قال المفكر العلمانى، الدكتور كمال زاخر، إن حادثة الإسكندرية التى وقعت ليلة رأس السنة وراح ضحيتها عشرات المواطنين من المسلمين والمسيحيين، أزالت الغبار من على الجوهر المصرى، وأثبتت مدى الترابط والإخاء الذى يجمع بين أفراد الشعب فنجدهم جميعا قد أدمت قلوبهم لهذا الحادث البشع.
وأضاف زاخر خلال اللقاء الذى عُقد مساء أمس الأحد بقصر الأمير طاز وجاء بعنوان "دور التنوير والمثقف فى مواجهة الإرهاب"، أن تلك الأحداث كانت بمثابة صفعة على وجه كل من يريد تفتيت الأمة والنيل من وحدتها.
وأشار إلى أن هناك عوامل من شأنها التحريض ضد نظام الدولة بأكملها وليس المسيحيين فقط ومن أبرز تلك العوامل خطباء المساجد والكتب مجهولة المصدر التى تفترش الساحات والأرصفة.
وأوضح أن مشكلة المثقف الحقيقية تكمن فى انه يتحدث لغة خاصة بالصفوة فقط فيفقد تأثيره على المواطن البسيط على عكس رجال الدين الذين استطاعوا أن يستقطبوا العامة ويؤثروا فيهم من خلال كلماتهم السهلة والبسيطة.
وأشار زاخر إلى أن أزمة الأقباط الحقيقية بدأت عام 1972 مع أحداث الخانكة، وعلى الرغم من أن الدكتور الراحل جمال العطيفى قدم تقريرا لمجلس الشعب يوضح بعض الخطوات التى من شأنها وأد حالة الاحتقان الطائفى فى مصر إلا أنها لم تنفذ حتى الآن .
وطالب زاخر بحجب كافة القنوات الدينية الإسلامية والمسيحية قائلا إن الدين محله دور العبادة وإذا انتقل إلى الفضائيات سيفقد قدسيته، وأضاف زاخر أن الخطاب الدينى المسيحى انعزالى بطبيعته فكلما تدين المسيحى انسحب من مجتمعه وانكفأ على ذاته، كما دعا إلى ضرورة وضع قانون يعيد المؤسسات الدينية إلى إطارها الصحيح المنوط بها.
وقال المفكر الدكتور صلاح قنصوة، إن النظام التعليمى فى مصر يعتمد بشكل أساسى على التلقين ويفتقد حرية الاختيار لذلك من الصعب أن نطلب من المثقف أن يكون مشاركا فى الأحداث وله دور.
أما الدكتور محمد حافظ دياب أستاذ الدراسات الأنثروبولوجية، فقال إن هناك 3 أنواع من الثقافات هى السبب فيما يحدث وهم الثقافة النفطية وثقافة الدولة المتسلطة وأخيرا الثقافة الأصولية، مشيرا إلى أن خطورة الثقافة الأخيرة تكمن فى رغبة بعض الأصوليين لتغيير قيم المجتمع وإحلال قيم أصولية بدلا منها، وهذا للنيل من حضارة مصر وتاريخها.
وتوقع دياب أن تساهم التجربة الديموقراطية القائمة على فكرة التعددية فى القضاء على الإرهاب الآن، رافضا أن يتم تصنيف المصريين لمسلمين وأقباط قائلا إننا جماعة مصرية تاريخية تعيش على أرض واحدة والقول بعنصرى الأمة أكذوبة يروج لها أصحاب المصالح.
فى حين قال المؤرخ عاصم الدسوقى، إن الديموقراطية أصبحت كلمة سيئة السمعة وذلك من كثرة الأفواه التى لاكتها، مطالبا بأن يتم استبدال دولة الديموقراطية بدولة القانون والتى تستطيع تنظيم كل شىء فى ضوء محددات الثواب والعقاب.