محمد أحمد عزوز يكتب: كم دمرت من بيوت!

الإثنين، 05 يوليو 2010 04:16 م
محمد أحمد عزوز يكتب: كم دمرت من بيوت!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«على الطلاق» كم دمرت هذه الكلمة من بيوت، وكم شتتت من أطفال، وكم اهتز من هولها عرش الرحمن من فوق السبع الطباق.. انتشرت بين الناس كانتشار النار فى الهشيم، كثيراً ما نسمعها فى الأسواق، أو على المقاهى، حتى بين الأزواج لأتفه الأسباب.

تلك الكلمة الخبيثة التى يشيب من هولها الولدان، حتى أنها لو امتزجت بماء البحر لعكرته.

عندما نذهب إلى السوق، ونقف أمام أحد البائعين لنشترى منه احتياجاتنا، فيحاول إقناعنا بأن بضاعته ممتازة أو أن سعرها رخيص، فيحلف بـ«الطلاق»، على الرغم من أن بضاعته رديئة وسعرها باهظ، ظناً منه أنه إذا لم يحلف فلن نشترى منه، أو أننا سنصدقه لأنه حلف بـ«الطلاق»، ودائماً ما يكون كاذباً.

ولا يدرى هذا المسكين أن أكثر زبائنه يعلمون أنه كاذب، ولا يعلم أنه بهذا الحَلِف قد أشرك بالله دون أن يقصد، لأن الرسول (ص) قال فى حديثه الشريف: «من حلف بغير الله فقد أشرك»، ولا يدرى أنه بذلك يطلق زوجته ويحرمها على نفسه.. حتى أن إحدى السيدات، ممن يحلف أزوجهن دائماً بالطلاق، تخاف على نفسها، من أن تكون مطلقة، وتأبى أن تذهب إلى أحد العلماء لتسأله، لكى لا تفاجأ بأنها مطلقة.
بل وصل بنا الحال إلى أن سمعناها من بعض الجالسين على المقاهى، أثناء اللعب، ليقنع غريمه بأنه لم يسرق الورق أثناء اللعب.

وكذلك كثيراً ما نسمعها من بعض الشباب، الذين لم يتزوجوا بعد، مما اضطرنى إلى أن أسأل أحدهم: أمتزوج أنت؟ فقال: لا! فقلت له: لماذا تكرر كلمة «على الطلاق» كثيراً؟ فقال: لكى أقنع بها من حولى! فقلت له: كن عندك ثقة بنفسك ولا يشغلك الآخرون، صدقوك أم كذبوك، وكن دائماً صادقاً مع نفسك لكى يصدقك الناس، فرسولنا الكريم (ص) كان قبل بعثته يسمى بـ«الصادق الأمين» وذلك لصدقه وأمانته فى التعامل مع الناس.

وليعلم إخواتنا الأعزاء، من المتزوجات برجال يحلفون بـ«الطلاق» كثيراً، أنه عند أهل العلم، لم يقع عليهن الطلاق، لأن النطق به لا معنى له من اليمين، وهو ليس بحلف، بل معناه كما يخرج منهم، هو الحث على التصديق، وليس له معنى اليمين فى التحريم، لأنه ليس حلفاً أصلاً، وإنما هو تعليق.. ولكن إذا قيلت بقصد الطلاق، وكان قائلها فى كامل قواه العقلية، فيقع الطلاق لا محالة، إذا وصل إلى ثلاث طلقات.

فعلى هؤلاء أن لا يحلفوا بالطلاق، لأنهم بذلك يأثمون، لأنهم استعملوه فى غير محله، وهم فى كثير من الأحيان لا يرغبون بالطلاق، وإنما يريدون أن يحصلوا على شيء ما، وذكره دائماً ما يكون له أثر سيئ فى نفوس الزوجات، ويجعل حياتهم غير مستقرة، فلا داعى لذكره أصلاً، بل يجب عليه هؤلاء أن يمسحوا هذه الكلمة من قاموس حياتهن، لأنه لا داعى لها. وأن الله تعالى لم يحلها إلا إذا استحالت الحياة الزوجية، ولا يوجد سبيل لحل مشكلات الأزواج إلا الطلاق.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة