيث كان طريقه هذا الكوبرى الذى لا يعرف الهدوء وكان يعانى تلك الزحمة كل يوم عند ذهابه إلى العمل أو العودة إلى المنزل، و لم يجد سبباً للزحام سوى عدم التنظيم، فالكوبرى لا يحتاج سوى أن يمشى كل شخص فى حارته حتى يرتاح آلاف البشر يوميا.

واهتم المحروقى بالتصدى لهذه الفوضى المرورية بمنع أى شخص أن يمشى بجانبه سوى فى حارته، ثم تحول الأمر إلى دعاية عبر نافذة السيارة، ويقول طارق "بدأت أفتح نافذتى كل يوم، وأستغل ساعات الزحام فى التحدث إلى السيارات من حولى، وأطالبهم بالسير فى حارتهم لمواجهة الزحام بطريقة جيدة، وسلسلة تقبّلها الكثيرون وسخر منها الكثيرون".

"ما كانش بيقف قدام القرطاس غير الناس اللى ماشية على الخط ومقرطسة غيرها، وحبيت أمنعهم من اللى بيعملوه وأقول للى ساكتين ماتسمحوش لحد يقرطسكم، هذه ما قصده طارق عندما استخدم القرطاس، حيث كانت له أهمية كبيرة فى حل أزمة مرور مصر، ولم يكن هدفه فقط تنظيم سير الطريق، بل إرسال رسالة واضحة، كما أنه كان بمثابة العقاب الرمزى لمن يقف أمامه بعد أن يصبح "متقرطس" مثلما "يقرطس" الآخرين، ويأخذ حقهم فى حارتهم، أو حق مريض يواجه الموت، من أن يجد منتصف الشارع فارغاً ليمر به.

ويقول طارق: ليست فقط مشاكل البطالة والفقر والجوع هى شغلنا الشاغل، بل أن نمشى فى حارتنا، وهذا ليس ترفا أو رفاهية فى زمن تدور فيه الأحداث بسرعة الضوء، ولكن ما توصل إليه طارق أن حل أزمة المرور يؤدى إلى جذب العديد من رؤوس الأموال والاستثمارات والسياحة، ويغير المزاج العام وشكل الحياة فى مصر بالكامل إلى شكل أفضل. ويقول الشاب الذى درس هندسة المواد "على الرغم من ذلك بالتأكيد هناك أشياء أخرى تحتاج المساعدة، ولكن أنا ساعدت بما أقدر عليه، وما فكرت فيه، ومن المفترض أن يساعد كل شخص بما يستطيع أن يساعد فيه".

فى أواخر يوليو كانت الانطلاقة الحقيقية لتخلى طارق عن استخدام القرطاس، بعد أن وصلت رسالته، واستطاع تنظيم الكوبرى، وعقاب المخطئين بشكل رمزى، ليبدأ من بعدها النزول وحده، ممسكاً لافته حتى بدأ العدد يزداد، وينضم إليه المشجعون، ويبدأ فى تنظيم حملة "امشى فى حارتك" الجزء الأول، بعد أن شاركه فى النزول ثلاثة أشخاص جذبتهم الفكرة، ثم تضاعفوا بعد هذا اليوم إلى 8 أشخاص كانوا هم قوام حملة امشى فى حارتك الجزء الثانى.

وأضاف "أملى أن ننهى أزمة المرور فى مصر بشكل دائم، وأن يكون كوبرى 6 أكتوبر هو رمز لإنهاء هذه الأزمة، ففى المراحل المقبلة سيكون النزول فى معظم الأماكن الهامة على أرض مصر" تلك هى أمنية طارق الذى يقول "الفكرة لن تكلف أحداً شيئاً، فقط نحتاج أن ننظم سلوكنا، وأن نعرف أننا السبب فى أزمتنا".

























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة