سهام ذهنى

"نعم" للتعديلات الدستورية

الثلاثاء، 15 مارس 2011 08:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى كانت خلاله مجموعة كبيرة من النخبة قبل الثورة تجتر الأسى حول ما يسمونه عدم إمكانية أن يتحرك الشارع، قام الشباب بالدعوة إلى التحرك يوم 25 يناير واستجاب الشارع، وكان النصر للشعب.

فلتترك هذه المجموعة من النخبة الشباب فى حاله، ويتوقفوا عن ترديد الاسطوانة المشروخة حول أن المطلوب هو رفض التعديلات الدستورية، وما يرتبط به هذا الرفض من تأجيل الانتخابات البرلمانية بدعوى إعطاء فرصة للشباب من أجل تكوين أحزاب جديدة. وكأنهم يريدون من جديد تكرار تجربة إقامة الأحزاب فى حضن السلطة التى جرت فى عهد السادات، وهى الأحزاب التى ابتعدت عنها الجماهير، وصارت جزءاً من النظام الذى طالبت الثورة بإسقاطه، كما أن عددا كبيرا من المحسوبين على النخبة هم أيضا جزء من النظام السابق من ناحية الرتابة، واعتياد الترهل وعدم الثقة فى الجماهير، والوصاية على حيوية الشباب وتشكيكهم فى قدرتهم على التفاعل مع الشارع بتلقائيتهم بعيدا عن القوالب المحددة التى يريد الكثيرون من النخبة أن يقيدوا طموح الشباب فيها، هذا الزن على الأذن بـالـ"كليشيه" الذى صار يتكرر حول أن الموافقة على التعديلات الدستورية، ثم إجراء انتخابات برلمانية معناه إما أن ينجح الإخوان أو الوطنى، فى تكرار من بعض النخبويين لاستخدام فزاعة الإخوان التى داوموا هم والنظام على استخدامها، أما قولهم بأن الانتخابات البرلمانية ستأتى بالحزب الوطنى فكيف يتناسون أن الحزب الوطنى كان ينجح عبر التزوير، وأنه لن يغنى عنهم مالهم كى يكسبوا بدون تزوير.

وكيف يتجاهلون أن تأجيل الانتخابات البرلمانية من الوارد أن يتيح الوقت لبقايا الحزب الوطنى من أجل التقاط الأنفاس وعمل "نيولوك" بارتداء أقنعة جديدة يطلون من ورائها على الناس تحت مسميات مختلفة.

لماذا يتعامل الكثيرون من النخبة مع الشباب باعتبارهم فى حاجة إلى وصاية عليهم أو أنهم لم يتم فطامهم بعد، فى حين أن الشباب أكثر حيوية ووعى مما يروجه جزء كبير من النخبة، بدليل ما قام به الشباب فى 25 يناير، فلو أطاع الشباب أقاويل هذه المجموعة من النخبة لما كانت دعوتهم إلى التحرك فى 25 يناير.

أما الآن فإن فرض الوصاية على الشباب بدعوى إنضاج إقامة أحزاب جديدة هو أقرب إلى فكرة أطفال الأنابيب والحضّانات، بوضع الأحزاب الجديدة تحت عناية خاصة، وتفصيل ظروف منتقاة لإقامة الأحزاب الجديدة.

اتركوا الأحزاب تنشأ فى الظروف العادية، لا يمكن للطفل أن يتعلم المشى عبر أن يظل الأهل ممسكين بيده لكى لا يقع.

لابد أن يحاول الصغير وأن يكرر المحاولة، وأيضا أن يقع، فيتعلم كيف ينتصب واقفا على قدميه ويشتد عوده. أما الإمساك طوال الوقت بالصغير من يديه خلال مرحلة تعلم المشى فإن ما يترتب عليه هو إعوجاج ساقيه، فتصبح خطواته مشوهة.

إن الموافقة على التعديلات الدستورية معناه أن ننجز خطوة على طريق إعادة الإدارة المدنية للدولة، كما أن الموافقة حاليا على التعديلات الدستورية سيعقبها بعد الفترة الانتقالية وجوب إعداد دستور كامل جديد، وهو أمر منصوص عليه فى التعديلات نفسها.

يبقى أمر هام لا بد من التأكيد عليه هو أن هذا الاستفتاء هو أول احتكام لصندوق الاستفتاء بعد الثورة. بالتالى ـ وبغض النظر عن النتيجة ـ فإنه سيصبح تجربة عملية نقيس من خلالها إلى أى مدى نتحرك فى اتجاه الديمقراطية، وهو أمر سيتضح من مدى قبول الرافضين للتعديلات للنتيجة إذا جاءت بـ"نعم"، ومدى قبول المؤيدين للتعديلات للنتيجة إذا جاءت بـ"لا"، فالصندوق هو الفيصل، ولابد أن يتعود كل منا على أن رأيى من وجهة نظرى صواب يحتمل الخطأ، ورأيك من وجهة نظرى خطأ، إنما يحتمل الصواب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة