أحمد دومه

حكاية النبى «دانيال»!!

الأحد، 07 أكتوبر 2012 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو ترنيمة عذبة من ترانيم الوجع يتلوها اليوم كلّ المؤمنين بهذا الوطن والمحبّين له رغم قساوته وضيق صدره على عشّاقه، وطائرٌ محلّق لا يفارقه شدوه بألحان البطولة والمحبّة والنضال رغم كلّ الجراحات التى تثقل جناحيه ورغم كلّ بنادق الصيادين التى تلاحقه فى كلّ لحظة، هو ابتسامة خلقها الله فى وقتٍ ظنّ الناس أنّ الله لم يخلق لنا سوى الشقاء والتعب، كمسحة شفاء على قلب سقيم، أو قبلة حنينٍ على جبين ولهان، أو سحابة ظلٍّ وسط صحارى الهموم والمحبطات!!

ربّما لم يتلقّ وحياً من السماء كالسابقين من الأنبياء والمرسلين، لكنّه حتماً يرتبط بالخالق عز وجل ارتباطاً غير مرئىٍّ لا يعرفه أمثالنا من البشر العاديين، لم لا وقد بشّرنا بالثورة قبل أن تحدث، وباستشهاده قبل أن يكون، لم لا وقد كان يُبرئ المحبط واليائس منّا، ويحى من ماتت ثورته فى قلبه، وانطفأت جذوة النضال بين جنبيه، أليست هذه كلّها صفات النبيّين؟ أمّ أنه يمكن لبشرٍ أن يفعل ذلك؟!

«مينا دانيال» قدّيس الثورة الذى طعن برحيله كلّ واحدٍ منّا ألف طعنة فى القلب، لم تكن أى منها قاتلة حتى لا نستمتع بالسموّ مثله، بل كانت موجعة دائماً، موجعة وفقط، تُبقينا على قيدِ الحياة لنثأر له، وتؤلمنا كلّما افتقدناه أو تناسينا دمه فى زحمة الأموات وصخب الراحلين، لم يكن أبداً هذا القدّيس ابن العشرينيات من العمر ينتظر لنفسه موتة عاديّة، بل كان يختارها عندما نجلس سويّاً وهو يعلم جيّداً أنّها ستكون على يد واحدٍ من كلاب السلطة، وينتظرها كثيراً وهو يقول: ربّما لو مِتُّ تحرّكون ساكناً وتغيّرون الأوضاع وتصرّون على الانتقام، فتنتصرون للثورة!!

مينا.. هذا القدّيس قُتِل غدراً فى مجزرة ماسبيرو التى ارتكبها المجلس العسكرى عامداً متعمّداً ليقتل الثورة ويتخلّص من شبابها، وحرّض عليها كثيرٌ من المتأسلمين عامدين متعمّدين تحت دعوى إنقاذ الوطن من إرهاب الأقباط!!، وصمت عليها الإخوان ضمن صفقة خيانة الثورة لأجل عيون السلطة التى وصلوا إليها على جثث الشهداء ودمائهم، وإلى اللحظة لم يُقدّم قاتل واحد من مجرمى «مجلس عسكر كامب ديفيد» للمحاكمة بل قُلّدوا قلادة النيل وتمّ تكريمهم من رفيقهم «محمد مرسى» وتمّ تعيينهم كمستشارين له، رغم أنّهم قتلوا قبل مينا وبعده المئات!!

تحلّ فى هذه الأيّام ذكرى مجزرة ماسبيرو، واستشهاد القدّيس «مينا دانيال» وخمسة وعشرين قدّيساً آخر، ولم نزل نقف على سلالم نقابة الصحفيين أو أمام «نائب السلطة العام» لنطالب بالقصاص لهم ولخالد سعيد ولغيرهم من الذين قدّموا دماءهم وأرواحهم لنعيش نحن بكرامةٍ وعزّة، وحريّة، غير مدركين أنّ الوطن الذى لا يثأر لدماء أبنائه بالقانون، لا يجب أن يلوم أصحاب الدمّ إن ثأروا هم لأنفسهم، فيد السلطة العاجزة على الإمساك بالقتلة يمكننا استبدالها بيدٍ «للثورة» يمكنها أن تنالُ من شاءت وقتما شاءت، لأنه على ما يبدو: أن على هذه الأرض من استهوته حياة العبيد فألفها ولم يعد يقدر أن يعيش كإنسان، ظنّاً منه أن السلطة أو القوّة تدوم، غير مدركٍ أنّ النصر لا يكون إلّا للشعوب، وأنّ الثورات لا تقوم إلّا لتنتصر، وأنّنا جيلٌ قرّر أن يحسب عمره لا بحساب السنين، إنّما بعدد الطغاة الذين أسقطناهم!!
«المجد للشهداء.. النصر للشعوب».





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

تعبنـاك معانا يا دومـه . إركـن بقى على جـنب

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرى

احييك يااخى

عدد الردود 0

بواسطة:

رامى

لا تعليف

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

زى بعضة

عدد الردود 0

بواسطة:

على زبادى (ناشط ثورى)

المجد و الفخار لكل الشهداء الحقيقيين فى ماسبيرو أو غيرها و كفاياك يا دومه تجاره بالدماء

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

أنت رجل في زمن عزت فيه الرجال

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا دانيال اتقتل بأيدى جنودنا البواسل بعد ما اعتدى هو وزملاؤه على الجيش المصرى

مينا دانيال اتقتل بأيدى جنودنا البواسل بعد ما اعتدى هو وزملاؤه على الجيش المصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد مننا

مليون لايك

يسلم قلمك يادومه يابطل

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

أين الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد فتحى

ايه الهبل ده

حسبى الله ونعم الوكيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة