مصطفى.. تخرج فى كلية التجارة ليصبح ساحر الزجاج وصاحب حلم "جزازى"

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 02:24 ص
مصطفى.. تخرج فى كلية التجارة ليصبح ساحر الزجاج وصاحب حلم "جزازى" مصطفى عبد الماجد
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من طالب فى كلية التجارة إلى ساحر زجاجى يستطيع تحويل بعض الزجاجات الملقاة بالقمامة إلى تحف وأدوات إضاءة ونجف وديكورات، تحولت حياة الشاب المصرى مصطفى عبد الماجد عندما حاول مساعدة بعض البشر المنسيين بين جنبات المحروسة داخل مدنها الفاخرة دون أن يدرى بهم أحد، حتى أتت له مع آلاف الشباب المصريين رياح الفساد لتخطف حلمة وتحوله بعد نجاح وصل إلى تصدير الأعمال إلى جنوب أفريقيا وألمانيا إلى حلم يحاول الوقوف على قدميه من جديد.

من داخل مسرح كلية التجارة بجامعة القاهرة دخل إلى عالم الديكور، ليخطفه من كلية التجارة التى يدرس بها ويطير به إلى مرسى علم، تلك المنطقة السياحية الفاخرة التى يأتى لها الزوار من كل مكان فى العالم، ولكن الوضع هناك لم يكن ممهدا إلا للمستثمرين وللموظفين الكبار الذين كان هو أحدهم، أما داخل جبال المدينة وعلى أطرافها كان هناك مصريين مازالوا يعيشون فى العصور الوسطى مفتقدين أقل مقومات الحياة الآدمية، ليقرر أن يبدأ رحلة داخل عالم لم يزره أحد من قبل يحاول من خلاله تغيير حياة هؤلاء البشر.

"لقيتهم لسه عايشين على الصيد وفى الخيام" يقول مصطفى عبد الماجد صاحب ال37 عاما، والذى كان مسئول عن إحدى المخيمات السياحية وصاحب مكتب للديكور قبل أن يقرر الخروج لوقت من المكاتب الفارهة فى المدينة السياحية حين كان عمرة 29 عاما إلى أهل المنطقة الحقيقيين ويتابع "بدون شبكات مياه أو صرف صحى أو حتى كهرباء تسير حياتهم دون أن يشعر بهم أحد.. ولو السياحة قلت شوية ممكن ما يلاقوش أكل".

مصطفى قرر البحث داخل موارد المكان التى يستطيع أهله استغلالها لتقديم منتجات رائعة دون تكلفة عليهم، وبدأ فى العمل على إعادة التدوير حتى وقعت عينة على مادة خام متوفرة بكميات مهولة يصل إنتاج المدينة منها فى بعض الأحيان إلى 20 طنا فى اليوم يتم إلقائهم فى القمامة، بسبب ارتفاع تكاليف الشحن حتى القاهرة، وهى عبوات الزجاج التى تلقيها الأماكن السياحية بكميات كبيرة ليقرر الشاب الذى أتى من المدينة أن تكون هذه هى مشروع المكان.

عامين كاملين منذ 2004 وحتى 2006 بدأ مصطفى يبحث عن كيفية استغلال الزجاجات وبدأ فى وضع مئات الرسومات والتصميمات وترق التنفيذ ويجربها مرة تلو الأخرى حتى توصل إلى الخلطة المطلوبة والتى أطلق عليها فيما بعد اسم "جزازى" ليصبح مصطفى هو ساحر الزجاج الذى يمكنه تحويل الزجاجات الآتية من القمامة إلى أعمال فنية تساوى مئات وربما آلاف الجنيهات فى بعض الأحيان.

اسم "جزازى" لم يختاره مصطفى بنفسه ولكن الاسم خرج من قلب حياة أصحاب مكانه فالشاب عقب أن أكمل مشروعه بدأ فى جمع معظم أطفال المنطقة الفقراء ليكونوا هم بداية مشروعه، ويبدأ كل طفل فى جمع الزجاج قبل أن يبدءوا ورشة العمل والتحضير التى يلقيها عليهم الشاب القاهرى وما بين ابتساماتهم البدوية كان كل طفل يتمسك بزجاجة الذى ينطقه بالبدوى "جزازى" فلا يمكن لطفل أن يحصل على "جزاز" أى طفل آخر إلا وتقابلة جملة "ده جزازى" ليكون مشروع مصطفى هو "جزازى".

منذ 2006 استطاع "جزازى" أن يساهم فى تغيير شكل المنطقة ويجمع أعداد كبيرة من أطفالها حول مشروع واحد "كنا مكسرين الدنيا والسياح كانوا بيشتروا الحاجات بالحجز، وبدأنا نصدر لبلاد ذى ألمانيا وجنوب أفريقيا عن طريق سياح أبهرتهم المنتجات وقرروا يصدروها بلادهم" ولكن فى 2009 كانت هناك رياح تعدها حكومة يتغللها الفساد لتطيح بمشروع جزازى وعشرات المشاريع مثله.

"زهير جرانة وزير السياحة وقتها قرر أن ينافس المشاريع الصغيرة وكانت الحكومة بتنافسنا فى الأسعار لحد ما معظم المشاريع قفلت وكانت الشركة اللى أنا شغال فيها بجوار جزازى إلى كان مشروع تنموى أحد هذه الشركات "يقول مصطفى بأسى وهو يحكى العاصفة الأولى التى ضربت حلمه ويتابع "كل حاجة وقعت وقتها حتى الشغل اللى كنا فيه وانتقلت للقاهرة وبدأت أعمل ورشة فيها وحاولت أعلم الناس عشان نكمل المشروع على أمل العودة مرة أخرى".

لوقت قصير كان يبدوا أن الحلم فى العودة إلى أهل مرسى علم على وشك التحقق مرة أخرى وخصوصا بعد أن أكتشف مصطفى أن هناك بعض الآلات التى يمكن أن تساعد فى أعمالة بدلا من العمل اليدوى "كانت هتغير إنتاجنا بالكامل" ولكن بعد وقت قصير من النجاح كانت الثورة تبدأ لتحاول بناء مصر التى هدمها نظام قديم فاسد، لتأخذ وهى تحاول أن تطهر مصر آلاف المشاريع الصغيرة وتدمرها كان مشروع ساحر الزجاج هو أحد هذه المشاريع التى دمرت.

"رغم كده جاءتنا طاقة جبارة وحسينا أن التغيير جاى بجد وبدأنا نبنى من تانى " يقولها مصطفى قبل أن يعود إلى حالة كبيرة من اليأس "اكتشفنا أن الحكومة اللى جت أسوأ من اللى فاتت وعشان كده قررت أن المشروع يتحول إلى شكل استثمارى للمكسب عشان يقدر يقف على رجليه قبل ما أحاول أرجع ثانى إلى أهل المكان اللى بدأنا عشانه".

الموضوع بدأ هناك وأكيد هنرجع.. يقول ساحر الزجاج وهو يتحدث بإصرار عن استمراره فى مشروعه مهما كانت الرياح التى ستقابله.

























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة