قال الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم والملقب بـ"خطيب الثورة"، مساء أمس الاثنين، إنه بعد تقديم العديد من شهداء ثورة 25 يناير المجيدة أرواحهم فداءا للوطن، تزايدت أعداد الأيتام فى مصر، وهم من نطلق عليهم "أيتام الثورة المصرية"، فيوجد أطفال مات والدهم و والدتهم بالرصاص الغادر أثناء أحداث الثورة، ولا يجدون الآن من يعتنى بهم، فلابد أن نهتم بهؤلاء الأيتام بالصورة التى يستحقونها.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى نظمته جمعية "الأورمان" الخيرية مساء أمس، الاثنين، للإعلان عن بدء احتفالات الجمعية بـ"يوم اليتيم" بالقاهرة، حيث بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ طارق عبد الباسط عبد الصمد، ثم وقف الحاضرون دقيقة حدادا على شهداء الوطن.
وأضاف الشيخ مظهر شاهين أننى سعيد بوجودى فى هذا المؤتمر، والحقيقة أننى خلال برنامجى على قناة "الرحمة" الفضائية منذ عامين، أى قبل اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة بحوالى 4 أشهر، كنت أذهب لعدد من القرى الفقيرة والبعيدة والنائية، مثل "كفر الجبل" التابعة لمحافظة الفيوم، بجوار بنى سويف، وذلك لمساعدة الأهالى هناك، لكننى كنت أجد أن "الأورمان" قد سبقتنى فى عمل الخير.
وأكد أننا كلنا أيتام الآن فى مصر، لأننا نحتاج إلى رئيس يكون أبا حنونا يعطف علينا جميعا، وخاصة محدودى ومعدومى الدخل، وسكان العشوائيات، والأماكن النائية، وأصحاب المعاشات التى لا تكفيهم، نريد أبا لا يسرقنا ولا يظلم أبنائه، ولا يترك الحقوق تذهب هباءا، وكأن الثورة لم تكن، فنريد أبا يعطى كل ذى حق حقه، وينصر المظلوم، مثل "عمر بن الخطاب" رضى الله عنه وأرضاه.
وقال الشيخ مظهر شاهين إننا نتمنى تقبيل جباه الأطفال الأيتام فى المسجد الأقصى، وغزة وكل الأراضى الإسلامية، وأن نقدم لهم الدعم النفسى والمعنوى والعطف، والرعاية التى يحتاجون إليها، وأن نعلى من شأنهم بإتباع فلسفة الإسلام العظيمة، والحقيقة أنه عندما يأخذ الله أب من طفله، فإن الله يجعل كل المسلمين آباءا لهذا اليتيم.
من جانب آخر، أشار الإعلامى طارق علام إلى أننا نرفض أن تكون هذه المؤتمرات مثل "فرح العمدة"، لأننا نريد أن نعرض توصيات يتم الأخذ بها، وتنفيذها على أرض الواقع، بما يخدم الأيتام فى مصر. والحقيقة إننى فى إحدى حلقات برنامج "مين السبب" استضفت شاب عمره 17 عاما، باع كليته من أجل توفير مصاريف إخوته، لكننى صدمت عندما علمت أنه تم منع إذاعة الحلقة.
وأضاف أنه بعد اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة التى استهدفت إسقاط النظام، ومحاكمة الفاسدين، لم تصل الإعانات والمساعدات والطعام للعديد من دور رعاية الأيتام، خلال الأيام التى تلت اندلاع الثورة، لأن "الناس نسيوهم"، كما أنه يوجد دور أيتام أصبحت تشكل خطرا على مجتمعنا، فلابد من وضع معايير لإقامة هذه الدور.
وطالب بعودة الأمن فعلى سبيل المثال تم اختطاف طفل فى مدينة مايو على أيدى مجهولين لمدة شهر، فكان يتم اغتصابه باستمرار، وإعطائه المخدرات بالإجبار، وعندما جاءت والدته الأرملة إلى مكتبي، والتى لا يتجاوز عمرها الـ 35 عاما، اعتقدت فى البداية أن عمرها 60 عاما، بسبب حزنها على ابنها، خلال رحلة علاجه من الإدمان.
وأوضح الإعلامى طارق علام أنه لابد من وضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، لضمان حصول الأيتام على كافة حقوقهم، ولابد من وضع معايير سليمة لتحديد الدور التى تستحق أن تأخذ أيتام، لتنشئتهم بصورة سليمة، والجهات الأخرى التى لا تستحق، فعلى سبيل المثال يوجد دور أيتام يحدث بها اغتصاب، فلابد من اتخاذ إجراءات رادعة ضد هذه الدور، حفاظا على مجتمعنا.
وقال الدكتور مجدى عاشور، مستشار المفتى، نيابة عن الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن الأيتام جزء عزيز علينا، ولذلك نحتفى به كل عام، وكفالة اليتيم أو رعايته عمل خيرى يحبه الله، سواء تم انجازه من خلال أفراد أو مؤسسات حكومية أو غير حكومية، خاصة فى هذا الوقت الذى نعيش فيه الآن، حيث يشهد العالم ثورات عربية، وما ترتب عليها من تدهور باقتصاد تلك الدول، وبالتالى نسى البعض الاهتمام باليتيم.
وأضاف أننا حريصون فى هذا الوقت بالتحديد أكثر من أى وقت مضى أن نعطى اليتيم كافة حقوقه، وهى غير قاصرة على الحقوق المادية، لكننا نتحدث عن المعنوية أيضا، وهذا ما تحرص عليه "دار الإفتاء المصرية"، وعلى رأسها فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، من خلال تحديد معنى كلمة اليتيم، خاصة أن كل إنسان محتاج فهو يتيم، سواء كان محتاج إلى حضن يحتويه، أو لقمة يذهب بها جوعه، أو تعليم يزيل به جهله، واليتيم قوى بالله عز وجل، وليس ضعيفا، ونقول لليتيم إنه يكفيك فخرا أن تقتدى بسيد الوجود خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام، الذى ولد يتيم الأب، فإن فقد أباه فإنه يجد ربه فى كل حين.
وأشار مستشار المفتى إلى أن القرآن الكريم أكد على ضرورة الالتزام بالنواحى النفسية عند التعامل مع اليتيم، وهذا يظهر فى قوله تعالى "فأما اليتيم فلا تقهر"، فإياك وقهر اليتيم، أو استغلال ضعفه، وهذا ما نراه بوضوح فى أطفال الشوارع، فاليتيم له حقوق لابد أن توفرها له الدولة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى الجادة، ولابد من زيادة المبادرات التى تمكننا من الاهتمام باليتيم، وإعطائه كافة حقوقه، والتى تقربنا من الله، ومن جنات النعيم.
من جانبها، أكدت الوزير المفوض، السفيرة منى كامل، مدير إدارة الأسرة والطفولة فى جامعة الدول العربية، أننا ندعم برامج رعاية مصالح الأطفال الأيتام، تلك الفئة الغالية، ولحصول هذه الفئة على حقوقها لابد من وجود تعاون بين الهيئات الحكومية وغير الحكومية، والمؤسسات والجمعيات الخيرية، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، لتحقيق هذا الهدف، لأن الأيتام جزء لا يتجزأ من المجتمع.
وأوضحت أنه لابد من توجيه اهتمامنا أيضا للأطفال الذين يعانون نتيجة وجود تفكك أو عنف أسرى، إلى جانب تلبية احتياجاتهم، من خلال وضع السياسات والإمكانيات اللازمة لتوفير لهم الخدمات الاجتماعية وغيرها التى يحتاجون إليها، من إيواء وتعليم وصحة.. ونقترح إنشاء مزيد من المشروعات للأيتام، التى تمكنهم من العيش بكرامة. أضافت أننا نتقدم بالشكر لجمعية "الأورمان" لدعم استمرارية الاحتفال بيوم اليتيم كل عام، وأرسل إليكم تحيات الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، وتمنياته لكم بدوام التوفيق، ونتوجه بالشكر لكل جهد مخلص تقدمه مؤسسات مصرية و عربية للارتقاء بأوضاع الأيتام.
وقال النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب، ورئيس تحرير جريدة "الأسبوع"، إننا فى هذا الوقت نحتاج إلى الكلام الطيب، صادق المعاني، وجرأة المواجهة، ونحتاج إلى الحس الوطنى الاجتماعى، فنحن فى لحظة تاريخية صعبة، فلابد من الدفاع عن القيم الأصيلة، فى وقت تهب علينا "العولمة الجديدة"، التى لا تؤمن بالتواصل أو الانتماء، هذه العولمة التى تريد إنسان عربى مسخ، ينكر تاريخه و واقعه ومجتمعه، والقيم التى تربى عليها، لكن عندما نرى هذه النخبة من أبناء المجتمع المصرى، ندرك أننا مازلنا بخير، والوطن بخير، وأن صحوة الضمير ستبقى دائما مهما حدث.
مضيفا أنه شيئا مشرفا أن ترعى جامعة الدول العربية يوم اليتيم، ونحن فخورون أيضا بإنجازات جمعية "الأورمان" الخيرية لاجتياز العراقيل التى قد تواجه الأطفال الأيتام، خلال حصولهم على حقوقهم، والحقيقة إننى سعدت جدا عندما علمت أن "الأورمان" وصلت إلى قريتى فى محافظة قنا، لتقديم المساعدة للمحتاجين هناك فى جنوب الصعيد، بما يؤكد أن لغة الخير مازالت باقية.
وقال القس أبرام ميخائيل، نائبا عن الأنبا بسنتى الأسقف العام لحلوان والمعصرة، إن اليتيم بحق هو الطفل الذى يعيش والده، وتركه للشارع، ليوفر له المال، بما لا يمكنه من التعليم، والحصول على حياة كريمة، وأن يكون إنسانا سويا. ودورنا أن نشعر بالإنسان الضعيف اليتيم، وأن نساعده ليحيا بصورة كريمة، وندعو الله أن يرزقنا "الحكمة" فى قلوبنا، لنهتم بالأرامل والأيتام بالصورة الصحيحة المطلوبة.
وأشار إسماعيل الششتاوى، رئيس الإذاعة المصرية، إلى أن الأديان السماوية تدعو للاهتمام باليتيم، وتقديم له كافة حقوقه، بالإضافة إلى أنه حق إنسانى أقرته منظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فلابد أن يحصل اليتيم على حقه فى العيش بحرية وبكرامة، وحقه فى التعليم والعمل، وتنميته إنسانيا، ولابد من تضافر الجهود خاصة بين المؤسسات والجمعيات الأهلية المتخصصة فى رعاية الأيتام فى مصر والمنطقة العربية.
يذكر أنه شارك فى اللقاء الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء السابق، والمهندس حسام القبانى رئيس مجلس إدارة جمعية "الأورمان" الخيرية، والنائب مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب، والدكتورة عبلة الكحلاوى الداعية الإسلامية، والشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم والملقب بـ"خطيب الثورة"، والإعلامى طارق علام، وعائشة عبد الرحمن رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي، والفنانة مديحة حمدى، سفيرة المعاقين و ذوى الاحتياجات الخاصة، والدكتور خالد كمال، ممثلا للمؤسسة القطرية لرعاية الأيتام "دريمة"، وناصر العيار أمين عام مبرة «خير الكويت»، والداعية الإسلامى شريف شحاتة.
وشاركت فى اللقاء الفنانات سمية الخشاب وصابرين وألفت عمر، و تارا عماد، ملكة جمال مراهقات مصر 2010، ووصيفة ملكة جمال مراهقات العالم وعارضة الأزياء، واللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية "الأورمان"، ومصطفى زمزم المستشار الإعلامى للجمعية، ومحمد فريد مسئول العلاقات العامة والإعلام بالجمعية، والعميد محمد الشرقاوى، مدير إدارة المشروعات بالجمعية.
فى حين اعتذر عن المشاركة فى المؤتمر كلا من فضيلة الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، والدكتورة نجوى خليل، وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية، والكابتن والإعلامى أحمد شوبير، والكاتب والمحلل السياسى أحمد المسلمانى، والفنانة نهال عنبر، ومنى عبد الغنى.
جدير بالذكر أيضا أنه يتم تنظيم الاحتفالات الرسمية للدولة والوطن العربى بـ"يوم اليتيم"، تحت رعاية الدكتورة نجوى خليل، وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية، و"يوم اليتيم" بدأ كفكرة فى الجمعة الأولى من أبريل 2004، لتسعد جمعية "الأورمان" الخيرية فى ذلك العام 7 آلاف طفل يتيم، لتنمو الفكرة مع مرور السنوات، وتعم الاحتفالات محافظات مصر، بمشاركة هيئات ومؤسسات الدولة، جنبا إلى جنب مع الهيئات والمؤسسات الإعلامية والصحفية، وعدد من الشركات الخاصة الراعية لليوم.
مظهر شاهين خلال مؤتمر "الأورمان" يطالب بالاهتمام بأيتام ثورة 25 يناير.. واختيار رئيس لا يسرق ولا يظلم أبناءه.. ومصطفى بكرى: نحتاج فى هذا الوقت إلى جرأة المواجهة
الثلاثاء، 03 أبريل 2012 04:13 م
الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر عاطف شتا
تأمل الخبر جيدا ستجد أن (مظهر شاهين) ؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
كامل
اليتيم
نعم علينا الاهتمام باليتيم