"الأبناء قرة العين للأبوين" ومن المفترض توفير الجو والمناخ المناسب لتربيتهم، إلا أن هناك أموراً تقف حائلا دون ذلك، ومن أهمها " انفصال الزوجين "، والذى يجلب سيلاً من العقبات والتشتت للأطفال لا ذنب لهم فيه، وتأتى الأيام وتقام الاحتفالات "وأبناء الطلاق فى وادٍ غير الواد، والذنب الوحيد أنهم نتاج تجربة فشلت لم يستطع أصل طرفاها بالوصول بالسفينة إلى شاطئ الأمان.
" اليوم السابع" ترصد أحوال هؤلاء الصغار فى عيد الطفولة، والذى تحتفل به مصر كل عام فى النصف الثانى من هذا الشهر.
تقول زهرة أنور فى الصف الأول الأعدادى، منذ أن تم الانفصال بين "أبواى" وذلك منذ 3 سنوات، وجدتنى مشتتة بين المنزلين رغم إقامتى الكاملة مع أمى، إلا أن والدى يحب أن أقيم معه بعض الوقت، ولا يراعى أيام امتحاناتى ولا أنى مريضة مثلا، فمتى شاء ألزم أمى أن تحضر لى ملابسى، ولا أعلم كم أقضى من وقت عنده، كما أنه لا يذاكر معى دروسى مما يجعلها تتراكم على وأتأخر عن تحصيل المقرر كأقرانى، وهو جعلنى وسيلة لاستفزاز أمى ولا أشعر معه بحب حقيقى، ووالدى لا يحتفل معى بعيد ميلادى حتى يحتفل معى بأعياد الطفولة.
"أبواى يسترضوننى كرها فى بعضهما البعض"، هكذا بدأت الحديث رضوى إبراهيم الطالبة بالصف الخامس الابتدائى، حيث تقول منذ أن انفصل والداى عن بعضهما البعض، وذلك منذ عام تقريبا، أجد أنهما يتنافسان على إرضائى وكل منهما يجذبنى ناحيته بشكل كبير، وعدت لا ألتزم بالمذاكرة، كما كان يحدث من قبل وأصبحت أحصل على مصروف كبير من الطرفين وأحتفل بعيد ميلادى مرتين وفى أعياد الطفولة أذهب إلى "الملاهى" مع أمى وأدخل السينما مع والدى، وفى كل ذلك افتقدت الحزم الأبوى فى حنان، وشدة الأم التى تستخدم فى موضعها عندما أتكاسل عن مراجعة دروسى.
"الأراجوز، الساحر" أحلى الفقرات التى تحبها فى الاحتفالات هدى منصور، هذه الفتاة الصغيرة التى لم تتجاوز العشر سنوات، وإنما شاء القدر أن تودع فى دار رعاية للقطاء حيث هرب الأبوان بعد إنجابها، ومنذ أن دخلت الدار وهى تحتفل بالمناسبات المختلفة سواء الأعياد الدينية أو شم النسيم وأيضا أعياد الطفولة، حيث تستضيف الدار أشخاصاً يمتهنون الفن ويمكنهم أداء أدوار الأراجوز والساحر، كما يقدم الصغار عروضا مسرحية فى إحدى حجرات الدار المهيأة لذلك، إلا أن هناك "غصة فى القلب".
"الشح القاتل" هذه أبرز صفات والد ناجى أيوب التلميذ بالصف الرابع الابتدائى، ويقول "بابا مش أب عادى، البخل مخليه يهمل أى شىء فى الدنيا، حتى أنا "وإخواتى"، هو "مش عايز" يصرف علينا لا تعليم ولا أكل ولا شرب، و"ماما" هى المتولية كل أمورنا وبقدر استطاعتها تحتفل بأعياد ميلادنا، ولازم نحتفل بالأعياد الدينية ونجيب ملابس جديدة، ولكن عيد الطفولة نتفرج عليه فى التليفزيون ونفرح أنا و"إخواتى".
تشتت الصغار بين الأبوين، استرضاء الأبناء.. أكثر الأساليب المستخدمة فى التعامل مع "أبناء الطلاق"
الأربعاء، 07 نوفمبر 2012 10:01 م