عصام شلتوت يكتب:الحلم العربى تحت وطاة المدرعات والقناصة

الخميس، 26 أغسطس 2010 12:40 ص
عصام شلتوت يكتب:الحلم العربى تحت وطاة المدرعات والقناصة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



ما هذا الذى يحدث بين الشعوب بسبب كرة القدم، وهل ما يحدث سببه الكرة فقط وهل أصبحنا نشعر بداخلنا بأن الحب اللى كان هو الحلم العربى يحتاج إلى حماية تصل إلى حد حراسات مدججة بالسلاح.. والعتاد؟!

الإجابة بالطبع تحتاج تفسيرات عديدة، خاصة بعدما أصبحت الانتصارات العربية علاجا لصداع الانكسارات، وأيضا لأن الفخر بالفوز على ابن عمى.. وعمى أصبح دليلا على نجاح الآخر سواء هنا أو هناك فى القاهرة وعموم مصر أو فى الجزائر العاصمة والجزائر الدولة!

المشهد الذى لن يكون الأخير فى استقبال بعثة الأهلى فى الجزائر ثم ما حدث وأتوبيس الفريق الأحمر فى الطريق إلى ولاية تيزى أوزو معقل فريق الشبيبة من حادثة اعتداء، دائما فى عالمنا العربى نسميها حادثة فردية من فرد موتور.. وفى أغلب الأقوال مهووس!
تلاه مشهد وصول بعثة الشبيبة إلى القاهرة فى ظل حراسة أمنية مصرية غير مسبوقة حتى فى استقبال دول.. ومش عرب كمان اضطر لها الأمن المصرى كنوع من رد مهاوييس الكرة عما يفكرون فيه من ردع المنافس أو الضغط عليه معنويا قبل مياراة كرة قدم!

يا لهول المشهد سيارات أمنية من كل طراز وحجم.. وقناصة وطرق آمنة وخطط بديلة؟!

قاتل الله الكرة التى جعلتنا نحن العرب "فرجة" أمام العالم.. ولم تجعلنا أصحاب مستوى راق يستطيع العالم أن "يتفرج" أو يشاهد ما يمكن أن يقال عنه فن كروى عربى، مصريا كان أو جزائريا.

الأمن.. والأمن وحده يدفع كلفة هوس مشجعو الكرة.. واحتيال الكرويين، وإسنادهم أسباب إخفاقهم إلى ضرب الجماهير للفرق .. أو محاولتها.

لأن الإعلام، أو بعضه هنا وهناك ينقل فيروس التعصب مجامله لفريق بلاده عبر التشهير والنفخ فى الأحداث التى تحدث مثيلاتها فى بلاد أخرى، المواطنون الكرويون فيها راضون بالواقع يعرفون تمامامستوى فرقهم، ولديهم الكثير والكثير ليعبروا عن أنفسهم من خلاله بخلاف انتصار هنا وآخر هناك كرويا، بالطبع يمحو كما ذكرنا إخفاقات عديدة فى منافق أخرى للحياة اليومية لهذا المواطن.

مشاهد أظن أنها ستظل عالقة فى ذاكرة الأوطان.. وأزمات كروية تنال من رصيد الحب بين الأشقاء وأبناء العم، يريدها ساكبو الزيت على نار الكرة مشتعلة، لا تنطفئ ولا تنتهى، وأظن أيضا أنها لن تنتهى بهذا الكم من الحراسة والتأمين؟!

الأكثر إثارة.. والأغرب فى هذه المشاهد ان مسئولى الدولة مضطرين للقيام بهذا النوع من التترتيبات، وإلا فالاتهام جاهز بالكرة من الكراهية، والاستهانة بالأخوة.
حقيقة يفعلها الكرويون، ويقع فيها المواطنون والمسئولون، ويدفع ثمنها وطن محاط بالكثير من المخاطر، لم تكن كرة القدم إلا حالة يمكن من خلالها التقارب وزيادة مساحة الود، لكن أن يحل السلاح والخطط الأمنية مكان الورود وأخوة الوفود فهذا ما كان يجب أن يكون مرفوضا، لأن الحب لن تتأجج مشاعره، وتظهر فوائده تحت وطأة المدرعات والقناصة.
























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة