أمر هشام حاتم، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول للنيابات، بإحالة محام و7 آخرين إلى محكمة الجنايات، بتهمة إنشاء مصحة وهمية لعلاج الإدمان بأبو النمرس، بعدما وجهت لهم النيابة تهمتى احتجاز مرضى وتعذيبهم بزعم علاجهم من الإدمان والنصب على ذويهم، وتقاضى منهم مبالغ مالية نظير العلاج.
كشفت التحقيقات التى باشرها محمود عبود، وكيل أول النيابة، أن المتهمين كونوا تشكيلاً عصابياً لإدارة مصحة وهمية لعلاج المدمنين، ويتحصلون على مبالغ مالية كبيرة من أولياء أمور المرضى تخطت الـ 150 ألف جنيه مقابل علاجهم، وذلك بعد إيهامهم بأنهم أطباء، ثم يقومون بتوثيقهم بالحبال والتعدى عليهم بالضرب وصعقهم بالكهرباء
كانت البداية عندما تقدم شاب ٢٧ سنة ابن رجل أعمال فى الجيزة، ببلاغ إلى قسم شرطة أبو النمرس، أكد فيه أن أصحاب مركز لعلاج الإدمان فى أبو النمرس حضروا إلى فيلا والده وأقنعوه بأنهم متخصصون فى علاج ضحايا الإدمان، ويمتلكون مركزاً متخصصاً ومجهزاً واشترطوا على والده أن يتوجه ابنه بمفرده معهم إلى المكان وألا يزوره أحد خلال ٣ أشهر.
وأضاف الشاب فى بلاغه أنه استسلم للأمر وفوجئ بمجموعة من الشباب أعمارهم تتراوح ما بين ١٦ و٣٥ سنة من النزلاء والمرضى داخل المركز وأنه غير منظم بالمرة وبه روائح كريهة وحوائطه بها شقوق ويقع فى منطقة زراعية وأنه منزل مكون من طابقين.
أضاف الشاب فى بلاغه أن القائمين على المركز اعتدوا عليه بالضرب وعذبوه بتوصيل تيار كهربائى إلى جسده وأوثقوه بالحبال واتهم أربعة عاملين فى المركز بالتعذيب البدنى والنفسى.
تشكل فريق واستصدر إذن من المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول، لمداهمة المكان والتحقق من صحة البلاغ وانتقل فريق من الشرطة بإشراف العميد محمد زيد وضم المقدمين سعيد عابد وأحمد مبروك والرائد أحمد زاهر إلى محل البلاغ.
ظهرت المفاجأة عندما وصل رجال المباحث إلى المكان وتبين أنه مغلق بالجنازير من الخارج وكل نوافذه مغلقة بالحديد ولا يمكن الخروج منه تحت أى ظرف وفوجئوا بأصوات استغاثة من داخله تصرخ من الألم.
كما عثر رجال المباحث على ١٩ شاباً حالتهم الصحية سيئة وبعضهم تفوح منه رائحة كريهة فألقى القبض على ٤ من أصحاب المركز والعاملين به وبإخطار النيابة خرجت للمعاينة وعثرت على أدوات تعذيب من بينها شوم وحبال وأسلاك كهرباء كما عثرت على أدوية وأقراص وحقن يشتبه أنها مدرجة فى جداول المخدرات وغير مصرح باستخدامها إلا بإشراف طبى وبتذكرة من طبيب متخصص.
كان اللواء أسامة المراسى، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن السادس من أكتوبر السابق، تلقى العديد من البلاغات، مفادها إدارة محام وعاطلين وطالب مصحة وهمية لعلاج الإدمان بأبو النمرس دون الحصول على تراخيص، وبتكثيف التحريات تبين صحة المعلومات، فتم إعداد الأكمنة واستئذان النيابة والقبض على المتهمين.
أكد المجنى عليهم من المرضى أمام رجال المباحث أن المتهمين كانوا يمارسون عليهم العديد من ألوان العذاب عن طريق توثيقهم بالحبال تارة وصعقهم بالكهرباء تارة أخرى، إضافة إلى النصب على أسرهم بالاستيلاء على 150 ألف جنيه عن كل ضحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة