فوق سور قطعة الأرض الخالية، المواجهة لمبنى الجامعة الأمريكية فى شارع محمد محمود، جلس شاب فى الواحدة صباحًا يُراقب الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين وقوات الأمن، كان فى المشهد شباب يقفون فى الصفوف الأولى تغمرهم أضواء كشافات الإنارة من كل جانبٍ، يمسكون فى أيديهم أحجارًا كثيرة وزجاجات مولوتوف، يلقونها فى ظلام دامس تتنقل فيه قوات أمن تقذف بين دقيقة وأخرى قنابل مسيلة للدموع، وخرطوشًا، وأحيانًا طلقات رصاص حى.
جلس الشاب يتابع الموتوسيكلات التى تتحرك سريعًا لنقل المصابين من مواقع الاشتباك إلى العيادات الميدانية، ثم أخرج "قلم ليزر" ووجه ضوءه الأخضر صوب قوات الأمن ليخترق الظلام ويكشف أماكن تمركزهم فى نهاية شارع محمد محمود على جانبى الوزارة.
ثوانٍ قليلة أعقبت سقوط ضوء الليزر على وجوه قوات الأمن، حتى تغير المشهد كليًا.. كثف المتظاهرون من إلقاء الأحجار والمولوتوف على الأطراف، وجاء رد الفعل عنيفًا بقذف كميات أكبر من القنابل، وخاصة على الموضع الذى خرج منه الضوء.
يقول الشاب الذى وجّه الليزر صوب الأمن، ورفض ذكر اسمه، إن ما قام به ليس عملاً "ارتجاليًا"، لكنه تم بناءً على اتفاق بينه وبين زملائه الموجودين فى الصفوف الأمامية، الذين يتساقطون واحدًا تلو الآخر، غير قادرين على تحديد أماكن الجنود، مؤكدًا أن حيلته أثبتت فاعلية كبيرة وأربكت أفراد الأمن.
المعارك الليلية فى الشوارع المؤدية لمقر وزارة الداخلية، سواءً فى "محمد محمود" أو "يوسف الجندى" أو الفلكى"، استدعت من المتظاهرين التفكير فى حيلٍ لمواجهة اختباء قوات الأمن فى الظلام وعدم ظهورها للعيان، وإضافة إلى الليزر قام شباب من المتظاهرين ومصورون لصحف ومجلات باستخدام ضوء فلاش كاميراتهم الخاصة لكشف مواقع تمركز الجنود، وارتقى أحد المصورين، مساء أول أمس الثلاثاء، شجرة فى منتصف "محمد محمود" موجهًا ضوء الكاميرا إلى قوات الأمن، لتتكشف مواقعهم، ثم يتبع ذلك سيل من الأحجار الملقاة من أيدى المتظاهرين.
ضوء الليزر وفلاش الكاميرات، ومعهما شماريخ الألتراس والنيران التى يشعلها المتظاهرون، كلها محاولات لتحديد مواقع تمركز عناصر الشرطة حتى يتمكن المتظاهرون الواقفون أسفل أعمدة الإنارة من إلقاء الحجارة عليهم، لكن ما هو الحال بالنسبة للفوج الأول من الشباب الواقفين على خط النار، الذين اقتحموا الظلام ووقفوا بداخله على بعد أمتار معدودة من قوات الشرطة.
يقول "محمد"، 20 سنة، فور خروجه من ظلام المواجهات دامعةً عينيه من آثار القنابل، إن أكثر شىء يستثير قوات الأمن هو توجيه الأحجار والمولوتوف صوبهم من أماكن قريبة لا يرونها، مضيفًا: "إلقاء الأحجار لا يشكل خطورة علينا لأنهم لا يستطيعون تحديد مواقع انطلاقها، لكن الأزمة حين يقوم أحدنا بقذف مولوتوف، لأن الأمن يستطيع تحديد موقعنا" وتابع: "النصيحة الأولى فور إلقاء المولوتوف هى الانبطاح أرضًا والركض فى الجهة المقابلة حتى نتجنب طلقات الخرطوش التى يطلقها الأمن".
وأكد الشاب نفسه على أن أضواء الشماريخ تعرض المتظاهرين المتواجدين فى الظلام لخطر كبير لأنها تكشف مواقعهم لقوات الأمن، وقال: "يجب تحديد الوقت الأمثل لاستخدام الشماريخ حتى لا تأتى بآثار سلبية على المتظاهرين وتدعم الأمن فى مواجهتنا".
تمر ساعات الليل، ومع بزوغ الفجر تتبدل الوجوه تدريجيًا، يعود شباب من الصفوف الأمامية لينالوا قسطًا من الراحة فى الميدان، ويتقدم آخرون ليحلوا محلهم ويواجهوا خصمًا مرئيًا تشاهده أعينهم بوضوح هذه المرة.
مناورات معارك "الليل الملتهب" فى "محمد محمود".. ضوء الليزر يكشف مواقع اختفاء قوات الأمن فى الظلام.. ذكاء متظاهرى الصفوف الأولى يُربك عناصر الشرطة
الأربعاء، 23 نوفمبر 2011 10:24 م
مواجهات المتظاهرين مع الأمن
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
دليل
عدد الردود 0
بواسطة:
heba masry
وسط البلد
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر مصطفى
حسبى الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
م احمد
ايه دا
عدد الردود 0
بواسطة:
اوى
نعم نعم
اقتلوهم حيث ثقفتموهم
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنة مصرية
عجبى عليك يازمن
عدد الردود 0
بواسطة:
kicho8888
للأسف كلكم أصحاب مصالح.
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمشاوي ( الأصل )
بهدوووووووووووو ء ( ربنا ينصر شباب الثوره )