هانى الفرماوى يكتب: سيناء.. تاريخ سطرته الدماء

السبت، 10 نوفمبر 2012 02:24 ص
هانى الفرماوى يكتب: سيناء.. تاريخ سطرته الدماء أبطال سيناء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يعلم أحدكم أى من هذه الأسماء؛ سالم على الهرش، نصر عودة، سعدى سالم، موسى الرويشد؟ إنها مجرد أسماء يدرك من يقرأها لأول مرة أنها أسماء يكثر إطلاقها على أهل سيناء من البدو، لكن هل يعلم أى منا قيمة اسم واحد من هذه الأسماء؟ هل لدينا الوقت لنعرف القليل عن تاريخ لا تمحوه قسوة الأزمنة؟ عن تاريخ لن يمحى من نفوس أهل سيناء طالما ظلت تدب بهم الروح؟ عن تاريخ لن يمحى من ذاكرة مصر طالما وجد بها من بقلبه شىء من عشقها؟

إن أردت أن أذكر لكم هؤلاء الأبطال جميعا فلن يكفينى أضعاف ما لدى من ورق، ولسوف أحتاج إلى مداد أكثر بكثير من الدماء التى سالت فى سبيل تحرير أرض سيناء نفسها، لذلك ولرفع الظلم عن بدو سيناء، وما يتعرضون له من اتهامات، سوف أكتفى بنبذة مختصرة عن أحد هؤلاء الأبطال، البطل "سالم على الهرش" كمثال بسيط لرجل قدره عظيم، وكدليل على عظمة أهل سيناء، ذلك الرجل الذى وجه صفعة لا يقدم عليها سوى مصرى خالص الوطنية، شرب من مياه النيل وان كان بعيدا عنه مئات الأميال، الرجل الذى وجه صفعة مهينة إلى وجه كبار قادة اسرائيل وإلى أجهزتهم الاستخباراتية،،
فقد وقف هذا الرجل مفوضا عن مشايخ قبائل سيناء أمام مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية ليخاطب العالم أجمع مخاطرا بحياته مؤكدا أن "سيناء مصرية، ولا يملك الحديث فيها إلا السيد الزعيم جمال عبد الناصر" فكانت كلماته التى نطقها فى أواخر أكتوبر عام 1968 بمؤتمر "الحسنة" العالمى بوسط سيناء، كصاعقة مصرية تقتلع أعين قادة إسرائيل وتصيبهم جميعا بخيبة الرجاء، ولتفسد مخططهم لتدويل "سيناء" بهدف جعلها تحت الحماية الاسرائيلية أبد الدهر، ولتنسلخ عن مصر بلا عودة، فكان ذلك الدرس الذى لقنه لهم "الشيخ سالم" إثباتا للعالم أنه لا يوجد مصرى واحد يجرؤ على التفكير فى التنازل عن شبر واحد من هذه الأرض ولو كان ذلك فى مقابل كنوز الكون ولو فاوضوه على حياته وخيروه بينها وبين تراب هذا الوطن، فأحبط بذلك المخطط الشيطانى وأضاع على إسرائيل فرصة ذهبية أعدوا لها كثيرا.
وكعادة الطغاة، لابد من التفرقة المتعمدة، والتشويه الممنهج لبسط السيطرة التامة، فطيلة 30 عاما من التغييب والتعتيم والتضليل، أفقدنا مبارك ثقتنا بالدماء التى تجرى فى عروق أبناء مصر، حتى أصبحنا نتبع هواه "ونعوم على عومه" حتى رسخ نظامه لدينا أن بدو سيناء ليسوا أكثر من مجموعات من الخونة والخارجين عن القانون، وأن أول ما يفكرون به هو القتل والانتقام من مصر ومن أهلها وحكومتها، وترسخ لدينا أنهم يعتبرون أنفسهم أى شىء آخر غير كونهم مواطنين مصريين، بل وارتبطت أسماؤهم بالعمليات الإرهابية التى وقعت داخل أرض سيناء وما حولها، وهذه الصورة السلبية المضللة هى ما صدره لنا نظام مبارك، وأجهزة دولته، فتم عزل سكان أرض الفيروز عن بقية سكان مصر عن عمد، وملأت الريبة عين كل مصرى يرى بدويا من أهل سيناء، حتى أصبحت سيناء بالفعل بمعزل عن هذه الدولة، بل وأوشكت على الضياع نتيجة خطيئة مبارك الفوضوية إبان ثورة يناير بعد أن استوطنتها الجماعات الجهادية المسلحة وبعض الأشقياء ممن أساءوا إلى سيناء وإلى تاريخها.
حتى انخرط بعض شباب سيناء فى الأعمال غير الشرعية عن سخط جعل فى أفعالهم وأقوالهم ما يظهر عدم الولاء لمصر، بل ذهب بعضهم بالقول إلى أبعد من ذلك، إلى المفاضلة بين التدليل الإسرائيلى لأهل سيناء أثناء الاحتلال وبين وضعهم فى ظل حكومة مصرية ورئيس يفترض أنه كان مصريا وأحد من شاركوا بمعركة تحرير سيناء بالدماء، ليتركها بعد ذلك مهملة مفتتة من أجل إرضاء الصهاينة وحماية دولتهم.
لقد عمد نظام مبارك ان يغيبنا عن قطعة أرض مصرية خالصة، وأن يعمى أبصارنا عن تاريخ لا يكفى أن ينقش بحروف من الذهب الخالص على جبال سيناء الشامخة،،، ليظل علامة على وطنية أهل سيناء،
وجاء من بعده مجلس عسكرى لم يلتفت إلا للنجاة برأسه الآثمة من مقصلة العدالة التى يستحقها عن جدارة، ليتبع نفس السياسة، وليخرج علينا يوما بعد يوم بكل ما هو زائف وخادع،
وإلى الآن وبعد وصول رئيس منتخب إلى السلطة، فالحال مستمرة كما هى عليه، فلا أمن ولا أمان، وكل يوم تسفك الدماء المصرية جراء هجمات ترسخ فكرة الارهاب لدى جموع الشعب المصرى لتضع أول ما تضع أهل سيناء فى قفص الاتهام، ظلما وعدوانا، فمن تربوا على التقاليد العربية الأصيلة، ومن تصدى أجدادهم للاحتلال الاسرائيلى بهذه البسالة، لا يمكن أن يكونوا خلف ما يحدث بسيناء، فمن الخطأ التعميم ووصم مجمل أهل سيناء بما يفعله بعض أشقياء البدو ومعهم عناصر تكفيرية تحتمى بسيناء وجبالها المرهقة، فليس من العدل أخذ البرئ بذنب لم يقدم عليه، بل فعله غيره.
التاريخ الذى كتب على أرض سيناء بدماء المصريين جميعا، دماء شعبها من شتى بقاع مصر، شرقها وغربها، جنوبها وشمالها، هو نفسه ما يبرئ أهل سيناء من دماء تسفك بأيدى الشر، فهل سيأتى اليوم الذى يدقق فيه المصريون فى بعض من صفحات تاريخهم، ليعلموا أن هذا الوطن يستحق منا أن نحارب من أجله؟ أن هناك أناسا لم نسمع عنهم من قبل ضربوا لنا خير أمثلة على البطولة والتضحية؟ وليعلموا أن هذا التاريخ يستحق منا أن نهب لحماية أبناء وأحفاد هؤلاء الأبطال من هذه السمعة السيئة التى ألصقت بهم؟
هل سيدرك رئيس مصر أن سيناء فى خطر محدق؟ وأنها لن تعود بمجرد تصريحات وخطب رنانة ؟ هل يدرك سيادته أن سيناء بحاجة ليشعر أهلها بحقهم فى الحياة دون تمييز ودون أية ممارسات عنصرية ضدهم كالتى اعتادوها طيلة عقود مضت؟
سيناء تتألم وتقطر دماء رجالها، ومصر تنزف أنهارا من دماء رجالها على مدى التاريخ بهذه الأرض، تارة على يد الصهاينة، وتارة على يد الزمرة المكفرة، فهل من مغيث!؟







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة