يبدو أن حالة من حالات الانتقام قد سيطرت على العقول فى الآونة الأخيرة جعلت مَن سُلطت عليه الأضواء يشعر بالقوة والجاه فانتابتهُ حالة من حالات التفاخر والنَهم الممتزج بالزهو والغرور مما دفعه للتحول إلى آلة لتعذيب كل من سُحب البساط من تحت قدمه وأصبح بلا نفوذ أو جاه أو حتى ظهر، وهذا الإحساس سالف الذكر يشبه فى مضمونه الشخص الجائع للغاية والمتعطش لقطرة مياه واحدة تروى عطشه حينما يجد نفسه فجأة أمام مائدة طعام ضخمة -كثيراً ما حلم بها- وعليها كل الأنواع والأصناف التى تشتهيها الأنفس من مأكل ومشرب فمِن فرط جوعه أخذ يأكل فى نهم من جميع الأطباق ويشرب من كل الزجاجات بشكل لا إرادى ينبُع فقط من الجوع والعطش الشديدين اللذين تعرض لهما لفترة زمنية طويلة لتكون النتيجة بالتالى إصابته بنوبة تلبُك معوى حاد وارتباك شديد فى الجهاز الهضمى وانسداد فى الأمعاء الدقيقة بعيداً عن السامعين (اللهم آمين فهو سبحانه قادر على كل شىء).
المهم لقد سقط النظام بمصر وانهارت معه الدولة القديمة التى عاشها المصريون بحُلوها ومُرها لمدة تسعة وخمسين عاما متتالية منذ 23 يوليو 1952 وحتى 11 فبراير 2011 لتبدأ مرحلة جديدة بشخوصٍ مختلفين تماماً وتيارات متعددة منها تيارات ليبرالية واشتراكية وقومية وسلفية وجهادية (الذين قتلوا الرئيس السادات وخططوا لانقلاب كامل عام 1981 ولكنه فشل) بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين الأكثر خبرة وحنكة وتنظيماً من الجميع والتى سعت كثيراً للسُلطة وللأسف فى كل مرة تفعل كل شىء من أجلها وتخرج من المولد بلا حمص كما يقولون بالأمثلة الشعبية المصرية القديمة وهذا ما أثبتهُ التاريخ الخاص بهم الذى يمتد إلى خمسة وثمانين عاماً، إلا أن فى هذه الفرصة -أعنى فى هذه المرة- استطاعوا أن يسيطروا على مجريات الأمور جيداً منذ نزولهم للساحة فى الثامن عشر من يناير 2011 للمشاركة فى الثورة، مروراً بإصرارهم على استكمال الثورة فى مساء الأول من فبراير 2011 تحديداً بعد خطاب الرئيس السابق محمد حسنى مبارك الذى ألهب مشاعر الكثيرين ومروراً أيضاً بحماية الميدان، فيما أطلقوا عليه إعلامياً موقعة الجمل بالثانى من فبراير 2011 وصولاً إلى الأغلبية بمجلسى الشعب والشورى (على الرغم من وعدهم بعدم الحصول إلا على ثلاثين بالمائة فقط) فترشيح خيرت الشاطر للرئاسة (رغم وعدهم بعدم المنافسة على كرسى الرئيس) فالدفع بمحمد مرسى ليكون استبن الشاطر فى حالة خروجه لسبب أو لآخر!! وما خفى كان أعظم.
بالطبع حدث انسجام ما بين جميع التيارات الإسلامية على عكس التيارات الأخرى التى فضَّلت أن يكون لكل منهم خصوصيته ويلعب منفرداً لتحقيق أهدافه فكانت الأغلبية الإسلامية الساحقة بلا منازع هى التى تسيطر على زمام الأمور فى مصر 2012 على الرغم من أن كل تيار منها له أيديولوجيته، إلا أنهم جميعاً اتفقوا على الشكل الدينى للدولة، ومن هذا المنطلق اتفقوا دون إعلان صريح من وجهة نظرى المتواضعة على إقصاء أى تهديد قد يطيح بحلمهم مثل الإطاحة باللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق عن طريق قانون العزل الذى مازال على كف عفريت إلى الآن وبدأوا فى تصفية حسابات قديمة مع رموز المرحلة السابقة سواء كانوا شرفاء أو مذنبين، ووصل الأمر بهم إلى قطع كل الألسنة (وذبح القطة) لكل من تسول له نفسه أن يهاجمهم أو ينتقدهم مؤثراً على الرأى العام وعلى العقل الجمعى المصرى وهذا قد ظهر جلياً من خلال القضية التى حُركت ضد النجم الكبير عادل إمام وضد المبدعين وحيد حامد ولينين الرملى وشريف عرفة ومحمد فاضل ونادر جلال التى اُتهِموا فيها بازدراء الأديان!
إنها الأنظمة الفاشية الرجعية التى حَلّت على الوطن مؤخراً بعد سنوات طويلة عاشها تحت وطأة الأنظمة الديكتاتورية وأخيراً لا أملك سوى أن أقول: يا مرحب بالربيع العربى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مدام / جيهان
نسكه 25 يناير ونكته الربيع العربى!!!!؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
على حلمى
مصر لن تعود إلى الماضى الكئيب
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf soliman
hatefull article
You article is nothing but hatefull
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
تصحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
منتصر الزين
عشان كدا ممكن عمر موسى أو أحمد شفيق يكسبوا
عدد الردود 0
بواسطة:
Edward
Thank you
Great article
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد معدي
يا عم خف شوية من كراهيتك وحقدك على الثورة أحسن تجيلك جلطة
أنا مش فاهم إنت طايق نفسك إزاي