شريف حافظ

لغو ائتلاف المعارضة المصرية

الخميس، 02 سبتمبر 2010 07:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت جريدة "المصرى اليوم"، فى مسألة استقبال القذافى لحسناوات إيطاليات، عرض عليهم العقيد الإسلام، "أن كل مُشاركة تلقت مبالغ مالية لقاء حضورها".. وقالت مُشاركة فى هذا اللقاء، بأن "الأمر كان مملاً لنا، القذافى لم يكن يعرف أنه دُفعت لنا أموال وإلا ما كان قبل أن يستقبلنا"، وقد طُلب من الفتيات ارتداء ملابس مُحتشمة، وقيل لهم بألا يتحدثن إلى الصحفيين عن اللقاء وإلا فإنهن لن يتقاضين مقابلا ماديا، وقد قال العقيد فى هذه المقابلة بأن الإسلام يجب وأن يكون دين أوروبا بأسرها"!

وتكتب الصُحف العالمية كثيراً حول ما تدفع العائلة المالكة القطرية، أو تعرض لتدفع، من ملايين تصل إلى مليارات من الأموال الأجنبية، فى شراء مُنشآت دولية شهيرة. وقد عرض أمير قطر فى خبر نُشر العام الماضى فى مجلة الأعمال الفرنسية الأسبوعية "شلنج"، شراء فندق الأليزيه الشهير بباريس (غير قصر الأليزيه)، لقاء مبلغ 400 مليون يورو (حوالى 2800 مليون جنيه مصرى)!! ويسخر بعض البريطانيين، من مسألة الأموال القطرية المُنهالة على بلادهم، بتسمية العاصمة البريطانية لندن، "بلندوحة Lon-Doha"!!

وبينما ذلك هو الوضع بالنسبة لقادة دولتين عربيتين، فإن هناك شرخاً مُستمراً فى العلاقات العربية - العربية! هذا الشرخ، كان متواجداً منذ ما قبل استقلال تلك الدول، ولكنه يتفاقم يوماً بعد يوم، والحقائق تطغى على صور المُجاملات وقمم "القاع" التى تُعقد من وقت لآخر. وهذا يحدث فى ظل وجود أزمة مالية صعبة من قبل الحكومة الفلسطينية فى رام الله، فى ظل عدم دفع دول عربية لالتزاماتها المالية حيال السلطة الفلسطينية، مما جعل الدول الأجنبية، لا تهتم بدفع مُستحقاتها أيضاً. وقد طالب الرئيس الفلسطينى بتلك المُخصصات ثلاث مرات خلال شهر، إلا أنه لا حياة لمن تنادى!

كل هذا يحدث فى عالمنا، وهو جزء من سيل من الأحداث الغثة فى العالم العربى، ثم نقرأ فى جريدة "المصرى اليوم"، بأن "ائتلاف المنظمات المصرية والوطنية للتغيير يرد على زيارة مبارك لواشنطن بمؤتمر صحفى"، وأن الجمعية الأمريكية الإسلامية ستعقد مؤتمراً صحفياً تحتج فيه على المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لانتقاد الدور الذى يلعبه الرئيس المصرى والعاهل الأردنى". وهنا أتوقف، لأتساءل عن مدى قوة "النظارة" التى يرتديها هؤلاء جميعاً بينما يفعلون ما يقومون به؟!

فكون المعارضة المصرية، أياً كانت، فى مصر أو خارجها، تنتقد النظام المصرى فيما يتعلق ببيعه الغاز بسعر بخس لإسرائيل، حيث أنه مورد مصرى؛ أو كون تلك المعارضة، تعترض على توريث الحُكم؛ أو كون تلك المعارضة تعترض على الأوضاع الداخلية فيما يتعلق بتساقط البنية التحتية أو سوء الحال الاقتصادى أو أى شىء من هذا القبيل، فإن الأمر هنا يُصبح أمراً مألوفاً ودوراً أصيلاً من أدوار المعارضة المصرية! أما أن تتعاون المعارضة المصرية مع القوى المناوئة فى المنطقة، التى من مصلحتها ألا تُحل القضية الفلسطينية من الأصل، حيث يحيون على أوجاع الفلسطينيين، أو أن يدعموا انشقاق الصف الفلسطينى، ويقفوا خلف حماس فى ضرب التوحد الفلسطينى أو يقفوا ضد الدور المصرى التاريخى فى تلك القضية، فإن الأمر هنا يختلف! فهناك فارق شاسع ما بين النظام والدولة المصرية من جانب ومصالح مصر البلد التى نملكها جميعاً من جانب آخر!

لقد كان بإمكان حماس أن تهاجم الإسرائيليين فى أى وقت آخر، ولكنها اختارت هذا الأيام السابقة، ليس فقط لأنها لا تريد السلام، ولكن لتجعل إسرائيل تبدو للعالم وكأنها الأكثر مُسالمة، من الفلسطينيين، حتى لو كان هذا الأمر كذباً، لأن حماس دوماً تلعب فى صالح إسرائيل! فلا يجب وأن ننسى أبداً، أن الإخوان المسلمين أقاموا حماس "لتفتيت" المقاومة الفلسطينية، رغم زعمهم أنهم أرادوا ذراعاً دينية فى الصراع. لقد حولوا الصراع إلى صراع دينى، لأن الصراع الدينى لن ينتهى أبداً!! وبالتالى من الطبيعى أن تفعل حماس ما قامت به، ولكن ما هو الهدف الذى يفعل من أجله الائتلاف المصرى المعارض، إن كان أساساً معارضا، ما يقوم به؟ لا يوجد إلا تفسيرات لا أحب أن أنزلق إليها، لأنها واضحة غاية الوضوح!

قبل أن تكلمنا تلك المعارضة عن إلغاء دور مصر فى القضية الفلسطينية، عليها أولاً، أن تطرح البدائل لعدم وجود هذا الدور ولتضامن العرب، كى يكون من الممكن أن يتحدثوا بشكل منطقى فى هذا الأمر! كما أن عليها ألا تعمل على تغييب المواطنين المصريين، ولكن توعيتهم لحقيقة الصراع وأن إسرائيل تتحجج بأمثالهم فى حال الفشل، رغم أنها هى من يتسبب فى توقف المفاوضات! وعلى المعارضة المصرية أن تطرح تلك البدائل، بعد أن تُكلمنا عن الحال العربى ومسألة نشر الإسلام فى أوروبا مع الزعيم القذافى، ومحاولة تقوية التعليم والثقافة والوعى فى العالم العربى، بالحصول على منح الأمير القطرى للدول الأجنبية، وبخلق تضامن عربى بدلاً من الحال التى نحيا اليوم وكل يوم من تشرذم!

إن ما تقوم به تلك المعارضة التى تريد إلغاء دور مصر البلد فى دعم "الممكن" اليوم على مستوى الصراع العربى - الإسرائيلى، إنما هو لغو وليس كلاماً ذا مغزى، وربما يأتى من حالة فراغ يُعانونها، لأنهم يشعرون أن مصر خالية من المشاكل!! وكنا نتصور أنهم سيطرحون حلولاً لمشاكل مصر الحقيقية، بدلاً من ترك مُعضلات القُطر المصرى كلها والسعى فى ترسيخ تراجع دور مصر! لقد خرج ائتلاف المعارضة المصرية ولم يعد، وما مقالى هذا إلا تعبيراً عن غضب مما يقومون به، فيما يتعلق بتركهم دورهم الأصيل!
*أستاذ علوم سياسية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة