قال الروائى الدكتور يوسف زيدان، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الأسكندرية، إن تامين حدود مصر الخارجية خاصة فى ظل ما تشهده الدول العربية الآن وتحديدا ليبيا واليمن وما يمثلاه من خطورة كبيرة على مصر أهم بكثير من المطالب التى تنادى الآن بمحاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك وفلول النظام الساقط.
وأضاف زيدان خلال صالونه الشهرى الذى عُقد مساء أمس الأربعاء بساقية الصاوى، أن المشهد تحول فى ليبيا من ثورة إلى نزاع مسلح ليس فقط ضد الرئيس الحاكم معمر القذافى ولكن أيضا ضد القبائل وبعضها، حتى وجدنا الشعب يطالب برحيل الرئيس ومعه قبيلته، قائلا: "بعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة بدأ الشعب فى البحث عن أسلحة وأصبحت الحركة ذكورية بحتة، وعرضوا البترول فى السوق السوداء ونشبت خلافات بين القبائل، وهذا من وجهة نظرى خطر داهم على مصر، ولا نستطيع أن نتنبأ بمستقبل هذا البلد دون الالتفات لهذه المسألة، لأنها إن طالت أو قصرت فإن المواجهة بين الجرذان وصائد الفئران هتنتهى وستبدأ مواجهة أخرى بين القبائل نفسها".
وأضاف: "ستصبح ليبيا أشد من العراق لأن العراق على الأقل لديه كيانات وفصائل النزاع بينهم معروف منذ القدم، أما ما يجرى فى ليبيا فهو أخطر بكثير خاصة مع عدم توازن مصالح قبائلها، ولو تقوقعت مصر على نفسها أكثر من ذلك لن يحدث خير أبدا".
وأضاف زيدان: "بالإضافة لهذا فنحن لدينا "مصيبة" كبيرة، تسمى القرصنة وتؤثر بشكل كبير على دخل قناة السويس أحد مصادر الدخل القومى، وكل هذا فى رأى أهم بكثير من المطالبة بمحاكمة مبارك وفلول النظام السابق".
وأضاف زيدان أننا انشغلنا بقضية وصول الإخوان للحكم على حساب قضية منابع النيل، واكتفينا بانتصارنا على إسرائيل من خلال هجوم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وهو يعلم أن الوجود الصهيونى خادم لأوضاع الحكومات العسكرية، بل ومبرر لوجودها، كما أنه يعلم أيضا أن هناك مصالح وعلاقات تربطنا بإسرائيل وأن هجومه الشفهى لن يقدم حلا.
وتابع: "لابد أن يخجل القائمون على إدارة شئون البلاد من أنفسهم، ويدركوا أن الأوضاع الخارجية تمثل خطورة على وضه مصر الإستراتيجى وأهم بكثير من الفقاعات الداخلية".
وبرر زيدان سبب دعوته للاهتمام بالشئون الخارجية قائلا: "لا يمكن الحديث عن الحالة المصرية منفصلة عن ما يجرى حولها لأسباب جغرافية وتاريخية تتعلق بمكانة مصر وموقعها، ومن خطورة الأوضاع السياسية ونظم الحكومات الفوضاوية أنها تسمح بتقدم من لا يجوز تقدمه وتجعلهم يقودون الجماعات من منطلق أن الأزمة تصنع أبطال الأزمة، وفى حقيقة الأمر هم ليس أبطالا، نحن الآن فى أزمة ولو لم نستفق ونعرف حدود هذه الأزمة ونعرف أن حدود مصر لا تتوقف عند ذلك الذى نراه فى الخرائط، ونعرف أن التلكؤ والضبابية مسألة أكبر بكثير من معرفة أموال مبارك هل سترد أم لا، وهل المجلس الأعلى للقوات المسلحة متواطئ أم لا؟، سيحدث ما لم نكن نتوقعه.
خلفية قضيته مع القمص عبد المسيح بسيط بسبب مقالات اليوم السابع أنا صاحب الشكوى وسعيت لهذا الحكم، لكنى لا أرغب فى سجنه ولا أريد التحدث فيه كثيرا، لأنه سخيف.
وأكد زيدان على أن المسار الثقافى فى مصر قبل الثورة مهد لاندلاعها، نافيا أن يكون الحدث مفاجئا أو مثيرا لدهشة المثقفين تحديدا قائلا: "من يتتبع المسار الثقافى والاجتماعى والاقتصادى داخل المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة سيعلم جيدا أن ما حدث كان لابد أن يحدث".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة