شريف حافظ

جماعة الإخوان المصريين

الإثنين، 13 سبتمبر 2010 07:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا لو أن ما نشأ سنة 1928، كانت جماعة اسمها "جماعة الإخوان المصريين"؟ ماذا لو أنهم حضوا من وقتها على فكرة "المواطنة" بين جميع المصريين دون تفرقة ودون قتل ونسف للآخر؟ ماذا لو كانت تلك الثقافة تمكنت منا، حتى أصبحت حقيقة اليوم، حيث لا تفرقة بين مصرى وآخر، على أى أساس، سواء كان دينيا أو أيديولوجياً؟ ماذا لو كانت تلك الروح عاملاً طبيعياً فى تكويننا، وليس أمراً طارئاً، يظهر فقط فى الأزمات التى تخص البلاد ككل؟

أعتقد وقتها، لم يكن ليظهر فى مصر تطاحنات طائفية تستهدف المزايدات، حول من الذى يمتلك الإيمان الأكبر، رغم أن الناس، كل الناس، على مستوى الكرة الأرضية، ليس بيدهم الحساب الأخير! ولكننا نترك كل شىء، ونتمسك بالفتات، لأننا نظن، بعيداً عن النصوص، أننا نعمل من أجل المولى عز وجل. وقد سمعت الشيخ الجليل، أسامة القوصى، وهو يتكلم عن أن المسيحى هو أخو المسلم فى مصر! تلك هى فريضة، دينية ووطنية، ولكن الكثيرين منا، وللأسف، يستشهد بالدين، بشكل إنتقائى! وحين يتهم، يتهم بشكل تعميمى! وكنت أظن، أن فى كل طائفة، أياً كانت، عُصاة، كما أن هناك صالحين، فإذا بمن يفعل أعمالا، تدعى فى باطنها، أن هناك من هم أحسن من غيرهم، لا لشىء، إلا لانتمائهم لدين ما! فأين التقوى، هاهنا؟

إنى أكره الكلام الإنشائى، الذى يقول به الكثير من المصريين، حول سكن "السيد ألبير" فى عمارتهم قديماً، وأنه كان راجل "زى العسل" أو الحديث عن "أبلة أيرينى"، وكيف كنا نأكل جميعاً طهوها على مائدة عائلتها!! أكره تلك الحكايات، لأنها تتكرر بشكل غريب، وكأننا جميعاً "كنا وكان"، والأمر ليس كذلك! فوفقاً للشيخ أسامة القوصى، وهو شيخ مسلم جليل ومعروف، أننا أخوة وتلك وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام، بالخير لأقباط مصر! فلما، لا نرى هذا فى وصايا رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، بينما نرى غيره؟

إن الأقباط هم أصل مصر، قبل قدوم العرب إليها وقدوم العرب، أدخل الإسلام إلى مصر، فامتزجت الدماء فى شعب واحد! والحديث إما حول أن مسيحى مصر، ليسوا أصحاب بلد مثل المسلمين الذين هم أغلبية، أو أن العرب الذى اختلط نسبهم بمسيحى مصر، جاءوا غازين، وبالتالى، فإنها ليست بلد المسلمين من المصريين، إنما هو حديث يدل على التأثر بمن يريد لمصر الشر، ويجب أن ينتهى هذا الحديث، لأنه لا يوجد بلد فى العالم كله، لم يختلط فيه نسب قاطنيه الأصليين، بنسب غيرهم، ممن وفدوا عليهم!! إن هذا الحديث، لهو حديث مراهق، لا يمكن وجوده فى المجتمعات الناضجة، وإذا ما حدثت شخصاً فى الخارج حول هذا الحديث فيما يخص بلاده، سيضحك عليك، ويعتبر أنك تقول مزحة، إلا النازيين والفاشيين، ممن يمتهنون تلك الأحاديث، وهى لا يمكن أن تمت لنا نحن بصلة، ونحن مسلمون ومسيحيون، ندعو للتسامح!

لذا، وعندما طالبنى مجموعة من الأصدقاء، إلى الاشتراك معهم فى "جروب على الفيس بوك"، تحت اسم "الإخوان المصريين"، رحبت، لنقف ولو فى المجال الافتراضى، أمام اعتقاد الكثيرين بأن الدين يُعادى الوطن والعكس! لأن هذا الكلام ليس صحيحاً. فالدين لا يُعادى أوطانا، لأنه يريد المزيد من المُريدين، والوطن لا يُعادى أديانا، لأنه يريد الاستقرار والأمن والآمان لمواطنيه! وبالتالى، فإن فكرة استعداء الوطن، كان يجب وأن تواجه فى ظل تلك الفوضى العارمة التى نحياها!

نعم!! إنه جروب على الفيس بوك، وأعرف أن الكثيرين يرون أن العالم الافتراضى ليس له تلك الأهمية التى للحياة الحقيقية، ولكن بعد أن أقام أوباما حملته الانتخابية من على الفيس بوك، وقام موسوى فى إيران بحملته فى نفس الموقع الافتراضى، أصبح هذا الكلام غير حقيقى، لأن ما هو فى ذاك العالم، إنما هو توعية لما هو سيترسخ كثقافة فى المستقبل! ونحن لا نريد إلا السلام بين كل المصريين، فى ظل حوار محترم، رغم الاختلافات، وفى ظل احترام الجميع لبعضهم البعض، حتى نبنى وطناً، لا أن نهدمه!

جماعة "الإخوان المصريين"، لا تُعادى أحداً فى الوطن ولا تُعادى ديناً فيه. فكيف لجماعة "تطمح" فى جمع كل أفراد الوطن تحت مظلتها، وتحتمى بتلك الوحدة أن تُعادى أحداً أو ديناً؟ إن أساس هذه الجماعة، إنما هو الحب، والاتحاد معاً باحترام كل معتقدات المصريين، لأن وحدة المصريين قوة، وقوتهم قوة للوطن!

إنى إذ أكتب هذا المقال، إنما أؤكد على أننا جميعاً شعب واحد، بغض النظر عن اختلاف الأديان والأيدلوجيات والأفكار، وهو أمر طبيعى أن نختلف، لأن الله خلق لنا عقولاً تفكر، وكلُ يفكر وفقاً لتجاربه ليصل فى النهاية إلى أفكاره الخاصة وبالنقاش نتقارب، لنبنى وطناً واحداً لنا جميعاً! نعم! نحن الإخوان المصريين!!

• أستاذ علوم سياسية








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة