ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فى سياق تعليقها على الأوضاع الفرنسية الحالية، أن العادة جرت بصورة تقليدية على أن يعتبر الفرنسيون حياة السياسيين الخاصة من شأنهم الخاص ولا يحق لشخص التدخل بها، إلا أن هذا التقليد آثار التساؤلات بشأن الاتهامات الأخيرة التى يواجهها شتراوس كان مدير صندوق النقد الدولى بصورة ربما تغير تلك الأوضاع جذريا.
وأوضحت الصحيفة أن التاريخ يعيد نفسه حاليا، منوهة بالفضيحة التى يواجهها شتراوس حاليا والتى تهدد بتدمير سمعته ذائعة الصيت فى فرنسا، حيث أعرب سياسيون عن صدمتهم ، وأعرب الأصدقاء أيضا عن شكهم ، وتجادل الصحفيون حول ما إذا كان يتعين عليهم التحقيق فى تلك الشائعات والكشف عن أسرارها ، أو التكتم عليها حتى استقرار الأوضاع وعودة الهدوء ، بموجب حماية حياة الشخصيات البارزة الخاصة فى فرنسا .
وضربت الصحيفة المثل بالرئيس الفرنسى الأسبق فرانسوا ميتران عندما قال فى رده على سؤال صحفى فى فترته الرئاسية حول حقيقة وجود ابنة غير شرعية له حيث أجاب قائلا "نعم هذا حقيقى ، وماذا فى ذلك؟ ، هذا ليس من شأن أى من العامة".
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن انغماس الصفوة الفرنسية فى قبول هذا النوع من "الحفاظ على الأسرار" ، منوهة بأنهم لا يحبذون التكشفات القبيحة التى قد تمزق بنية الطبقة الاجتماعية، وما صدمهم أكثر من ذلك ليس فقط تواجد خادمة الرئيس الفرنسى الأسبق فرانسوا ميتران وابنتهما، لكن اكتشافهم بعد وفاته أنهم تلقوا دعما ماليا من جانب الدولة الفرنسية، فضلا عن تقديم الحماية الأمنية لهم .
وأشارت الصحيفة إلى أن القبض على شتراوس كان مدير صندوق النقد الدولى يتحدى مرة أخرى الافتراضات بأن حياة الأغنياء الخاصة والمشاهير، وذوى النفوذ بعيدة كل البعد عن التدقيق العام، موضحة أن الاتهامات الخطيرة التى يواجهها شتراوس كانت تضيف إلى إحساس بعض من الأشخاص فى فرنسا بضرورة رفع ستار الخصوصية.
ونقلت الصحيفة عن بيير هاسكى أحد المعلقين السياسيين الرائدين فى فرنسا قوله ، فى لقاء ، شعرنا بأننا أرفع مقاما من الأمريكيين والبريطانيين وذلك بالحفاظ على مبدأ حماية الحياة الخاصة ، لكننا كصحفيين لم نقم بدورنا على أكمل وجه ..وتم استغلالنا والضغط علينا للحفاظ على الأسرار وعدم الكشف عنها ، ونحتاج إلى تحديد دورنا بطريقة أكثر عدائية ، وأن نقول أن ليس كل شىء خاص يعتبر خاصا.
وأضاف هاسكى أنه كان على خطأ لتكتمه على معلومات فى الماضى تحمل فى طياتها أسرارا عن حياة شخصيات سياسية فرنسية، قد تشكل خطرا على قدراتهم للقيام بمهامهم على أكمل وجه.
نيويورك تايمز: جدل بشأن قانون فرنسى يجرم التدخل فى شئون كبار الشخصيات
الأربعاء، 18 مايو 2011 05:21 م