"الناس ألوان، هدفنا نساعد كل شخص يعرف لونه" هكذا يميز شباب جامعة حلوان بين الأشخاص، مقتنعين بأن لكل شخص لونا خاصا به يميزه عن غيره من الألوان، ولذلك يجب على كل شخص أن يكتشف لونه الذى يعبر عن شخصيته، وهو الهدف الذى دفع هؤلاء الشباب لإطلاق مبادرة داخل الجامعة لمساعدة الطلبة على اكتشاف ما يميزهم الأمر الذى يشجعهم على إيجاد مجال العمل المناسب لهم.
"أحمد حازم، أحمد محمد فخرى، نبيل حسام حسن" 3 من شباب كلية الهندسة بجامعة حلوان بدأوا الفكرة فى عامهم الدراسى الثانى بالجامعة، عندما اتجهوا للتدريب على العمل فشعروا بالمسافة الهائلة التى تفصل طريقة دراستهم عن الحياة الواقعية وسوق العمل، الأمر الذى دفعهم إلى إنشاء “flickers”، أو "طيف" وهو الاسم الذى يعبر عن رؤيتهم للمشروع الذى يهدف فى المقام الأول للتعرف على قدرات ومهارات الشخص التى تؤهله للعمل والتى يشبهونها بالألوان التى يحاولون إبرازها، ثم تنميتها وصقلها بالدراسة الملائمة، وذلك بهدف تأهيل الطالب على مواجهة سوق العمل بالشكل الذى يميزه.
وعن فليكرز يوضح أحمد حازم، أحد المؤسسين للمشروع، أن الهدف من الفكرة مساعدة الطلبة على اكتشاف المجال الذى يفضلونه فى العمل، فمن الممكن أن يدرس أحدنا الهندسة ويعمل بها ولكنه يلمع على سبيل المثال فى التسويق أو الإعلان أو غيرها من المجالات التى يحاول المشروع توفيرها.
ويكمل أحمد: المشروع قائم على مجموعة من ورش العمل التى يتقدم لها الطالب ليتعرف على بعض المجالات التى لم تتوفر له الفرصة لدراستها، مثل الدعاية أو الإعلان أو التسويق أو التجارة أو غيرها من المجالات، ومن هنا يستطيع الطالب التعرف على ما يفضله، فليس من الضرورى أن يدخل أحدنا الكلية التى يبرع فيها، حيث يتحكم فينا غالباً بعض الاعتبارات الظالمة مثل "مجموع الثانوية العامة" الذى لا يعطينا فرصة الاختيار، وهو ما نحاول التخلص منه بأن نتيح للطلبة فرصة الاختيار بعد دخول الجامعة، الأمر الذى أثبت نجاحاً كبيراً العام الماضى عندما خرجنا دفعة مكونة من 100 طالب تلقوا تدريبات فى مجالات لا علاقة لها بدراستهم.
أما عن ما تستطيع أن يقدمه المشروع للطلبة يقول أحمد: "فليكرز" تقدم عدد من الخطوات لأى طالب يشارك معنا، فى بداية الأمر نعرف الطالب على المجالات المطروحة حتى يجد منها ما ياستهويه، ثم يتلقى فى هذا المجال مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل، على أيدى متخصصين تم التعاقد معهم بمساعدة الجامعة تحت إشراف الدكتور كرم عبد اللطيف، والدكتور السيد حسن شهاب عميد الكلية الذى قدم لنا يد العون ووفر لنا الأماكن وسمح لنا بالإعلان عن المشروع.
يضيف أحمد: الخطوة الثانية من المشروع هو الاتفاق مع شركات عالمية، لتشغيل الطلاب كفترة تدريب على أن ينفذ الطلبة مشروعا كاملا للشركة وتعطيه الشركة فى النهاية شهادة تثبت احتكاكه بسوق العمل، الأمر الذى يساعده على إيجاد فرصة عمل فى مكان مناسب وفى مجال يعرف أنه سيبرع فيه بعد تخرجه من الجامعة.
وعن أهدافهم التى يحلمون بالوصول إليها يقول أحمد: نجحنا بالفعل العام الماضى من نشر الفكرة، وشارك معنا عدد كبير من طلبة الكلية الذين واجهوا نفس المشكلة التى نشعر بوجودها بشكل أكبر عند ملاحظة الفرق بيننا وبين الجامعات الخاصة، وهدفنا فى المرحلة القادمة هو أن ننشر الفكرة فى جميع الجامعات التى تعانى نفس المشكلة، إلى جانب زيادة المجالات التى نقدمها للطلبة حتى نغطى معظم المجالات التى يحتاجها سوق العمل، وهو ما سيساعد فى حل كثير من مشاكل الشباب الذى ينهى دراسته الجامعية ليجد أمامه كابوس سوق عمل لا يفهم به شيئاً، ونحن الآن على استعداد لاستقبال المزيد من الطلبة لهذا العام، بعدد أن خرجنا دفعة من الشباب الذى أصبح أكثر ثقة فى نفسه وقدراته.
"الناس ألوان" مبادرة شباب هندسة حلوان للتعرف على النفس
السبت، 26 نوفمبر 2011 06:47 م