منذ عامين كنا دائما فى حالة من القلق والخوف حتى وقبل اندلاع الثورة بأيام بسبب ما تنقله لنا وزارة الصحة عن وجود حالات الإصابة بالأنفلونزا، سواء طيوراً أو خنازير، والغريب فى الأمر منذ اندلاع هذه الثورة، واختفى هذا المرض تماما كأن لم يكن ولم نسمع أحداً يشتكى أو يلمح عنه من قريب أو بعيد، على رغم من توافر العوامل التى كانت تحذر منها دائما وزارة الصحة من عدم الانتشار فى الأماكن المزدحمة وإعلانها عن تخوفها من زيادة حالات الإصابة بهذ المرض، وخاصة فى فصل الشتاء، وعلى كلامهم هذا يساعد على انتشار الفيروس، وعلى الرغم من كل ذلك اختفى هذا المرض فجأة وبدون مقدمات يا سبحان الله.
فعلينا أن نوجه الشكر لكل من قام بهذه الثورة التى لم تحقق فقط بتغيير إسقاط نظام هش قضى عليه الزمن بل ومكافحة هذا المرض، والقضاء عليه بدون دواء أو مصل، وهذا الغريب فى الأمر، هل هذا التضخم الذى كانت تظهره لنا وزارة الصحة عن حالات الإصابة بالأنفلونزا الطيور أو الخنازير كان جزءاً من سياسة الترهيب الموجودة فى النظام، سواء الترهيب عن طريق الإعلانات المتزايدة فى وسائل الإعلام بكل أنواعها، أو عقد كثير من المؤتمرات لوزير الصحة لتحدث عنها؟؟ وبالطبع كان ذلك من أجل إثارة الشعب وإلهائه عن مشاكله وحقوقه، وكأن نظام بكل هيئاته ومؤسساته كان يعلم أن هناك يوماً يقوم فيه الشعب، ويجتمع من أجل محاربة هذا الفساد فظنوا أن أسلوب الترهيب المتبع فى النظام من المغالاة من هذا المرض يجعل الشعب ينسى همومه ومشاكله، ويجعلهم أكثر حرصاً من عدم الانتشار فى الأماكن المزدحمة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يتخيلوا أن هذا الشعب لا يهمهم، سواء وجود مرض أو لم يكن موجوداً، فإنهم وقفوا أمام الرصاص سواء المطاطى والحى وأمام القنابل المسيلة للدموع، فإن ظنت الحكومة يوماً أنها تستطيع أن تثبط إرادة هذا الشعب فإنها تعيش بعيداً عن هذا الشعب.
وكما قال الشاعر: "إذا أراد الشعب يوما الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد من الليل أن ينجلى" ولم تعرف الحكومة إن المرض إذا كان يسبب ألماً، أو فى النهاية إلى الموت، فإن الحياة بدون عدالة اجتماعية وحرية وكرامة إنسانية أشد آلما من المرض لأنها تقتل النفس، ولم يبق إلا الجسد بدون روح.
إيمان حامد تكتب: ثورة الشعب قضت على أنفلونزا الخنازير!
الخميس، 24 فبراير 2011 09:35 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة