شريف حافظ

الإخوان ومين اللى جاب التورتة؟

الجمعة، 25 فبراير 2011 07:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تذكرت بينما أُتابع ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين فى أعقاب الثورة، مشهد من مسرحية مدرسة المشاغبين بين الفنان المرحوم أحمد زكى والفنان سعيد صالح فى تحديد من أتى "بتورتة" الاحتفال فى مدرستهم!! حيث يقول الفنان أحمد زكى للفنان سعيد صالح: "بهجت جاب الزينة وأنا جبت الورد النهاردة.. خلاص كملنا كل حاجة وأنت كمان جبت التورتة.." فيُقاطعه الفنان سعيد صالح قائلاً: "إيه إيه إيه .. قلت إيه؟ قلت مين اللى جاب التورتة؟" فيرد الفنان أحمد زكى: "قلت أنت اللى جبت التورتة!!" فيرد الفنان سعيد صالح مُستنكراً: "إذا كنت أنا اللى جايب التورتة!... أنا اللى جايبها، مش أنت اللى جبتها!!" والتورتة فى المشهد الإخوانى، هى مُكتسبات الثورة السياسية!!

فالإخوان يستغلون التغيير الحادث فى السياسة المصرية اليوم، أكثر من غيرهم، ولكن بفوضى عارمة، كشفت الكثير خلال الأسابيع الماضية. وربما أكثر المشاهد التى أوردت تلك الفوضى، هو مشهد خطبة الشيخ القرضاوى فى ميدان التحرير، يوم الجمعة الموافق 19 فبراير الماضى، حيث ظهر بعض الخلافات المهمة، حول هوية من دعا الشيخ القرضاوى إلى ميدان التحرير فى هذا اليوم. فلم يشُك إنسان فى مصر يوم الجمعة أن الإخوان هم من دعوا الشيخ القرضاوى إلى الميدان، خطيباً، فى ذلك اليوم. إلا أنهم أنكروا حينما استنكرت القوى السياسية المصرية هذا الحدث على خلفية أن الشيخ القرضاوى "أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين"! وخرج الدكتور سعد الكتاتنى، المتحدث الإعلامى التابع للجماعة ليقول: "الإخوان لم يدعوا الدكتور القرضاوى أصلاً، فالدعوة وجهها الشباب فى التحرير". "جريدة الشرق الأوسط، السبت 19 فبراير".

إلا أن الشيخ صفوت حجازى، كان له رأى ثالث، بديلاً عن دعوة الإخوان أو الشباب فى التحرير، فخرج علينا مُتحدثاً فى برنامج "القاهرة اليوم" مع الأستاذ عمرو أديب والأستاذ محمد مصطفى شردى، وقال: "الشيخ يوسف القرضاوى جه على مسئوليتى الشخصية، وأنا اللى اتصلت بالشيخ ورتبت معاه، والإخوان كان لهم تحفظ على وجود الشيخ"!! بمعنى أن الإخوان الذين شاهدناهم يمنعون وائل غنيم من الصعود على المنصة التى كان يجلس عليها الشيخ يوسف القرضاوى، ويُحيطون بالشيخ القرضاوى، كان لديهم تحفظ حول قدوم أحد رموزهم المهمين للغاية إلى ميدان التحرير!!

إلا أن الصور أظهرت خلافا حادا بين الدكتور محمد البلتاجى ووائل غنيم، حيث بدا فيها وجه الدكتور محمد البلتاجى مُتشنجاً ومُحاطاً بالكثير من الرجال فى مواجهة وائل غنيم وحده!! وقد قال الشيخ صفوت حجازى فى ذلك "حصل سوء تفاهم بين الدكتور محمد البلتاجى (الإخوان) وبين وائل غنيم! وائل غنيم فهم أن الدكتور محمد البلتاجى، مش عايزه يطلع! ومحمد البلتاجى أقسم بالله، أنه أبداً ما قالش كده، وما كانش كده إطلاقاً.." وهنا قاطعه عمرو أديب ومحمد مصطفى شردى، حيث قال شردى: "الدكتور محمد البلتاجى، هو أكثر واحد كان يهتف ويتحدث فى ميدان التحرير من يوم.. 28.. صح ولا لأ؟! وهو الذى كان يتنقل من ميكرفون إلى آخر داخل الميدان بمجموعته،.. إشمعنى البلتاحى بالذات؟ إشمعنى سوء التفاهم حدث بين البلتاجى، إلا إذا كان هو قائد اللى بيقول مين يخُش ومين ما يخُشش؟؟" فيرد الشيخ حجازى: "وائل غنيم جاء له هذا الانطباع من سوء تفاهم موجود أصلاً بين وائل وبين الإخوان!!" وقد سبق هذا الموضوع تأكيد من الشيخ صفوت حجازى بأنه هو الوحيد الذى كان مسئولاً ومُشرفاً على المنصة التى تواجد عليها الشيخ القرضاوى يومها!!

المعلومة المهمة التى أدلى بها الشيخ صفوت حجازى أيضاً، كانت عندما قال: "وائل غنيم كان بيكلمنى يوم الخميس!! وائل غنيم أنا أعرفه من سنة 2002، يعنى هو كان شغال فى الموقع بتاعى!! ووائل شخص دمث الخُلق جدا وشخص محترم وأنا أحبه.. من قبل الأحداث ومن قبل القصة دى خالص وشخص أعتز بيه وأحترمه جداً"، ويجب هنا الإشارة إلى الحديث عن "مصداقية" الشيخ صفوت حجازى من وحى ما قاله يوماً فى حوار مع جريدة الشروق المصرية "عدد الأربعاء، 27 أكتوبر 2010"، فى مسألة "إغلاق الحكومة المصرية للقنوات الفضائية الدينية"، حيث قال بالنص مخاطباً المسئولين: "بتليفون واحد تقدروا تقولولنا قولوا إيه وماتقولوش إيه، وإحنا دلوقتى فى حجركم بلاش تخلونا نروح لحجر حد تانى"!!!

وفى مسألة من قام بالثورة أو حمى تلك الثورة نشر الإخوان بين الناس رواية تعكس كيف يتسلقون، على تلك الثورة، ويفرضون رأيهم، بأنه دونهم لما نجحت الثورة، حيث يذكرون دورهم فى "موقعة الجمل"، مساء الأربعاء الموافق 2 فبراير!! ففى تلك الموقعة ينشرون أنهم هم من بذلوا فيها الدم لحماية الثورة، بينما هرب من دونهم فى مواجهة بلطجية رجال أعمال الحزب الوطنى!! ولكن بتفكير بسيط فإنهم لم يكونوا يملكون بدائل، لأن الخسارة يومها كانت تعنى اعتقالهم جميعاً، لأنهم، ورُغم أن النظام "الفاسد" ساهم فى تقويتهم أكثر من كل من دونهم فى المعارضة، أكبر خصوم النظام السابق!! إلا أنهم تناسوا أنه، وحينما كان الشباب يُفجرون الثورة ليلة 25 يناير صباح 26 يناير فى مواجهة الرُصاص الحى والمطاطى كانوا يجلسون فى مكاتبهم الدافئة يُتابعون على التلفاز ما يدور فى الميدان!! أى أن الثورة بتطوراتها لم تكن لتبدأ، لولا أن الشباب هم من بدأها!! ولكن من الواضح أن الإخوان يريدون أن تكون شرعيتهم هى شرعية "موقعة الجمل"، وأن تكون هى "ضربتهم الجوية" مثلما فعل النظام السابق الفاسد، الذى منع تفككهم وحافظ على قوتهم!!

وعلى أى حال فان التاريخ لم يعُد يُحسب بأنه من قام بجزء من التضحية هو الذى يحكُم البلاد فيما بعد، لأن الديمقراطية لا تُدار من قبل من قام بالثورة، ولكن من قبل الشعب بأكمله إن كانوا يوافقون من الأصل على مسألة الديمقراطية!! وبالتالى فإن من أبلى فى موقعة الجمل قد أبلى ويُشكر على ذلك، دون أن يُحمل أى جميل تجاه الوطن، شاء من شاء وأبى من أبى، لأن تلك حسابات، ولى زمانها ولن تعود!!

فى النهاية فإن الإجابة على السؤال: "مين اللى جاب التورتة" أو فى مثالنا هنا: "الثورة"؟ الشعب بأكمله، هو من فعل، وليس فصيلا واحدا أو مُعينا، ولن يتسلق على أكتاف الشعب المصرى، أحداً مرة أخرى أبداً، أيما كان هذا الشخص أو المجموعة!
ومصر أولاً









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة