معتقل سابق بأحداث العباسية يكشف فى مؤتمر لـ "أطباء التحرير": لم يتم تسجيل إصاباتنا رغم شدتها.. ورفضنا تلقى العلاج بالنيابة لاستخدامهم "حقنة" واحدة.. والجمعية تطالب بتشكيل لجان طبية للتفتيش على السجون

الأربعاء، 27 يونيو 2012 08:10 م
معتقل سابق بأحداث العباسية يكشف فى مؤتمر لـ "أطباء التحرير": لم يتم تسجيل إصاباتنا رغم شدتها.. ورفضنا تلقى العلاج بالنيابة لاستخدامهم "حقنة" واحدة.. والجمعية تطالب بتشكيل لجان طبية للتفتيش على السجون جانب من المؤتمر
كتبت دانة الحديدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد محمود أمين، أحد المعتقلين السابقين بأحداث العباسية، والذى كان معتقلاً داخل عنبر التحقيق بسجن طرة، أنهم لم يتلقوا أى رعاية طبية فور وصولهم السجن عقب اعتقالهم فى أحداث العباسية، التى وقعت يوم الجمعة 4 مايو الماضى، مشيرًا إلى أن أفراد الأمن العاملين بالسجن "تعاطفوا معهم"، بمعنى أنهم لم يقوموا بضربهم، نظرًا لإصابة بعضهم إصابات بالغة، فى حين تم الاعتداء بالضرب على المعتقلين بالعنابر الأخرى.

وأشار فى شهادته التى ألقاها خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته جمعية أطباء التحرير، اليوم الأربعاء، حول الوضع الصحى للسجناء بالسجون المصرية، إلى أنه تم وضعهم فى زنزانة لا تزيد مساحتها على 6 أمتار، فى حين أن عددهم كان 45 شخصًا، وعندما أبدوا اعتراضهم بسبب ضيق المكان فى الوقت الذى يوجد فيه بينهم مصابون، أخبرهم أفراد الأمن بأن ذلك العنبر كان يوضع فيه ما يزيد على 70 شخصًا قبل الثورة، موضحًا أنه يحتوى على صنبور مياه وحمام "بلدى"، مما اضطرهم إلى وضع بطانية كستارة حتى يستطيعوا قضاء حاجاتهم والاستحمام، كما قاموا بإعطائهم "زجاجتى مياه" فارغتين حتى يملؤوها من الصنبور للشرب، فى الوقت الذى لم يسمح لهم فيه بالخروج من العنبر سوى ساعة واحدة يوميًّا للتريض.

وأضاف أن المصابين رفضوا تلقى العلاج أثناء عرضهم على النيابة العسكرية، لاكتشافهم تلوث الأدوات، على سبيل المثال استخدام "حقنة" واحدة فى علاج المصابين، مما جعلهم يطلبون من الأطباء المعتقلين معهم إسعافهم بقدر استطاعتهم.

وحول إضراب المعتصمين بأحداث العباسية عن الطعام أوضح أمين أن 13 معتقلاً فى الأحداث، وهو أحدهم، قرروا الإضراب عن الطعام، لشعورهم بأنهم تم اعتقالهم دون وجه حق، قائلاً: "إن معظم المعتقلين كانوا لا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بالأحداث، بل تم اعتقالهم بشكل عشوائى لمجرد مرورهم بمنطقة العباسية، منهم الباعة الجائلون وسائقو التاكسى الذين تم أخذهم من سياراتهم، فكان الإضراب هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن رفضهم هذا الظلم، ورغبتهم فى المثول أمام قاضيهم الطبيعى.

وأشار إلى أنه أضرب عن الطعام لمدة 21 يومًا، حيث تم وضعه خلالها فى زنزانة انفرادية صغيرة الحجم ولا تدخلها الشمس، بالإضافة إلى منعه من التريض بحجة عدم قيامه بتناول الطعام خلسة، حيث كان شرط خروجه للتريض هو إنهاؤه الإضراب، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، مؤكدًا أن عددًا ممن استمر اعتقالهم حتى الآن مازالوا مضربين عن الطعام.

وفيما يتعلق بالممارسات التى شاهدها داخل السجن خلال فترة اعتقاله أكد أنه خلال فترة التريض اكتشف أن الضباط يجبرون المسجونين على ذمة قضايا جنائية على شرب "مياه بالصابون"، عقب كل زيارة لهم، حتى يقوموا بالتقيؤ بحجة التأكد من عدم إخفائهم أى شىء حاد داخل الفم، كذلك يجبرونهم على قضاء حاجاتهم بمكان التريض للتأكد من عدم ابتلاعهم أى شىء آخر.

وأضاف الدكتور على فتحى، صيدلى، وأحد المعتقلين فى الأحداث، أن المسجونين الجنائيين هم من كانوا يدافعون عن معتقلى العباسية، الذين ساءت حالاتهم البدنية والنفسية كثيرًا خلال فترة اعتقالهم، فى الوقت الذى يوجد فيه بين المسجونين الجنائيين مرضى بأمراض خطيرة، كتضخم عضلة القلب، ويحتاجون لإجراء جراحات عاجلة، إلا أن مستشفى طرة يرفض إجراء تلك الجراحات لخطورتها، فى الوقت الذى ترفض فيه إدارة السجن نقلهم لمستشفيات أخرى لإجراء الجراحات العاجلة التى يحتاجونها.

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد فاروق، المتحدث الإعلامى باسم جمعية أطباء التحرير، أن الجمعية ستضغط على الرئيس الجديد لتشكيل لجان تفتيش طبى على السجون، للتأكد من حصول المرضى على الرعاية الطبية اللازمة لهم، كما تم تشكيل وفد طبى للاطمئنان على الحالة الصحية للمعتقلين المستمرين فى الإضراب عن الطعام.

فى حين أوضح الدكتور محمد فتوح، رئيس الجمعية، أن ظروف الاعتقال فى مصر لا تحافظ على كرامة السجين أو صحته، قائلاً: "إن من الظلم أن يتم توفير كل الرعاية الطبية للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فى حين يتم حرمان باقى السجناء من حقوقهم فى العلاج".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة