د. هانى أبوالفتوح يكتب: مصر والمجهول بين الرئيس وقنديله

الأربعاء، 01 أغسطس 2012 11:56 ص
د. هانى أبوالفتوح يكتب: مصر والمجهول بين الرئيس وقنديله الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حقبة جديدة فى تاريخ مصر تكتب الآن وتجربة يمر بها الوطن والتجارب دائما فى الدول المستقرة تكون نتائجها أقل خطرا وتأثيرا أما الدول النامية فالوضع يختلف تماما خاصة فى دولة بحجم مصر فتجربة المجهول أشبه بالرهان على عمارة شاهقة لا تعلم كيف سيتحمل أساسها بناء أدوار أخرى، لأنك لا يمكن أن تهدم البنيان وتعيد بناءه من جديد فهل سيستقر البناء على ما كان قبله وتدور عجلة الحياة وتعطى لها التجربة روحا جديدة ودماء متدفقة ونهرا للأمل أم أن التجربة ستجعلها متأرجحة صعودا وهبوطا واهتزازا ثم نرى الحصاد فى النهاية واحدا ولم نتقدم خطوة لأن حجم الأمنيات والطموحات والوعود أكبر من حجم الواقع والقدرات والخبرات والإمكانيات.

شاء الله لمصر الآن ولشعبها أن يتحمل هذه المرحلة من تاريخه وهو مدفوع لمستقبل مجهول يأمل أن يكون فيه الخير مع زيادة رهيبة فى السكان ومن ثم المتطلبات ورغبة عارمة فى التغيير إلى الأفضل فى كل المجالات المرتبطة بحياة المواطن وجميع أفراد الأسرة فمن منا لا يحلم بشوارع نظيفة ومرور منظم وسيولة فى الحركة على طرقات ممهدة معبدة تحترم آدمية الناس وتحمى حياتهم، ومن منا لا يحلم بتعليم مناسب يفيد الوطن والمتعلم وفقا لقدرات الأسرة البسيطة واحتياج سوق العمل الفعلى ومن منا لا يحلم بمياه شربه صالحة فعلا للاستهلاك الآدمى وغير مختلطة بمياه المجارى، كما هو الحال فى مواقع عديدة ومن منا لا يحلم بخدمة صحية جيدة ودواء وعلاج للجميع، ونظام تأمين صحى يغطى جميع أبناء الشعب بلا استثناء، ومن منا لا يحلم بسكن فى متناول الشاب الذى يتخرج فلا يجد عملا فكيف له أن يحلم بمسكن مستقل، وبناء أسرة جديدة، ومن منا لا يحلم برغيف عيش بلا منغصات فى السعر والشكل والوزن.

هى أساسيات لأبجديات الحياة، وليست مطالب مترفة ولا أحلاما غير مشروعة، ولا أمنيات لابد أن نموت قبل تحقيقها، هى مطالب الواقع والحال لكل من يعيش على أرض هذا الوطن ثقة فى أن الخير الذى فيه يستطيع أن يؤمن هذه المتطلبات.

ولكن نظام الحكم الجديد الحاكم حاليا مجهول لنا جميعا، ولا خبرة عملية سابقة لديه والمجهول الذى يتولى زمام الأمور الآن هو المنوط به توفير كل هذه الاحتياجات وهو الواجب عليه أن يعى خطورة الوضع لا أن يعيش فقط على الثقة المفرطة والزائدة عن الحد بين من ينتمون للتيار السياسى، الذى يحكم وبين غرور اليقين فى عبقرية مشروع النهضة المجهول أيضا ومن هى العقول الواجب عليها تنفيذه والفترة الزمنية التى يحتاجها لتؤتى ثماره شريطة أن يكون مشروعا واقعيا حقيقيا وليس مجرد أفكار على ورق تمت صياغتها بعناية ضرورة الحاجة لمرحلة الانتخابات.

فمن وضع البرامج عليه أن يتولى تنفيذها بنفسه وتحقيق الأهداف المطلوبة منها، للوفاء مع الشعب والآن قد اختار الرئيس بمحض إرادته رئيسا جديدا للوزراء أيا كانت خبراته ومؤهلاته القيادية والسياسية والعملية ليحقق له برنامجه فيجب أن يكون هناك توافق كامل وتناغم بين مؤسسة الرئاسة والحكومة ولم يعد هناك من وسائل لأى ادعاءات للتأخير فى تحقيق مصالح الناس، والنهضة بالوطن ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقبل الشعب أى تقصير فى حقه أيا من كان المتسبب أو الأسباب لأن رأس السلطة كانت أمامه كل الخيارات من الكفاءات الحقيقية التى تزخر بها مصر ليختار من يحقق له سياساته ولا يمكن للشعب أن ينتظر طويلا دون أن يلمس تغييرا واقعيا فعليا وحقيقيا بين مصر قبل 25 يناير 2011 وما بعدها، ولا يمكن أن نقبل بحال من الأحوال أن نكون مجرد حقل تجارب للمجهول أو نكون مجرد مفعول به لأن الشعب عرف الآن كيف يكون فاعلا وكيف يعبر عن غضبه ولا يمكن أن يتحمل نتائج التجارب فمن تصدى لتحمل المسئولية عليه أن يعى أين يقف وماذا عليه أن يفعل وأن يصدق فيما وعد، وإلا فليتحمل وحده النتيجة وعلى المتضرر اللجوء للميدان والله المستعان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة