أحمد دومه

شيزوفرينيا!!

الإثنين، 22 أكتوبر 2012 04:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعد جديداً عليك عزيزى القارئ أن بلادنا تعيش فى أزهى عصور «المهلّبيّة»، حيث لا أحدٍ يفهم شيئاً مما يحدث، ولا أحد يفهم شيئاً مما يفعله هو بنفسه حتى، وكأنّه تلبّستنا «شيزوفرينيا» حادة أقسمت بكلّ الأيمان المغلّظة أنّها لن تتركنا إلّا ونحن نسير فى الطرقات حفاةً عراةً ننادى على أحلامنا التائهة، ونكلّم أشباحا من نوعيّة «النهضة» وأخواتها، لم لا؟ ونحن فى كلّ يومٍ نسمع الشىء ونقيضه من ذات الجماعة ــ التى صارت حاكمة ــ ليس فى السياسة فقط، بل وصلت جرأتهم حتى على الله، وكأنّ الله ملك لهم، أو أنه أعطاهم توكيلا لإصدار الأحكام نيابة عنه!!

آخر آثار الفصام الذى يعانى منه الإخوان المسلمون ورئيسهم «محمد مرسى» هو العلاقة بينهم وبين الكيان الصهيونى، والذى كان أحد أهم المرتكزات التى يعادى بسببها الإخوان مبارك ــ أو هكذا كانوا يدّعون ــ فهتافهم الأثير «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» مازال يتردّد فى مسامعنا جميعاً، وخطبهم التى كانت تهزّ المساجد حشداً للمقاومة ودعماً لها، أو أحاديثهم عن جيوش شباب الإخوان التى تستعدّ لمعركة تحرير القدس، كل هذا وغيره ذهب مع الريحِ فى غمضة عين عندما قرّر مرسى تكليف سفيرٍ جديد لبلادنا فى «تلّ أبيب» عاصمة دولة الكيان الصهيونى، وأرسل معه خطاب التكليف مبدوءا بعبارات من الود والمحبّة وكأنّه يرسله لأحد قادة المقاومة أو حركات التحرّر.

الخطاب الذى أثار «صدمة» الكثيرين من بينهم مستشار الرئيس الدكتور محمد سيف الدولة نفسه، لم يكن صادماً لمثلى من هؤلاء الذين يعلمون أنّ للإخوان «مِلّة واحدة» هى المصلحة تتفوّق على كلّ معتقد أو منهجٍ آخر حتى ولو كانت أوامر الإسلام ذاته، فلو فكّر مرسى للحظة أن يراجع ما يحفظه من القرآن أو أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، أو استشار أحد «مشايخ الجماعة» ــ وهم كثر ــ لوجد أن ودّه للعدو منهىٌ عنه قطعاً فى أحكام الشرع، وأنّ صداقته «العظيمة» لرئيس دولة الكيان الصهيونى منهىٌ عنها ــ أيضاً ــ فى أحكام الوطنيّة التى أُسِّس لها فى الستينيات.. وما أدراك ما الستينيات!!

وبعيداً حتى عن حلال مرسى وحرامه، فمن الواجب أن يعرف مرسى وجماعته وحزبه أنّ مصر لم ولن تكون صديقا لأصدقائه ــ بيريز ورفاقه ــ وأن الصهاينة لم يكونوا يوما سوى عدوٍّ صريحٍ فى معركة وجودٍ نعلم يقيناً أننا من سينتصر فيها، هكذا كان يدّعى الإخوان طوال سنين مضت، وهكذا تعلّمنا من كتاب الله، وسنة نبيّه المصطفى «صلى الله عليه وسلّم». ولأنّ الأمر لم يقف عند حدّ صداقة العدوّ فى دولة الإخوان، فالطامة الأكبر هى عداوة الصديق والأخ فى ذات الدولة، فلم يعد غريباً أن تشاهد أو تسمع أو تقرأ كلمات لأحد رموز هذه الدولة «الواهية» أن البرادعى عميل أو أنّ حمدين خائن أو أنّ 6 إبريل مموّلون أو كفاية مشبوهة..إلخ، والأهمّ من ذلك أن كلّهم «علمانيين كفّار» يُعادون شرع الله ويرفضون تحكيم كتابه فقط لأنهم خصومٌ للإخوان فى معركة الثورة، أو على أقل تقديرٍ يختلفون معهم فى شؤون الدولة، فمن البديهى أن السلطة التى تصادق «الصهاينة» ليس غريباً عليها أبداً أن تعادى الوطنيين الشرفاء. «المجد للشهداء.. النصر للشعوب»





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود البنداري

مزايدات

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام العطار

حضرتك مين

عدد الردود 0

بواسطة:

norelhoda

لا تزايد

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين الجندى

من أنت

هو أ . د محمد مرسى رئيس الجمهورية ... انت ميييين

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله البحــار .

انت استاذ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة