شريف حافظ

مصر فى الميدان الثالث

الأربعاء، 25 مايو 2011 08:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقف مصريون فى ميدان التحرير، مُعلين قيمة التغيير بثورة كبيرة غيرت الكثير!! ووقف مصريون فى ميدان مصطفى محمود، ضد التغيير، بتلك الطريقة!! واليوم يتناحران حول مَن على حق، رغم أن ما حدث قد حدث، ويجب أن نلتفت إلى مصر، وليس غيرها من آراء مُفتتة ومُقسمة، والاسترسال فى تلك المهزلة!!

وفى "ماسبيرو" وغيرها من الأماكن، خرجت جماعات دينية "موتورة" تُعلن الحرب على المسيحيين، وخرج مسيحيون على السلطة الكنسية، (التى طالما كتبت أنا شخصياً ضدها فيما يتعلق بخلطها الدين بالسياسة)، ولكن اليوم غير الأمس، حيث إننى أقف مع مصلحة مصر وليس أبداً ضد جماعة ضد أخرى، لصالح مصالح قليلة الثمن بالمقارنة مع المصلحة العُليا للبلاد، المتمثلة فى مصلحة مصر الموحد شعبها من أجلها وليس لأجل غيرها!!

ووقف أطباء مُضربون عن العمل ووقف عمال يطالبون بالمزيد من الأجور وموظفون معترضون على حالهم، وكل هذا شرعى ولهم الحق فيه، ولكن بينما الوطن يتآكل بالصراعات اللانهائية.. ليس فى هذا التوقيت حيث تسود الفوضى!!.

هناك من يتهم الجيش فى كل ما يحدث، وهناك من يتهم الشرطة، وهناك من يتهم فلول الحزب الوطني، وما إلى ذلك من اتهامات، ولكن تلك الاتهامات فى حد ذاتها إنما تزيد حال الانقسام والتآكل للوطن، ولا تفيد المصريين، وبدلاً من الاتهام، لم يُعل من قيمة العمل!! يجب أن نتوحد معاً وليس أن نتفتت وإن كان كل ما حدث، كان من أجل سيادة الفوضى، فليذهب ما حدث إلى الجحيم!!

لقد كانت مصر، أمصارا قبل ثورة 25 يناير، فأصبحت الأمصار أمصاراً بعدها، وانقسمت شتى التيارات، الليبرالية والراديكالية والدينية، إلى أشلاء، ولا يبدو فيما نقوم به اليوم مصلحة إلا ضرب الوحدة الوطنية، ليس فقط على الصعيد الدينى ولكن أيضاً على شتى الأصعدة الأخرى. لماذا كل هذا، إن كان ليس لمصلحة مصر؟؟؟!!

ألم يكن كل ما حدث لمصلحة مصر؟؟؟ إن كان كل ما حدث لم يكن لمصلحة مصر، فإننا نمضى على الطريق الصحيح، ولا داعى للتفكير فيما أقوله الآن!! فلنمضى فى تخريب بلادنا بأيدينا ولنتهم بعضنا بعضاً، لا لنصل إلى نتيجة يمكن أن تبنى ولكن أن تهدم مصر.. امضوا على بركة إبليس.. فأنتم فى الطريق السليم للقضاء على مصر كلياً!!

لقد ولدت مُسلماً وأفتخر، وولد جرجس أخى فى الوطن، مسيحياً، وأيضاً يفتخر! لم يكن أحدنا مسئولاً عن كونه مُسلماً أو مسيحياً! كبرنا مع بعض.. فرحنا مع بعض وزعلنا مع بعض وكل شىء حصل لمصر وفى مصر أتأثرنا فيه وبيه مع بعض!! حلمنا بمجد مصر مع بعض.. حاربنا مع بعض وانتفضنا ضد الفساد مع بعض.. كنا ولازلنا جيران وحبايب.. لعبنا طاولة على القهوة مع بعض وشربنا شاى العصارى مع بعض!! احتفلنا بأعياد بعض مع بعض!! طول عمرنا سوا.. هو ليه فى ذمتى: الدين المُعاملة، وأنا ليه فى ذمته: الدين محبة! أيه اللى غير ده؟ أيه اللى غير مصر؟؟!!

وكان لى أصدقاء، فرقنا الرأى اليوم، لأنه يؤيد تلك الثورة كلياً وأنا أؤيدها جزئياً لأننى لم أنمو على تأييد أى شىء فى الدنيا كلياً، لأن كل شىء له عيوب ومزايا (كما قلت فى مقالى السابق)!! الغريب أن تلك التفرقة، حدثت لأننى لى رأى مختلف، بينما ينادى الناس بالديمقراطية "كذباً"، لأن أى شخص يؤمن بالديمقراطية، لابد أنه يحترم الرأى الآخر!!

لقد كتبت فيما قبل تلك الثورة كثيراً عن آفاتنا الاجتماعية والفكرية، فإذا بتلك الثورة، تفجر كل تلك الآفات فى وجوهنا، لأعرف أننى لم أمنح الأمور حقها، ولكن قللت من شأنها، وأننا أكثر ديكتاتورية ممن حكمنا، رغم أنه كان فاسداً!!

لقد كانت فينا آفات الدنيا وعبرها.. فما الذى غيرنا فجأة؟؟؟ الثورة التى حدثت؟ لم أولد بالأمس كى أصدق تلك الكذبة الكبرى، التى ربما يقنع بها البعض نفسه ويقوم "سياسياً" بنفس وظيفة "المتلاعبين بالدين" بأن "يتغنى" بنفس الأغنية ويقول لنفسه: أننا سنتقدم ونصبح خير أمة أخرجت للناس، بينما لم يتغير فينا شىء، غير أن الصامتون تكلموا فزادوا البلاء بلاءات!!

إننى أُنادى لوقفة فى ميدان ثالث، يمثل مصر والمصريين جميعهم.. ميدان غير ميدان التحرير وميدان مصطفى محمود، ميدان يرفع الولاء لمصر وحبها ومصلحتها فوق كل شىء، لكى نقف مع بلادنا ونراجع أفكارنا، لأجل أن نتحد معاً بعيداً عن المصالح السياسية الضيقة، التى تفتتنا وتبعدنا عن مصلحة مصر الحقيقية. لقد كان درس المطالعة الأول لى فى المدرسة فى الصف الأول الابتدائى، هو الاتحاد قوة!!

تعالوا نقف من أجل مصر المستقبل وليس من أجل الثورة التى نجحت بالفعل أو من أجل النظام القديم!! لقد كان كل شىء من أجل مصر.. وجميع الوقفات، على اختلافها، من أجل مصر.. واليوم يجب أن نقف مع مصر وليس مع غيرها!!

معاً من أجل الميدان الثالث لكل المصريين، فليحيا كل المصريين، على اختلافهم، معاً من أجل مصر، ويحيا الهلال مع الصليب، ومصر أولاً.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن

صح الكلام

الله يفتح عليك .. تحياتى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة