ملك المغرب يهاجم الجزائر ويرفض التنازل عن جمهورية الصحراء

وجه العاهل المغربى، الملك محمد السادس، انتقادات حادة إلى الجزائر ليل الجمعة، فى خطاب وجه إلى شعبه بمناسبة ذكرى مرور 11 عاماً على توليه السلطة، متهماً إياها بممارسة ما وصفه بـ"مناورات يائسة،"بهدف إجهاض مشروع الرباط لمعالجة قضية الصحراء الغربية - نقطة الخلاف المركزية بين البلدين - من خلال الحكم الذاتى.

وتعهد العاهل المغربى بعدم التخلى عن "شبر واحد" من الصحراء التى تشكل منذ عقود مدار صراع مسلح بين الرباط ومجموعة البوليساريو الانفصالية التى تحظى بدعم جزائرى، كما تعهد بضمان "الخصوصية المغربية القائمة على المذهب السنى المالكى" فى عودة للحديث عن الهوية المذهبية للبلاد التى كانت سببها فى قطع العلاقات مع إيران التى اتهمتها بمحاولة نشر المذهب الشيعى على أراضيها.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن الملك محمد السادس قوله: "إن ذكرى توليه السلطة هى "مناسبة لتجديد أواصر البيعة المتبادلة،" واعداً بالدفاع عن ما وصفه بـ"ثوابت المغرب، فى وحدة الوطن والتراب والهوية، وعلى مقدسات الأمة: عقيدة إسلامية سمحة، بخصوصيتها المغربية، القائمة على المذهب السنى المالكى".

ورأى العاهل المغربى أن بلاده تعطى الأسبقية فى علاقاتها الخارجية، لجوارها ومحيطها القريب والمتنوع، وتعتبر الاندماج المغاربى "تطلعا شعبيا عميقا، وضرورة إستراتيجية وأمنية ملحة، وحتمية اقتصادية، يفرضها عصر التكتلات".

ولكن الملك محمد السادس قال: "إن هذه الأمور معلقة: "فى انتظار أن تتخلى الجزائر، عن معاكسة منطق التاريخ والجغرافيا والمشروعية، بشأن قضية الصحراء المغربية، وعن التمادى فى مناوراتها اليائسة، لنسف الدينامية، التى أطلقتها مبادرتنا للحكم الذاتى لأقاليمنا الجنوبية".

وتابع: "وفى جميع الأحوال فإن المغرب سيظل مدافعا عن سيادته، ووحدته الوطنية والترابية، ولن يفرط فى شبر من صحرائه".

وكانت الجزائر والمغرب قد خاضتا مواجهة عسكرية فيما يعرف بـ"حرب الرمال" فى أكتوبر من عام 1963، بعد خلاف حدودى تركز فى مناطق غنية بالثروات الطبيعة، مثل تندوف وحاسى بيضة، واستمرت المعارك حتى نوفمبر، بعد وساطة أفريقية.

ودفع ذلك الجزائر إلى دعم قوى تنادى بالاستقلال فى منطقة الصحراء الغربية الواقعة جنوبى المغرب التى تقول الرباط إنها جزء من أراضيها، وقد خاضت "جبهة البوليساريو" منذ عام 1973 مواجهات مسلحة مع الحكومة المغربية المركزية بهدف الانفصال، كما أعلنت دولة مستقلة من جانب واحد.