سهام ذهنى

نيولوك بدم الشهداء

الخميس، 14 يوليو 2011 09:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلم أن كلامى هذا لا يركب موجة أصحاب الأصوات العالية، إنما رزقى على الله، فصحيح أن غالبية الذين تحمسوا لقضية دماء الشهداء وضرورة علانية المحاكمات هم متحمسين بالفعل لمثل هذه القضايا النبيلة، إلا أن البعض قد قاموا باصطياد المطالب العادلة لاستخدامها فى عمل نيولوك لدعوات سبق أن رفضتها غالبية الجماهير.

فبعد أن اتضح أن دعوة "الدستور أولاً" التى دعا البعض من أجلها إلى مليونية فى جمعة 8 يوليو لم تجد الاستجابة الكافية من الشعب، إذا بالدعوة إلى "الدستور أولاً" تتلون وتتحور بالمستجدات الجماهيرية المتمثلة أساسا فى المطالبة بالقصاص لدماء الشهداء التى لا يمكن إلا أن يؤيدها الجميع، وهو ما تم بالفعل.

إنما بمجرد نجاح فكرة دماء الشهداء فى جذب الجماهير يوم الجمعة إذا بالبعض يسيِّج مداخل ميدان التحرير معلنين عن اعتصام مفتوح يتضمن مطالب أخرى تؤدى فى النهاية إلى ما سبق من قبل أن طرحوه متضمنا الالتفاف على إرادة الجماهير فى صندوق الاستفتاء ليصلوا إلى ما أرادوه من قبل مكملا لـ"لدستور أولاً"، وهو إقامة مجلس رئاسى لا شرعية شعبية له بدلاً من المجلس العسكرى الذى يدير البلاد بشرعية حمايته للثورة وشرعية وقوفه إلى جوار الشعب فى اللحظات المصيرية.

فما زال هناك من يواصلون الاستعلاء على الناس، والتعامل باعتبار أن الشعب "مش فاهم مصلحته"، وأن هناك مجموعة من النخبة هم "ولى أمره"، فبعد قيام جزء من النخبة باغتصاب أحلام البسطاء فى أن الثورة من أجل الخبز والحرية والعدالة الإنسانية وتحويلها إلى صراع ضد نتائج صندوق الانتخابات، وبعد استهلاك الوقت فى إعادة فرض قضايا حسمها الشعب عبر الاستفتاء، حيث أصر البعض طوال ثلاثة أشهر على التسبب فى حالة من الاستنزاف لطاقة الوطن، والوصول بالكثير من الجماهير إلى درجة الكراهية للثورة والثوار بما يصب فى مصالح القوى المضادة للثورة، ومصلحة القوى الخارجية التى أصابها الذعر من إمكانية أن تصل مصر بالثورة إلى ما تستحقه من مكانة، إذا بالبعض يستكمل الوقيعة بين الجيش والشعب كأنهم يريدون ديمقراطية تفصيل تأتى بما يريدون وإلا انقلبوا عليها، مثلهم فى ذلك مثل النظام السابق الذى كان يتخطى إرادة الشعب عبر التزوير قبل إعلان النتيجة، فإذا بهم يعملون على أن يتخطوا إرادة الشعب إنما بعد إعلان النتيجة التى لم تعجبهم، فأخذ بعض من دعاة "الدستور أولاً" يروجون لفكرة أن المجلس العسكرى فاشل كى يأتوا بمجلس رئاسى فيحققوا ما أرادوه عن طريق القفز من الشباك بعد أن اصطدموا بالباب.

يا مصر بانت، وهانت على البعض أحلام الشهداء، فما رصدته الولايات المتحدة بمبلغ 40 مليون دولار لمنظمات المجتمع المدنى فى مصر من أجل ما سمته أمريكا دعم الديمقراطية هو أمر لابد من وضعه فى الحسبان.

وما أفصح عنه جزء ممن يحركون المعتصمين فى التحرير عن غايتهم فى أن يفرضوا د.محمد البرادعى رئيساً لمجلس الوزراء هو أمر يطرح العديد من التساؤلات.

إن القصاص للشهداء يكتمل حين تتحقق أحلامهم فى أن تصبح مصر وطن ينعم فيه أهل الشهداء وجموع الشعب المنسيين بالخبز والحرية والكرامة الإنسانية، وذلك عبر الاهتمام بإقامة مشروعات حقيقية ينهض بها الوطن، بدلاً من استنزاف الطاقات مرة أخرى فى الكلام "البايت" حول الدستور والمجلس الرئاسى مع تغليفها من البعض بقضية دماء الشهداء.

مازال البسطاء يتحملون فى صمت محفوف بالضجر، بينما هم الذين كانوا وقود الثورة، فيا أيها الثوار الحقيقيون بين المعتصمين فى التحرير احذروا، فالفجوة مع الشعب تزداد يوماً بعد يوم.

ويا أيها الذين تتاجرون بدماء الشهداء، وتعطلون مصالح الناس، وتستنزفون طاقة الشعب، وطاقة من يديرون شئون البلاد بما تتسببون فيه من فتنة وتشتيت: كفاية.

ويا أهالى الشهداء الأبرار الذين قتلهم النظام السابق: إحذروا ممن يستخدم الحق لأجل الباطل ولأجل الوصول بالبلد إلى صراع وفتنة، فالذين قاموا بالقتل لابد من القصاص منهم بالقانون، وفى الوقت ذاته لابد من الانتباه لما يفعله الذين يقومون ببث الفتنة والفرقة.

ويا كل شعب مصر انتبهوا فالفتنة أشد من القتل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة