مفتى الجمهورية: الحوار حول الدستور الجديد "صحى" بشرط تغليب المصلحة الوطنية.. ولابد من نشر الثقافة التى تحترم القانون والاختلاف فى الرأى.. ومصر فى حالة انفتاح على العالم وتحتاج إلى الاستثمارات الخارجية

أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، خلال استقباله أمس لبرنيل داهلر السفيرة الدانماركية الجديدة بالقاهرة بمكتبه بدار الإفتاء، أن معظم مشكلاتنا فى مصر لا تكمن فى التشريعات أو القوانين أو الدساتير، ولكن فى نشر الثقافة السائدة التى تحترم القانون والاختلاف فى الرأى، وهذا يتطلب مزيدا من التفاعل، وإدخال هذه المبادئ فى مناهج التعليم والإعلام من أجل نشر ثقافة عامة تشجع الناس على المشاركة والمسئولية وتداول السلطة.

وحول الوضع فى مصر قال المفتى: "كنا فى النظام القديم نفتقد المشاركة وتداول السلطة والمسئولية أما الآن فيبدو للجميع أن هناك تطورا إيجابيا فى هذه الأمور"، مشيرا إلى أن هناك مبادئ تحكم المرحلة ومنها الفصل بين السلطات واحترام القضاء وحرية الإعلام.

وأوضح المفتى، خلال حديثه مع السفيرة الدانماركية والوفد المرافق لها، أن هناك حراكا فكريا ومجتمعيا حول مشروع الدستور الجديد المقترح، وأن الحوار القائم حاليا صحى فى مجمله، شريطة تغليب المصلحة الوطنية، وذلك لكون الدستور ملكا للشعب كله وللأجيال القادمة، قائلا: "أن مصر فى حالة انفتاح على العالم، وتمر بفترة تحتاج فيها إلى الدعم والاستثمارات الخارجية طويلة المدى، حتى تخرج من عنق الزجاجة وتكون مؤثرة عالميا، مؤكدا أن دولة الدانمارك دولة كبيرة ولها مكانة عالمية فى قطاعات صناعية واسعة مثل الدواء والغذاء وغيرها، ويجب السعى للاستفادة من خبراتها فى هذه المجالات".

وطالب فضيلة المفتى السفيرة الدانماركية الجديدة، أن تعمل على زيادة استثمارات بلادها فى مصر، وأن يكون الهدف والمستهدف لها أن تصل هذه الاستثمارات إلى ثلاثة أضعاف ما هى عليه الآن خلال الفترة القادمة.

وفى نهاية اللقاء أعربت السفيرة عن تقديرها لما سمعته من فكر إسلامى مستنير، مشيرة إلى أن بلدها على استعداد لتقديم أشكال الدعم والعون للمؤسسات المصرية فى كافة المجالات، من أجل تعزيز العلاقات المصرية الدانماركية.

وقال السفيرة الدانماركية، "إننا نثق ثقة راسخة فى أن العلاقات الاستراتيجية والتعاون بين الدانمارك ومصر سيتطور بشكل مزدهر بعد الاستقرار السياسى، وستحمل الأيام القادمة مزيدا من النتائج المثمرة لخدمة الشعبين، ولصالح تحقيق السلام والتنمية فى المنطقة".