التذكر.. الانتباه.. الذكاء والوظائف التنفيذية تتأثر سلبا بإدمان المخدرات

"الأشخاص الأسوياء أكثر قدرة للجوانب غير اللفظية من معرفة الاتجاهات والتعرف البصرى للأماكن، حركة الأصابع والتحدث الداخلى مع النفس للخروج بالحلول السليمة عن غيرهم من الأشخاص مدمنى المخدرات".

هذا ما أكده محمد توكل حجازى فى رسالته العلمية، والتى حملت عنوانا "الصفحة المعرفية للمراهقين مدمنى الحشيش على مقياس ستانفورد ببنية الصورة الخامسة – دراسة مقارنة".

وتعتبر مشكلة المخدرات من أعقد المشاكل التى تواجه المجتمع فى الوقت الحاضر، ولا يكاد يفلت منها مجتمع سواء أكان ناميا أو متقدما، وتبدو أهمية هذه المشكلة فى إنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية من جميع جوانبه، فهى تمس علاقته بنفسه من حيث صورته أمام نفسه واهتماماته وأهدافه، وكذلك الصلة بينه وبين أفراد عائلته، وكذلك تمس حياته الاجتماعية وتتمثل فى المجتمع وانتشار معدل الجرائم والعنف وغيرها من الجرائم التى تنتشر فى الصحف، وكلها يكون السبب والمحرك الأساسى لها هو الإدمان.

وقد أشارت الرسالة التى أشرف عليها الدكتور محمود السيد أبو النيل أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة عين شمس، الدكتورة أسماء محمد السرسى، أستاذ علم النفس معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس على أنه قد لاحظ الباحثون فى منتصف الخمسينات وفى كثير من البلدان أعداد المراهقين الذين يسيئون استخدام المواد المخدرة بكافة أشكالها، حيث صدرت البيانات الأولية من اليابان أن المراهقين يبدءون فى سن مبكر على الماريجونا، وفى روسيا انتشر تعاطى المراهقين للمخدرات وفى بداية السبعينات بلغ عدد المراهقين الملتحقين بمستشفيات الأمراض العقلية للتشخيص من الإدمان حوالى 9%، والذين وصلوا لحد الإدمان 19% وفى فرنسا 8% ممن يدخنون الماريجونا من المراهقين.

وقد تضمنت عينة الدراسة مجموعتين تم اختيارهم بالطريقة العشوائية العمدية، وهما مجموعة المراهقين مدمنى الحشيش عددهم 20 فردا، وهناك مجموعة أخرى بنفس العدد لمجموعة من المراهقين الأسوياء.

وقد أشار الباحث فى رسالته إلى أن هناك تأثير سالب للمواد الإدمانية على القدرات المعرفية مثل الذاكرة والانتباه والذكاء والوظائف التنفيذية، والتى تؤدى نتائجها إلى وجود خلل فى هذه الوظائف والقدرات المعرفية، حيث كانت مجموعة الأسوياء أكثر قدرة فى الجوانب اللفظية واللغوية والاستجابات السريعة والتعرف على الأشياء والتعبير عنها، وكذلك كانت مجموعة الأسوياء أكثر قدرة للجوانب غير اللفظية من معرفة الاتجاهات والتعرف البصرى للأماكن، حركة الأصابع والتحدث الداخلى مع النفس للخروج بالحلول السليمة، وقد يفسر ذلك كما أكدته معظم الدراسات أن التعاطى طويل المدى لمادة الحشيش يترك كل هذه الثار السلبية على تلك الجوانب.