عثمان محمود مكاوى يكتب: قراءة فى ثورة 25 يناير 2011

الأحد، 06 مارس 2011 09:23 ص
عثمان محمود مكاوى يكتب: قراءة فى ثورة 25 يناير 2011

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ينكر أحد أن يوم 25 يناير كان يوما فاصلا فى التاريخ المصرى الحديث، حيث خرج الآلاف للتظاهر ضد الفساد والرشوة والاستبداد وسيطرة رأس المال على الحكم، ومطالبين بتحقيق العدل والحرية والكرامة الإنسانية، بعد هذا اليوم أصبح طريق المصريين ممهدا للمستقبل والتحضر والتقدم، لذلك ينبغى علينا قراءة ما جرى فى تلك الثورة، لأن مصر قبل يوم 25 يناير غير مصر بعده، لى بعض المداخلات أود طرحها:

1 - تحية إجلال وإكبار لجيل الشباب الوطنى والواعى المثقف والذى يحمل تكنولوجيا العصر الذين دعوا إلى التظاهر والذين حملوا قلوبهم على أكفهم
وثبتوا فى الميدان من أجل تنفيذ مطالب قد طالب بها الشعب من قبل.
2- تحية إجلال وإكبار للقوات المسلحة المصرية التى تجلت وطنيتها فى حماية المتظاهرين ووقوفها موقفا محايدا ولم تطلق رصاصة واحدة على متظاهر بل أمنتهم من بطش أعوان النظام السابق.
3- لم يكن فى حسبان الشباب الذين دعوا إلى التظاهر بأنه سيفضى إلى قيام ثورة بل إنهم فوجئوا بالأعداد الخفيرة التى جاءت من كل حدب وصوب لرفع مطالبها والتى كان أهمها إسقاط النظام.
4- لا يستطيع أحد مهما بلغ الادعاء بأنه قد تنبأ بالأعداد الكثيرة التى جاءت ملبية دعوة أولئك الشباب، وهذا ما فاجأ الجميع الحكومة بجميع أجهزتها الأمنية والاستخبارية ومراكز الأبحاث والمثقفين بل والشباب أنفسهم الذين دعوا للتظاهر!
5- اتصف رد فعل الأجهزة الأمنية بالوحشية والقسوة عن طريق استخدام جميع أنواع الأسلحة من قنابل مسيلة للدموع وطلقات مطاطية ثم رصاص حى ناهيك عن دهس بعض المتظاهرين تحت عجلات المدرعات والمصفحات التابعة للداخلية.
6- سقط الإعلام الحكومى من تليفزيون وإذاعة وصحف قومية وبعض القنوات الخاصة وبعض برامجها أثناء تغطيته الثورة وعملوا على تشويه الثورة
والمتظاهرين وكالوا لهم كل الاتهامات من عمالة وإجراء ومفسدين ونهشوا فى أعراضهم.
7- كما سقط فى هذه الثورة العديد من الدعاة الدينيين أبطال الفضائيات والذين خرجوا فى الإعلام الحكومى والخاص التابع للنظام لتثبيط همم المتظاهرين بالإضافة للكثير من خطباء المساجد الذين دعوا الناس إلى عدم الخروج على الحاكم وكانت دعوتهم هذه مثار سخرية واستهزاء من المصلين، بل إن النظام الذى ما فتئ يحذرنا من تدخل الدين فى السياسة هو أول من استخدم هؤلاء الدعاة وأتاح لهم جهازه الإعلامى منذ 25 يناير، كما سقط أيضا قيادات الكنيسة والتى أمرت الشباب المسيحى بعدم الخروج للتظاهر فى ذلك اليوم، إلا أن الشباب لم يستطع الاستجابة وقرر الخروج إلى التظاهر مع إخوانهم المسلمين.
8- لا نستطيع وصف الثورة بأنها كانت ثورة الجياع، وذلك لأن الذين دعوا إليها من فئة أصحاب الدخل العالى والمتوسط وكثيرا ممن شاركوا فيها من فئات المثقفين والفنانين والمخرجين والقضاة وأساتذة الجامعة والأطباء والمحامين
والمعلمين.. إلخ، وقد خرجوا مطالبين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ثم تلا ذلك بقية الشعب.
9- ظهر فى هذه الثورة مبدأ المكيافيللى الذى تؤمن به أمريكا والذى شعاره أن الغاية تبرر الوسيلة، والتى ادعت منذ بداية الثورة أنها مع مطالب الشعب حين رجحت كفة المتظاهرين ثم تارة أخرى مع تأخير بقاء الرئيس إذا ما رجحت كفة النظام وهذا يدلل على أنها تسير خلف مصالحها الوطنية لا مع مصالح الشعوب الأخرى.
10- آمنا جميعًا من هذه التجربة بدور مصر الحيوى والمحورى لا فى المنطقة العربية فحسب بل فى العالم أجمع وخير دليل على ذلك التصريحات التى كنا نسمعها ونقرأها التى خرجت من الكثير من دول العالم بالإضافة لهبوط وصعود البورصات العالمية تبعا للموقف فى مصر.
11- أعتبر هذه الثورة هى الثورة الشعبية الخالصة الثانية فى العصر الحديث التى خرجت ضد الحاكم حيث كانت الأولى عام 1805 ضد خورشيد باشا.
12- لاحظنا بعد خطاب التنحى الذى ألقاه السيد عمر سليمان نيابة عن الرئيس السابق مبارك يوم 11فبراير 2011 المنافقون والمتحولون من كتاب ومذيعين
ومن أصحاب ذمم خربة ينسلخون من جلودهم وبدأوا يصبون جام غضبهم على مبارك ونظامه بعد أن كالوا له المديح والغناء طيلة فترة حكمه حتى قبيل خطاب التنحى بسويعات.. لا أدرى أين اختفت حمرة الخجل!!
13- أظهرت هذه الثورة أن الشعب المصرى مهما استكان وخنع فإن ذلك ليس سمة دائمة فيه وإنما هو كثير التحمل والصبر حتى إذا جاءت لحظة الخلاص لا يستطيع أحد مهما أوتى من قوة إيقافها أو الوقوف ضد مطالبه المشروعة
14- ليؤمن الجميع أن التغيير سنة من سنن الله فى الكون و ناموس إلهى لا يستطيع أحد أبطاله أو إيقافه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة