قادمون لننهض بأمتنا تحت شعار "حى فى قلوبنا يا رسول الله" و"التنمية بالإيمان" هكذا أطلق عصام حمدى – الداعية الإسلامية – مشروع "قادمون" الذى سيوجهه إلى الشباب فى برنامجه المقبل على قناة خليجية، ويستهدف من خلاله إعداد شباب قادة قادرون على إدارة المشروعات مستشهدا بمنهج سيدنا محمد مع الصحابة، والذى أخرج للأمة الإسلامية شبابا مسئولا قاد حملة النهضة والتنمية وواصلوا طريق رسول الله.
ويتحدث عصام عن مشروعه قائلا "أستعد لهذا المشروع منذ حوالى 10 سنوات مع بدايتى فى مجال الدعوة بعد حصولى على دبلومة من معهد الدراسات الإسلامية، ومعهد إعداد الدعاة ـ قدمت خلالها العديد من البرامج التى كنت أتناقش فيها مع الشباب، واكتشفت أن المشاكل التى يواجهها الشباب تحتاج إلى إدارة سليمة لحلها، وبالنظر إلى أنسب الطرق التى تؤهلنا للتعامل مع الحياة، لم أجد أفضل من تربية الرسول لأصحابه، وبالفعل كثفت بحثى وركزت على ما كان يفعله سيدنا محمد مع الصحابة فى دار الأرقم بن أبى الأرقم والذى سنجد أن كل من كان فيه هم اللذين حملوا راية الإسلام فيما بعد، والذين لم يرتد أحد منهم بعد وفاته".
ويضيف "يمتلك الشباب نشاطا كبيرا وحماسا مع ظهور أى حملة أو مشروع تنموى لكنهم سرعان ما تنخفض هذه الحماسة مع مرور الوقت أو اختفاء قائد المشروع نفسه وذلك بسبب أن الشباب يدخل المشروع كأعضاء لكنهم لا يكونوا كلهم فاعلون به، فيصبحون مستمعين أكثر منهم ممارسين ومنفذين، أهدف إلى خروج جميع الشباب من هذا المشروع قادة قادرون أن يديروا مشروعا لوحدهم، ويعد قائدا يعز الإسلام دون أن يتراجع".
يوضح عصام، إن المنهج الذى استخدمه الرسول مع أصحابه اعتمد على "جانب نظرى وعملى" قائلا "كان حديث الرسول مع الصحابة مبنى على أساس القرآن، شارحا لهم الثواب والعقاب وجزاء كل التصرفات، يرسخ القيم الأخلاقية مثل العدل والرحمة والإحسان والمساواة وعدم الظلم، يحكى لهم قصص السابقين من التاريخ والذى كان يخبره بها الله من خلال القرآن، فأصبحت لديهم رؤية كاملة، كان سيدنا محمد يحثهم على الصلاة وقيام الليل الذى فرضه الله عليهم عام كلما قبل الإسراء والمعراج وكان الصحابة ملتزمون لدرجة تورمت أرجلهم، حتى خفف الله عنهم بعد ذلك ولم تعد فرضا، ورغم ذلك فقط واظبوا على قيامها وبذلك نخرج بقيمة الالتزام الذى هو أساس القائد".
وقال الداعية عصام حمدى، إن الشباب القادة موجودين لكنهم "مستخبيين" على حد قوله، واعتبر أن "قادمون" هم اللذين اصطفاهم الله ليقوموا بمهمة الإصلاح والنهضة للأمة.
وأضاف: "عايز أغير مفهوم حب النبى الذى يردده الناس لكنهم فى الوقت ذاته لا تتفق تصرفاتهم مع هذا الحب، فمن يدخن السجائر أو من يكتفى بالصلاة والصيام فقط كفروض دينية لا يتطابق مع كلامه عن حب النبى، فالرسول أكد أنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لذا إذا أردنا تأكيد حبنا له علينا أن نخطو خطاه ونعيد القيم الذى دعانا إليها".
وقال عصام، إنه يستهدف الشباب غير المتشدد الذى قد لا يستهويه الحديث فى الدين، ويقول "هؤلاء الشباب لا أحد يصل إليهم بطريقة مناسبة، أريد أن أقدم لهم فى هذا المشروع الجانب العقلى الذى يجعلهم يستمعون لى، إلى جانب الجانب العملى لتنفيذ ما نقوله فالشباب يحتاج إلى الأمل ليخرج من كمية اليأس المسيطرة عليه والتى تجعله لا ينظر إلى مواهبه، وأنا صغير كنت أذهب فى رمضان إلى الجامع وبعدها أرجع العب وأهزز ، عادى، وأجلس فى الخيم، وكأنى لم استفد بالكلام الذى استمعت إليه، لذا فالتغيير لن يأتى بمجرد الكلام وإنما بالتنفيذ، فمثلا لو أردت أن تخرج من كابوس البطالة سنتحدث عن المشروعات الصغيرة التى يستطيع البدء بها، والقبول بتغيير مهنته، فعلى الأقل يستطيع الإنفاق على نفسه وقد تحقق المهنة الجديدة له ذاته".
ويركز عصام على دور الأسرة فى المشروع قائلا "غرس القيم فى الأطفال منذ صغرهم سيسهل كثيرا ما سنبذله معهم فى الكبر، فهى النواة الرئيسية حيث يراقبوه ويدعموه بالقصص كما كان يقوم سيدنا محمد، أما الضلع الثانى المشترك فى المسئولية فهو خطيب الجامع الذى عليه أن يناقش الموضوعات التى تهم الشباب بشكل عصرى، فدائما ما يركز أئمة الجامع على عقوق الأبناء، فلماذا لا يناقشوا عقوق الآباء للأبناء؟، مثل ما يقوم به أب يجبر ابنته على الزواج، أو يحرمها من شخص مناسب لمجرد أنه فقير".
يذكر أن الداعية عصام حمدى، هو مدرب منتخب مصر لكرة المياه وهو بطل مصر فى السباحة، تخرج من كلية الحقوق عام 1988 وعمل وكيلا للنيابة لكنه استقال ليستكمل مشواره فى الدعوة، وقد قدم العديد من البرامج مثل "حياتنا"، و"مقربون".
الداعية عصام حمدى: "قادمون" مشروع لإحياء السيرة النبوية
الثلاثاء، 10 أغسطس 2010 11:35 ص