الفجر الجزائرية: الهجوم الفرنسى على ليبيا انتقامًا من القذافى الذى كلف الغرب خسائر مالية بعد تحريره للاتصالات الأفريقية من "قبضة الغرب"

السبت، 23 أبريل 2011 07:26 م
الفجر الجزائرية: الهجوم الفرنسى على ليبيا انتقامًا من القذافى الذى كلف الغرب خسائر مالية بعد تحريره للاتصالات الأفريقية من "قبضة الغرب" العقيد الليبى معمر القذافى
كتب أحمد براء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت صحيفة "الفجر" الجزائرية أنّ تقارير جديدة، كشفت أنّ ما يحدث منذ أكثـر من شهرين فى الأراضى الليبية؛ ما هى إلا "حرب انتقام" أوروبى – أمريكى من رجل، كلف الغرب خسائر مالية، تقدر بمليارات الدولارات فى السنوات القليلة الماضية.

التقارير كشفت أنّ التغيرات الأخيرة فى التعاملات الاقتصادية الأفريقية مع الغرب، وتراجع التبعية المالية لأغلب الدول الأفريقية مع الدول الأوروبية خصوصًا وفى مقدمتها فرنسا، هو أحد أهم الأسباب التى دفعت بالرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، وبعض قادة أوروبا، إلى التعجيل فى الحرب ضد العقيد الليبى، معمر القذافى، الذى كلفت مساهماته المالية فى إفريقيا، خسائر مالية كبيرة لأوروبا، لاسيما ما اعتبره البعض "تحرير القذافى للاتصالات الأفريقية من قبضة الغرب".

أوضحت الصحيفة الجزائرية أنّه قبل أقل من 5 سنوات؛ كانت الاتصالات الهاتفية فى أفريقيا هى الأغلى فى العالم، كما كانت خدمات الاتصالات الإذاعية وخدمات الإنترنت سواء داخل إفريقيا، أو مع العالم الخارجى، تمثّل عبئا كبيرا على الحكومات الأفريقية، التى كانت تدفع للاتحاد الأوروبى سنويا؛ ما يقارب 500 مليون دولار ثمن ربطها عبر الأقمار الصناعية الأوروبية، مثل قمر "أنتلسات".

ولكن القذافى تدخل أواخر سنة 2006، ليضع على طاولة الاتحاد الأفريقى 300 مليون دولار، أضيفت عليها 50 مليون دولار من طرف بنك التنمية الأفريقية، و27 مليون دولار من طرف بنك غرب أفريقيا للتنمية، لإطلاق أول قمر صناعى أفريقى للاتصالات، وضع حدا لأكثـر من 14 سنة من التبعية الأفريقية لأوروبا، كلفت القارة السمراء؛ أكثـر من 7 مليارات دولار، فضلاً عن منع القذافى عن خزينة أوروبا، مستقبلا، أكثـر من 500 مليون دولار سنويا كما اعتادوا من الدول الأفريقية.

هذا القمر الصناعى؛ شمل خدمات الاتصالات الهاتفية والإذاعية وخدمات الإنترنت الداخلية والخارجية، بتكاليف أقل، فى أكثـر من 130 ألف مدينة وقرية فى أرجاء أفريقيا، ولتفسير الموقف الروسى والصينى من الحرب فى ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، فهذا القمر الصناعى مدعوم منذ انطلاقته بالتكنولوجيا الروسية والصينية، وهما البلدان اللذان وفرت لهما التعاملات التكنولوجية الأفريقية الجديدة؛ عائدا ماليا مهما، كان يذهب قبل 5 سنوات إلى دول أوروبا.

300 مليون دولار من يد القذافى، ساهمت فى فتح أفق تكنولوجى واسع لأفريقيا وضيقت أفق الأرباح الأوروبية، وزعزعت اقتصاد الاتحاد الأوروبى، وخصوصا فرنسا التى كانت تستحوذ من أفريقيا على أموال طائلة.

أشارت الصحيفة الجزائرية إلى أنّ تقارير جديدة، أكدت أن قيمة الثلاثين مليار دولار التى جمدها باراك أوباما خلال الحرب على ليبيا، كانت مقدمة فى حقيقة الأمر إلى صندوق النقد الأفريقى، والبنك المركزى الأفريقى للاستثمارات وتعود ملكيتها إلى البنك المركزى الليبى، وهى كانت مخصصة للمشاركة فى إنشاء مشروع الاتحاد الأفريقى عبر ثلاثة مشاريع أساسية، وهى البنك الأفريقى للاستثمارات فى مدينة سرت الليبية، وإنشاء صندوق النقد الأفريقى سنة 2011 برأس مال قدره 42 مليار دولار، والبنك المركزى الأفريقى فى أبوجا بنيجيريا، غير أن تجميد تلك القيمة حسب الخبراء يعكس مخاوف فرنسية وأمريكية من أن يؤدى إنشاء تلك المؤسسات إلى إنهاء عمر 50 سنة من سيطرة البنوك الفرنسية على منطقة الفرنك الفرنسى فى أفريقيا.

لفتت الصحيفة إلى أنّ الأرقام والتقارير الاقتصادية؛ تعكس حجم المخاطر التى تحوم حول الجزائر التى يقول عنها المراقبون بأنها ستكون بين أعين القوى الغربية لتستهدفها بعد الانتهاء من حرب ليبيا، لما تتمتع به الجزائر من إمكانيات وثـروات بترولية واحتياطى صرف يتعدى قيمته 150 مليار دولار.

وتكشف التقارير أن الدول التى تقف وراء الحرب على ليبيا، لها دوافع مشتركة.. أساسها اقتصادى، تحاول من خلالها إنعاش اقتصادها المنهار، وحسب التقارير؛ فإن الولايات المتحدة الأمريكية لديها 14 ألف مليار دولار ديون خارجية، بينما يعانى الاقتصاد البريطانى، والإيطالى من عجز فى الديون الخارجية بقيمة 2000 مليار دولار.

أشارت الصحيفة الجزائرية إلى أنّ رغبة الانتقام أيضا تقف وراء الحرب فى ليبيا، فبينما يؤكد المراقبون والخبراء أن خزانة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى شبه خاوية من الإنجازات التاريخية التى تضمن له المرور إلى عهد جديد، أو الخروج بشرف الأداء الفرنسى على المشهد الدولى، هو ما يدفعه نحو قيادة حربه الأخيرة على ليبيا، من جهة ثانية فإن "الاتحاد من أجل المتوسط" الذى يعد أبرز المشاريع التى سعى ساركوزى إلى تشكيله، شهد فشل ذريع، خاصة بعد أن تم خلع اليد اليمنى له، فى إشارة إلى الرئيس السابق، حسنى مبارك، وتشكيك القذافى له بوصفه بـ"المشروع الكلب" تارة، وبـ"الطُعم" تارة أخرى.

رغم أن ساركوزى حاول فى بداية عهده إغراء القذافى من خلال الدفاع عنه وتبييض صورته عالميا، إلا أن التقارير تؤكد أن القذافى ضحك على ساركوزى مرتين على الأقل، مرة عندما لم يدفع له سوى مبلغ 2 مليار يورو من إجمالى 10 مليارات يورو، وهو ثمن صفقة بيع الأسلحة التى يقاوم بها القذافى الآن، ومرة من خلال إهانات القذافى للرئيس الفرنسى الذى يبدو أنه لم يهضمها بعد.

فكلمات معمر القذافى التى أهان عبرها ما يوصف بحلم ساركوزى نحو دخول التاريخ، تعكس دوافع نفسية أخرى لساركوزى للإطاحة بالعقيد الليبى، حيث يحارب ساركوزى على كل الجبهات للثأر من القذافى الذى أهان مشروع ساركوزى.

ومن أبرز ما جاء فى نص خطاب القذافى، إلى ساركوزى حول مشروع المتوسط، قوله: "لما يقولون تعالوا نعمل اتحادا لأننا سنعطيكم مشروعا أو نعطيكم قمحا مثلا أو أرزا أو خبزاً، هذه إهانة فنحن لا نريد لا قمحا ولا مكرونة.. نحن لسنا جياعا ولا كلابا حتى يرمون لنا عظاما".

فى هذا السياق، لا يشكل القذافى مصدر إزعاج لساركوزى فقط بل إلى العاهل المغربى، الملك محمد السادس، الذى لم يكن يرغب فى حضور اجتماع يستعرض فيه القذافى، هجومه على مبادرة ساركوزى، وهو ما جعل من القذافى يسخر من ملك المغرب قائلا: "إن أمير المؤمنين يقبل بوجود إسرائيل داخل الاتحاد المتوسطى".

أشارت الصحيفة الجزائرية إلى أنّ مواقف ساركوزى ليست صدفة؛ بل هى عصارة صفقات ومحطات كثيرة أزعجت ساركوزى من القذافى، فبعدما كان ساركوزى يحاول تسويق صورة إيجابية للقذافى لدى العالم، عاد لشن حملة شعواء ضد القذافى فى القمة الأوروبية باعتباره محاورًا غير شرعى ثم توجه إلى مجلس الأمن بنص مشروع القرار1973، الذى أقرته الأمم المتحدة واعتبر التدخل العسكرى فى ليبيا ضرورة إنسانية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة