1 - المؤشرات المبدئية توضح أن المعركة القادمة - أقصد معركة الانتخابات الرئاسية - ستحول مسار الوطن تماما، حيث من الممكن أن يصبح نظام الحكم إسلاميا بعدما كان عسكريا منذ ثورة يوليو 1952، وإذا بحثنا فى التاريخ فسنجد أن الثورات العسكرية والانقلابات لم تنفرد بها مصر وحدها، بل قامت بها دول شقيقة، سواء بعد يوليو 1952 أو قبلها، مثل الانقلاب العسكرى بسوريا عام 1949، مما يؤكد على فكرة وحدة النموذج بين الدول العربية، وقد أطلقوا على هذه الحقبة أنها حقبة القومية التى تبناها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
والآن وبعد مرور ستين عاما تحول الأمر من القومية إلى الخلافة الإسلامية بالمنطقة، والغريب حقا أن الدول الكبرى التى كانت راعية للحركات القومية والعسكرية بالبلدان العربية هى ذاتها التى ترعى المد الإسلامى الحالى، مؤكدة على ضرورة التحول الديمقراطى بالشرق الأوسط! ومؤكدة على عدم استشعارها القلق من وصول الإسلاميين للحكم.. وسلم لى على المترو!!
2 - ليست صدفة أن تقوم الثورات بجميع الدول العربية بنفس السيناريو - وإن اختلف رد الفعل من جانب الأنظمة - حيث يتم اختيار رمز يشار إليه بأنه ضحية النظام الظالم، ومن ثم يقوم مجموعة من النشطاء على «الفيس بوك» بعمل صفحات لدعوة الملايين من الشباب المتحمس لبدء الحرب الإلكترونية ضد النظام الظالم الفاسد وأيضا لحشد الآلاف للتظاهر من أجل إسقاطه، لتبدأ الشرارة الأولى لهذه التظاهرات بإحدى المدن الصغيرة وتنتهى بمواجهات دامية يسقط فيها جرحى وقتلى لتزايد الإضرابات والمظاهرات وتمتد لأكثر من مدينة تشتد فيها المواجهات وتتصاعد، وبالطبع تقوم قناة الجزيرة بتغطية الحدث بطريقة تظهر فيها وحشية الأنظمة الديكتاتورية فى مواجهة المتظاهرين والمعارضين وتتصاعد الأزمة وتتدخل الدول العظمى وتنهال بالتصريحات التى تؤيد المتظاهرين وتهاجم وتنتقد الأنظمة التى سرعان ما تسقط بعد أن تتلطخ يدها بالدماء «راجع جميع الثورات التى حدثت بتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا».
كل شىء مدروس!!
3 - الغريب حقا وجدا وفعلا، وقل ما تريد من مبالغات، أن الثورات عندنا تبدأ بشعارات تنادى بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وما إلى ذلك من شعارات براقة وحالمة فى مشاهد لا يتصدرها إلا الشباب أصحاب الأفكار والمبادئ الثورية الليبرالية أو اليسارية الذين يحلمون بمستقبل مشرق لبلدانهم، والذين يهاجمون الأنظمة الديكتاتورية القمعية، لكن بعد سقوط تلك الأنظمة تجد هؤلاء الشباب يختفون ويذوبون بعد ظهور التيارات الإسلامية التى سرعان ما تسيطر على زمام الأمور وتحصد جميع الثمار وحدها ولا تسمح لأحد أيا ما كان أن يشاركها.
اللى يأكل لوحده يزور بس للأمانة الجماعة دول ما بيزوروش أبدا!!
4 - نغمة شديدة الديكتاتورية والعنصرية أصبحت تسيطر على الجميع، وللأسف أننا أصبحنا نخاف من قول الحق مادام هذا الحق سيغضب الأغلبية من أصوات الحناجر المرتفعة، هناك نغمة غريبة سائدة تصور فترة حكم مبارك بأنها فترة لم يكن بها حسنة وحيدة، أو حتى إنجاز واحد!! فقط لكره هؤلاء له، يا سادة من يرد أن يحدث تطورا ونهضة فعليه أن يعترف بإنجازات الآخرين مثلما ينتقد المساوئ، وعليه أن يكون حياديا بعيدا عن الفكر العنصرى الانتقامى، لأن الضرر لن يعود فى هذه الحالة على مبارك ونظامه، بل سيعود على مصر والمصريين، لسبب بسيط أن أيام مبارك قد ولت وأصبحت تاريخا، بينما مصر الوطن هى الحاضر والمستقبل الذى أصبح مخيفا للغاية فى ظل ما يحدث من تخبط ومراهقة سياسية وانتهازية شديدة تحت اسم الدين.
والله ولى التوفيق.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed
المزايا
عدد الردود 0
بواسطة:
دليسبس
الى تعليق رقم (1)