مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وبعد خروج سليمان وحازم أبوإسماعيل، يتبلور الصراع أكثر بين كل عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى. حيث تضع استطلاعات الرأى المختلفة الاثنين فى المقدمة، وتتجسد المنافسة فى كون أبوالفتوح مرشحا إسلاميا يحمل رؤية ليبرالية، وهو ما يجعله قريبا من التيارات المختلفة، ويراهن على أصوات الإسلاميين، مقابل عمرو موسى الذى يسانده رصيد من الخبرة العملية السياسية، ويراهن على أصوات كانت ستتوجه إلى عمر سليمان بعد خروجه.
ومع الأخذ فى الاعتبار أن هناك منافسين لكل من أبو الفتوح وموسى. فهل يتجه الصراع إلى الحسم أم أن الانتخابات تحمل المزيد من المفاجآت؟.
قائمة الـ 10 المرشحين تمثل الأيديولوجيات السياسية الرئيسية، من الإسلاميين، واليسار، واليمين، والتيار القومى الناصرى، بالإضافة إلى مرشحين ينتمون لأحزاب هامشية لا تنتمى لأى مرجعية سياسية، بينما لا يوجد مرشح يمكن اعتباره ممثلا لليبرالية، بما فى ذلك عمرو موسى الذى أعلن حزب الوفد، الوريث التاريخى للتيار الليبرالى، تأييده له، ولأنه من نوعية لا يمكن تصنيفها لصالح تيار سياسى فهو يتقاطع من الناصريين والوفديين، وما يزال بعض أعضاء الحزب الوطنى «المنحل» يرون فيه شيئا من عصر مبارك، أما علاقته بالتيارات الثورية، فهى نوع من الحياد يشوبه الكثير من التوتر.
التنوع الأيديولوجى لا يعنى أن المنافسة على مقعد رئيس الجمهورية سيتنازع فيها كل هؤلاء، إنما حقيقة الأمر أن قائمة الأسماء التى يمكن اعتبارها تتنافس بشكل حقيقى لا تزيد على 5، وهم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، وعمرو موسى، وحمدين صباحى، ومحمد مرسى، والدكتور محمد سليم العوا، وهى قائمة تعكس حقيقة الأوزان النسبية للتيارات السياسية فى مصر، حيث الحضور القوى لتيار الإسلام السياسى بـ3 مرشحين، التيارات المدنية المعبرة عن الثورة فى شخص حمدين صباحى، بينما يتراجع اليسار رغم حضوره فى المشهد الانتخابى بـ3 مرشحين ،هم هشام البسطويسى مرشح التجمع، وأبوالعز الحريرى مرشح التحالف الشعبى، وخالد على المرشح المستقل. ووفقا للخبراء فإن هذا الغياب يتسق تماما مع الأزمة التى يعيشها اليسار فى مصر منذ عدة سنوات.
يتقدمان فى الاستطلاعات ويتنافسان على أصوات المستبعدين
على صعيد المنافسة الانتخابية فإن الأسماء التى تم استبعادها من السباق الانتخابى خلال الأيام الماضية، وآخرها أحمد شفيق، أثرت بشكل أو بآخر على فرص باقى المرشحين، فمثلا استفاد عمرو موسى من استبعاد كل من عمر سليمان، وأحمد شفيق، حيث لم يعد أمام الكتلة التصويتية التى كانت ستذهب لسليمان وشفيق باعتبارهما رجال دولة لهما سابق خبرة إدارية وسياسية، سوى التصويت لصالح عمرو موسى الذى يتوقع أن يحظى بأصوات من يحنون لعصر المخلوع، سواء الفلول، أو من يشعرون باليأس من الأوضاع الانتقالية، فضلا على قطاع من الأصوات التى تتجه للتصويت ضد الإخوان، وأصوات قطاع من أعضاء وقيادات الحزب الوطنى المنحل، رغم أن كثيرا منهم يرى أن موسى لم يكن وفيا لمبارك بالقدر الكافى. بالإضافة إلى هذه الكتل فإن موسى هو أكثر وجه بين المرشحين لرجل الشارع العادى، نظرا لأنه كان وزيرا للخارجية لنحو 10 سنوات، وأمينا عاما لجامعة الدول العربية لفترة مماثلة، وكانت بعض التصريحات التى تصدر عنه خلال هذه الفترة تلقى قبولا لدى المواطن المصرى، ولهذه الأسباب وغيرها فإن أغلب استطلاعات الرأى تضعه فى مقدمة المرشحين، لكنه فى المقابل يواجه أزمة حقيقية مع الثوار، حيث لم يتمكن من احتوائهم بعد الثورة، رغم المحاولات المتعددة التى بذلها فى هذا الإطار، وهو أمر ينعكس الآن فى مطالبة قطاع كبير منهم بضرورة عزله سياسيا مثلما حدث مع شفيق، بل إن مطالبة عدد من النواب صراحة فى مجلس الشعب بأن ينص التعديل الذى جرى فى المجلس على قانون مباشرة الحقوق السياسية والعزل السياسى حتى يشمل المسؤولين خلال 10 سنوات قبل الثورة، كان الهدف منه أن يدخل موسى ضمن قائمة المعزولين، لكن بضع أسابيع فصلت بينه وبين التاريخ المشار إليه. لكن من عناصر قوة عمرو موسى علاقاته الخارجية التى كونها خلال توليه وزارة الخارجية والجامعة العربية.
فى المقابل فإن عبدالمنعم أبوالفتوح لم يستفد حتى الآن من استبعاد حازم صلاح أبوإسماعيل إلا بقدر بسيط، بالرغم من انتمائهما لنفس المرجعية الإسلامية، لكن يبدو أن أصوات مؤيدى حازم مازالت حائرة حتى الآن، ومع ذلك فإن كثيرا من استطلاعات الرأى تشير إلى أن فرصة أبوالفتوح فى الفوز بالانتخابات كبيرة، نظرا لأنه مرشح لديه قدرة على تجميع المختلفين سياسيا، فمثلا أبوالفتوح هو أبرز المرشحين الذين استفادوا من الكتلة التصويتية التى كانت ستذهب إلى الدكتور محمد البرادعى، وكذلك هو المرشح الذى سيحصد أغلبية أصوات المنشقين عن الإخوان. وقد أعلن عدد من رموزهم عن دعمه بشكل صريح، مثل محمد حبيب، وكمال الهلباوى، وإبراهيم الزعفرانى، فضلا على أن هناك من يرى أنه سيحصل على قطاع كبير من أصوات الإخوان أنفسهم، لاسيما بعد انسحاب خيرت الشاطر والدفع بمحمد مرسى.
صعوبات فى وجه أبو الفتوح
لكن أبوالفتوح يواجه أزمات تعرقل طريقه إلى قصر العروبة، يمكن حصرها فى عدة نقاط:
أولا: الحرب العنيفة التى تشنها جماعة الإخوان المسلمين ضده، وهى حتى الآن تدور داخل التنظيم، بهدف تأمين أصوات الصف الإخوانى لصالح محمد مرسى، وإن كانت ضراوة الاتهامات التى تم توجيهها لأبوالفتوح تشير بقوة إلى احتمالية انتقالها إلى خارج الصف الإخوانى، فمثلا قائمة الاتهامات التى ألقاها مسؤولون بالإخوان ضد الرجل فى سلسلة جلسات تنظيمية حملت عنوان «وضوح الرؤية» تضمنت أنه جلس مع جمال مبارك للاتفاق على ترتيبات التوريث، وأنه متورط فى اتهامات فساد مالى، وأنه على علاقة بدوائر أمريكية وإسرائيلية، وأنه مشروع مستبد وديكتاتور، وأنه قد ينكّل بالإخوان ويفعل بهم مثلما فعل عبدالناصر.
الأزمة الثانية التى يعانى منها أبو الفتوح هى الصورة الذهنية السلبية التى يحملها السلفيون عنه منذ سنوات طويلة، باعتباره قريبا إلى العلمانيين، بسبب تصريحاته التى كانت تعبر عن خط منفتح يختلف تماما مع خط التيار السلفى، ويذكر المراقبون مثلا أن عبدالمنعم الشحات المتحدث الحالى باسم الدعوة السلفية كتب مقالا قبل الثورة عبّر فيه عن فرحته إزاء خروج أبوالفتوح من عضوية مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. وبالتالى فمن الصعب أن يحظى أبوالفتوح بأغلبية أصوات الدعوة السلفية، خاصة أن هذه الصورة التى كونها السلفيون عن الرجل منذ سنوات قد تحرمه من أصوات السلفيين، وأنصار حازم ابوإسماعيل، رغم عدم تقيدهم بقرارات الكيانات السلفية التنظيمية.
العقبة الثالثة فى طريق أبوالفتوح هى المنافسة التى طرأت بينه وبين حمدين صباحى على لقب مرشح الثورة، ووفقا لمراقبين فإن المقارنة بين الرجلين بدأت على الفور بعد استبعاد حازم صلاح أبوإسماعيل، وخيرت الشاطر، رغم أن الحديث قبل شهر واحد كان يدور حول الاندماج بينهما فى فريق رئاسى واحد، بحيث يتولى أحدهما منصب الرئيس، والآخر منصب نائب الرئيس، ولذلك فإن هناك من يرى أن هذه المنافسة الطارئة تستهدف فى المقام الأول ضرب فكرة الفريق الرئاسى التى إن تمت فمن الممكن جدا أن تحسم السباق لصالح أحدهما، وفى هذا السياق لا يمكن أن يغفل أحد أن حمدين صباحى هو أكثر مرشح ثورى ينتمى إلى التيار المدنى، ولديه فرصة للمنافسة فى السباق مستندا إلى تاريخ نضالى طويل، يمتد لنحو 35 عاما، وكذلك فإنه على الرغم من انتمائه إلى التيار الناصرى، فإنه لا يحمل أى خصومة مع التيارات السياسية الأخرى المختلفة مع المشروع الناصرى، سواء الإخوان أو الوفد، بل إن علاقاته طيبة بكلا الطرفين، بالإضافة إلى أن حضوره على المستوى الشعبى، باعتباره عضوا فى مجلس الشعب لنحو 10 سنوات ومؤسسا لحزب وجريدة، أمر يجعل طموحه فى التطلع إلى المنصب الرئاسى مشروعا، خاصة أنه يمثل المرشح الأكثر طمأنة للأقباط والثوريين، ممن يميلون لمرشح مدنى لا ينتمى من قريب أو بعيد للنظام السابق، وهذه المعادلة هى التى تقلق تيارات ترى أن أبوالفتوح وصباحى يمكن أن يمثلا رقما صعبا فى معادلة الانتخابات الرئاسية.
ووفقا لحسابات الكتل التصويتية فإن حمدين صباحى مؤهل بقوة لأن يلعب دور الحصان الأسود، وربما يدعم فرصته فى الفوز إذا تمكن من الوصول إلى تسويات مع المرشحين أصحاب المرجعيات المدنية، تضمن انسحابهم لصالحه، لاسيما مرشحو اليسار الـ3، باعتباره ينتمى لمرجعية فكرية قريبة إلى اليسار، فضلا على أن فرصته فى الفوز أقرب منهم.
وتأتى المنافسة لأبوالفتوح من محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، الذى يخوض الانتخابات محمولا على أعناق تنظيم يملك إمكانات بشرية وتنظيمية ومادية ضخمة، ويدفع الإخوان لإقناع الشعب المصرى برئيس للجمهورية فى أقل من 5 أسابيع، وهو بالطبع سيسحب أصوات الإخوان والمتعاطفين معهم بمبادئ السمع والطاعة، فضلا على كونه ينتزع كتلة تصويتية من أبوالفتوح، وجزء من التحدى للإخوان هو ما ينتظر المراقبون الإجابة عنه فى الانتخابات حتى يتمكن خصوم الجماعة من تحديد حجم قوتها وقدرتها على إلزام أعضائها وتحديد حجمهم، مع الأخذ فى الاعتبار أن الجماعة بدورها أدركت هذا التحدى الذى أوقعت نفسها فيه حين قررت الدفع بمرشح «احتياطى»، فبدأت فى اتباع خطة تصدير القلق كما يسميها ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن الإخوان، فحرصت على حشد أعداد غفيرة فى كل مؤتمر يحضره مرسى للتأكيد على شعبيته، لكن كلمة «احتياطى» أكبر أزمة تلاحق مرسى فى مواجهة أبوالفتوح، خاصة أن مرسى أقل قوة من خيرت الشاطر، الرجل القوى فى تنظيم الجماعة. يبقى الدكتور محمد سليم العوا، المفكر الإسلامى وهو أقل المرشحين الإسلاميين فرصا فى الفوز حتى الآن، حسب سلسلة من استطلاعات الرأى، أهمها استطلاع مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومع ذلك فإن الرجل مصرّ على البقاء فى السباق الرئاسى مهما كانت النتائج، وإن كان يسعى للحصول على دعم الهيئة الشرعية السلفية أو غيرها، لكن ينافسه مرسى.
وبالتالى فإن سياقات الانتخابات الرئاسية تدفع إلى الصورة بمنافسين، يبقى أهمهم عبدالمنعم أبوالفتوح، وعمرو موسى، مع عدم إهمال المنافسين الأقوياء، وأهمهم حمدين صباحى.
عبدالمنعم أبوالفتوح يتحدى عمرو موسى فى الصراع الأكبر نحو رئاسة مصر..أبو الفتوح ينتمى للثورة.. ويحظى بتأييد الخارجين على الإخوان ..موسى تزداد فرص حصوله على أصوات عمر سليمان و«الوطنى»
الخميس، 26 أبريل 2012 10:19 ص
عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد جهيد
مرسى هو الرئيس القادم إن شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
psk
مرسي
الاخوان في الشارع مع الناس مش على النت زي و زيك
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد جهيد
مرسى هو الرئيس القادم إن شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/ ابراهيم المصرى
عمرو موسى رئيس لكل المصريين و رئيس جاهز من اول يوم يتولى مسؤلية مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
Abdelrahman salem
الرئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
shago
طيب معلش ممكن حاجه
عدد الردود 0
بواسطة:
ههيما
طب وبالنسبه للفريق احمد شفيق ؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
MADY
لماذا
مازال هناك عدم رؤيه جيدة اين للساحة اين شعبية مرسى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حجاز
قريب جدا من الواقع
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى عوض
الشعب يعرف من يتلاعب به .. ومن يحمل مشروع النهضة