أحمد مصطفى

"أدهم صبرى" ضابط شرطة

الإثنين، 16 مايو 2011 07:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار أكثر من أسبوعين وأنا أحاول الاطلاع على الأساليب المثلى فى إدارة منظومة الأمن، بعد أن استمعت إلى العديد من الدعوات التى تطالب بضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية، ورغم أن الأمر مجرد الاقتراب والحديث فيه، يجعل سهام العديد من أنصاف الثوار أو الانتهازيين أو المتحولين، يكيلون الاتهامات الجزافية، لكن أرى لزاما أن الأمر الأنسب للتجربة المصرية هو أن نعيد قراءة ضابط الشرطة، والذى كان لابد فى من يمتهن هذه المهنة أن يكون بحق كما قرأنا فى طفولتنا "أدهم صبرى" بطل الشرطة الخارق فى روايات رجل المستحيل، فضابط الشرطة يتواجد فى مكتبه فى الـ8 صباحا، ثم يقوم بالنزول فى التشريفة، التى تكون إما لأحد أفراد عصابة على بابا، التى كانت تحكم مصر فى عهد المخلوع، أو ربما كانت مارى أنطونيت "سوزان مبارك" تقوم بزيارة لإحدى عضوات مجلس سوزان المرأة سابقا، ثم بعد أن يعود إلى مكتبه فى الثالثة، محاولا أن يسرق دقائق للراحة نجد أن خدمة المباراة فى انتظاره، ويعود بعد المباراة، لو كتب له النجاة، من "طوبة مشجع" حاصل ناديه على توكيل الخسارة الدائمة، فإنه يعود للقسم الخاص به ليجد مديرا أو مأمورا كارها نفسه، لا يتحرك من المكتب حتى الثالثة فجرا، وطبعا وفق أعراف المركبات النفسية المريضة والمترسخة فى الشعب المصرى كيف يغادر المرؤوس قبل رئيسه، وأخيرا يدخل منزله فى الساعة الرابعة والنصف فجرا إذا كان حظه كويس والسيارة التى تقله لم تشطب بنزين من المجند الذى يقودها أو لاقدر الله تمارس مواقفها المعتادة فى الأعطال، ثم عليه أن يدخل بيته كمواطن مصرى مطحون يرى أبناءه وهم نيام، ثم عليه أن يستيقظ فى الصباح بعد سويعات قليلة ليعاود نفس الكرة.

وفى الوقت ذاته كان على ضابط الشرطة أن يتحمل فساد الحزب الوثنى المنحل، وفشل نوابه العظام ومسلسلات الإخفاق والنهب التى لايملوها على مدار سنوات وجودهم فى كراسيهم، كما أن الضابط مطالب أيضا بأن يتحمل فساد لص بغداد رجل الأعمال سابقا، والذى استطاع عبر نفوذه وعلاقته "بسيد السالك" عامل البوفيه بأمانة السياسات أن يشرد الآلاف من خيرة الشباب المصرى بعد أن جعلهم يوقعون على استمارة "6" قبل تعيينهم.

كما أن ضابط الشرطة مطالب بأن يقوم بمساندة عضوالمجلس المحلى الفاسد والذى رفض صاحب المقهى أن يدفع له الإتاوة الشهرية فراح يكيل له المحاضر، وعلى رجال المرافق أن تنفذ الأوامر الصادرة، والحكومة طبعا وهى اللفظ الدارج فى قاموس الشعب المصرى ومعناه رجال الشرطة.

كل ماسبق هو إطلالة بسيطة على الدور الذى مطالب به رجل الشرطة فى عصر المخلوع ونزلاء "برتو" طرة"، لكن السؤال الأهم هل يستطيع شرفاء وزارة الداخلية أن يحاولوا الوصول إلى صيغة توافقية لحل هذا الاشتباك وأن يعمل ضابط الشرطة الساعات المقررة له كأى مواطن فى بلاد "الواك الواك" أم سنشهد روايات جديدة لادهم صبرى مع حكومة الدكتور شرف ورجال الداخلية الجدد، كل ما قصدته هو ضرورة الوصول إلى إعادة هيكلة تحتاج نقاش من الخبراء والمختصين والعقلاء فى هذا البلد، فهل نستطيع أن نعيد الاستفادة من قوات الأمن المركزى وخصوصا غالبيتهم من أبناء الريف المصرى وخبراتهم الحرفية والمهنية جيدة، كما أن كلية الشرطة وجيوش طلبة الحقوق أم أن لنا أن نستفيد منهم، خصوصا أن التجارب الدولية والعربية ليست بعيدة، والأفراد ما بين أمناء ومناديب فلابد من برامج سريعة وملحة ونفسية أيضا ليعلموا أنهم يعملون فى وزارة داخلية مصر وليسوا معارين للخليج بالنسبة لدخولهم المادية غير الشرعية، وهؤلاء ليسوا الكل طبعا، فالشرفاء منهم كثر، وأخيرا هذه كلمات ولنا بقية فالأمر غاية فى الأهمية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة