خبير نفسى: من علامات الاستبداد الدينى "تآكل منطقة المباح"

الخميس، 20 ديسمبر 2012 11:20 م
خبير نفسى: من علامات الاستبداد الدينى "تآكل منطقة المباح" صورة أرشيفية
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الدين الصحيح يؤكد مفهوم الحرية "حتى فى الاعتقاد الدينى نفسه"، كما أنه يؤكد مفهوم المساواة والشورى، إلا أن بعض الأفراد أو بعض المؤسسات قد تستغل بعض المفاهيم الدينية أو شبه الدينية لتمارس تسلطها على الناس بحجة أنها تتحدث باسم الإله وبأمره، وأنها تملك الحقيقة المطلقة التى لا يصح معها حوار أو نقاش، هذا ما يؤكد عليه الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، حيث يشير إلى أنه ربما يكون هذا هو أخطر أنواع الاستبداد لأنه يذل أعناق البشر باسم الدين وتحت رايته، وهذا النموذج نراه واضحاً فى زوج يقهر زوجته محتجاً بنصوص مأخوذة بغير معناها وخارج سياقها، أو أب يستبد بأبنائه ويلغى إرادتهم شاهراً آيات الطاعة فى وجوههم، أو رجل دين يمنح صكوك الغفران لمن يرضى عنه ويلقى بسخطه وغضبه على من يخالفه، أو حاكم يتستر تحت مفاهيم دينية ليخفى طغيانه.

ومن علامات الاستبداد الدينى تآكل منطقة المباح، تلك المنطقة فى السلوك البشرى التى سكت الله عنها لا نسيانا ولا إهمالا وإنما ليعطى فسحة للعقل البشرى أن يتصرف بحرية فى أشياء لا تقع فى منطقة الحلال أو منطقة الحرام.

ومنطقة المباح هذه هى التى قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم"، وهى منطقة أرادها الله أن تكون واسعة وأن يحررها من قيود الحلال والحرام لكى يعطى العقل البشرى فسحة للعمل والإبداع دون حرج، وفى مجتمعات الاستبداد الدينى تعلو أصوات رجال الدين معلنة تحكمهم فى كل صغيرة وكبيرة فى حياة الناس تحت زعم أن الدين لم يترك شيئا إلا ووضع له حكما، ونسوا أو تناسوا أن حكم منطقة المباح أن تكون حرة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكره كثرة السؤال حتى لا يقع الناس فى فخ التشدد والإلزام فى أشياء لا تستدعى ذلك، وهذه المجتمعات التى تتآكل فيها منطقة المباح ويصبح الناس أسرى لآراء رجال الدين فى كل صغيرة وكبيرة يقعون فى فخ "الكهنوت" وهو مقدمة الاستبداد الدينى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة