القمح أوقف سكينة فؤاد عن الكتابة بالأهرام

الجمعة، 20 أغسطس 2010 02:21 م
القمح أوقف سكينة فؤاد عن الكتابة بالأهرام الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"مصر بتغرق وبتعانى كأنها تحت الاحتلال، وكل يوم بتزيد الضلمة والفقر والعطش، وتحولت مصر لدولة تستجدى قوتها ولا تجرؤ على المطالبة بحقوقها، والسبب أن المسئولين الذين خلف عجلة السياسات يزيدون الظلام يوما بعد آخر؛ لأن مصر يحكمها من ليس على قدرها"..
بهذه الكلمات وصفت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد الوضع الذى نعيشه خلال حوارها مع الزميل جابر القرموطى فى برنامجه "مانشيت" على "أون تى فى" مساء أمس الخميس، والذى دار حول أزمة القمح والمعاناة التى يتعرض لها المصريون من النقص الحاد فى رغيف الخبز.

وطالبت "فؤاد" النائب العام بسرعة التدخل والتحقيق فى إهدار المال العام على حد قولها، فيما يخص مشروع "صندوق التكامل المصرى السودانى لزراعة القمح"، والذى أعد خبراء البلدين بشأنه العديد من الخطط والدراسات، وقدمت السودان الأراضى الزراعية بالمجان لمصر لزراعة القمح كى يكفى الإنتاج احتياجات الدولتين والتصدير لباقى الدول العربية والأفريقية، مضيفة أنه بمجرد إرسال الأبحاث والدراسات إلى مقر الصندوق فى القاهرة تمهيدًا لتنفيذ المشروع واقعيًا، قامت قوات أمن مصرية بالهجوم على مقر الصندوق، وتم السطو على الأبحاث والدراسات الخاصة بالمشروع، ولا أحد يعلم مكانها حتى الآن، وكان ذلك فى الثمانينيات، فترة تولى يوسف والى وزارة الزراعة.

وكشفت "فؤاد" أنها توقفت عن الكتابة بجريدة الأهرام بعد أن بدأت حملة صحفية للدعوة لزراعة القمح فى مصر، وكانت تهدف إلى تبصير المسئولين بما يعانيه المصريون، وقدمت ثروة من المعلومات حول زراعة القمح وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتى منه، لكنها فوجئت بأسامة سرايا، الذى كان تولى رئاسة تحرير الأهرام حديثًا، يقول لها إن الحملة سببت ضيقًا للمسئولين وتثير الرأى العام، وعليها أن تتوقف عن الحملة، وبعد ذلك وصلها خطاب بعدم المد لها للعمل فى الأهرام، وأضافت:
للأسف نحن فى مصر نترك المشكلة فى يد من لا يفهمها وغير القادر على حلها، وتركنا أزمة القمح والقطن فى يد تتجه إلى زراعة الكانتلوب والفراولة لتصديرها حسب تصريحات وزير الزراعة التى تعتبر زراعة القمح موضة قديمة مثل الطرابيش وأن استيراده من إسرائيل أفضل.

وأوضحت أن يوسف والى، وزير الزراعة الأسبق، بمجرد توليه منصبه فى 28 يناير 1983 قدم وعدًا للمصريين بأنه سيتم تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح بعد 3 سنوات، ولكن بعد ترقيته إلى منصب نائب رئيس الوزراء وأمين عام الحزب الحاكم قال إن تحقيق الاكتفاء الذاتى تحقق بالفعل بعد أن تمت زراعة الكانتلوب والفراولة، ويتم استيراد القمح بسعرهما مما لا يمثل عبئا على ميزانية الدولة، وتساءلت: كيف يتم الاستعانة بخبراء إسرائيليين لتطوير زراعة القمح فى مصر التى كانت رائدة الزراعة فى العالم؟ ولماذا لا يتم التطبيع إلا فى الزراعة فقط؟ وأكدت أن وجود الفائض من الغذاء من أهم مقومات الحضارة والاستقرار ورقى العقل والفكر والعلم وتحقيق المدنية.

وأكدت على أن قضية الغذاء بمثابة قضية أمن قومى، بعد أن تحولت مصر إلى أمة تستجدى قوتها فى الوقت الذى زرعت فيه دول مثل السعودية وسوريا القمح وحققتا الاكتفاء الذاتى، مشيرة إلى أن سوريا بمجرد تهديدها من قبل أمريكا بقطع القمح عنها أصدرت قرارًا جمهوريًا بتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحصول، واهتمت بالعلماء والباحثين، بل واستوردت خبرات مصرية، كما زرعت القمح بشتلات مصرية.
أضافت أن الظلام الذى يعانيه المصريون فى الحر والصيام بشهر رمضان سببه السياسات الفاشلة لمن لا يستفيدون من القوة الحقيقية والموارد الطبيعية والثروات البشرية.

وتساءلت: لماذا لا يصدر أمر رئاسى بأن تكون ربع الأرض الزراعية فى مصر مخصصة لزراعة القمح؟ ولماذا لا يرفع شعار القمح قضية وطنية؟
مضيفة أن الظلم لا يقع فقط على المواطن الذى لا يجد رغيف الخبز، لكن على الفلاح الذى اضطر لزراعة محاصيل مثل اللب والفراولة وعندما يزرع القمح لا يجد من يشتريه.

وأشارت إلى أن 3 ملايين فلاح يعانون من السياسات الفاشلة للزراعة فى البلاد، وكشفت عن العديد من الأبحاث والدراسات التى أعدها خبراء مصريون لتوفير زراعة القمح مثل الدكتورة زينب الديب وغيرها من الدراسات التى نجحت فى الوصول لطريقة زيادة معدل الإنتاج، وعودة زراعة القمح والقطن المصرى، وزيادة إنتاجية المحاصيل الأخرى بنسبة 30%، ومضاعفة إنتاج اللحوم والدجاج والسمك عن طريق زيادة الإنتاجية مع توفير المياه المستخدمة.

وأوضحت أن أحد أهم أسباب أزمة الزراعة فى مصر غياب المجالس النيابية والرقابية التى تحاسب الحكومة، مشيرة إلى أن المؤرخ المصرى الدكتور جمال حمدان أكد أن 24 مليون فدان صالحة للزراعة فى الساحل الشمالى والخزان الجوفى بالمنطقة يكفى لزراعة تمتد لـ30 سنة، مؤكدة على ضرورة أن يصبح المشروع القومى للقمح واجبًا وطنيًا يشارك فيه المصريون قولا وفعلا عن طريق الاكتتاب.

واعترفت أن المعارضة المصرية تتحمل جزءًا من تضخم مشكلة الزراعة فى مصر، فلو كانت المعارضة لديها قوة ووحدة وبعيدة عن الصراعات الداخلية لأصبحت مصر تمتلك رؤوس حربة ضاربة وقوية.

ومن جانبه قال الدكتور نادر نور الدين، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن القمح من أقل الحاصلات الزراعية استهلاكًا للمياه، سواء بالرى بالغمر أو الرش، إضافة إلى أنه محصول شتوى تتوفر مياه الأمطار وقت زراعته، منتقدًا السياسة المتبعة فى زراعة 450 فدانا فراولة وكانتلوب.

وأشار إلى أن مصر لديها خلل فى الزراعة فى الموسم الشتوى، فنزرع محصول القمح على مساحة 2،5 مليون فدان، فى الوقت الذى نزرع فيه البرسيم على مساحة 3،5 مليون فدان، ولو عكست هذه المساحات وأضيف إليها زراعة نصف مليون فدان فول ومثلهم عدس وبنجر سكر سوف توفر مصر الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة