ورصدت سويلم من خلال دراستها الميدانية التغير الذى طرأ على القبيلة فى فترة الثمانينات مع بداية الجفاف الذى أثر على الرعاة بصفة عامة وقبيلة الهواوير بصفة خاصة نظرا لأنهم يقطنون المناطق الجافة شحيحة الموارد بطبيعة الحال، مما أدى إلى نزوحهم لأطراف المدن لتكوين أكبر تجمع لهم فى غرب أم درمان بقرية أمبدده، والتى سكنوها فى شكل معسكرات مزرية لا تتوافر فيها الخدمات، ثم قامت الدولة بتحويل المعسكرات إلى أبنية للخدمات وبيوت سكنية لاستقرار الرعاة وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية لأبنائهم، ولكنها افتقرت إلى التخطيط والبنية التحتية السليمة بعض الشىء.
كما قامت الحكومة السودانية بمشروع إعادة توطين ومن ثم تحولوا إلى مجتمع شبة رعوى يعتمد على الرعى والزراعة معا، وذلك بعد أن اكتشفت إحدى البعثات النرويجية مخزونا هائلا للمياه الجوفية فى منطقة "أم جواسير" والتى أمكن استغلالها فى الزراعة، وقامت بالفعل إحدى المنظمات الإنسانية المعنية بالتنمية بتنفيذ مشروع تنموى زراعى هناك.
وأكدت سويلم لـ"اليوم السابع" اقتصار دور المرأة على جلب الماء من الآبار وتجميع الحطب والقيام بأعمال المنزل وتربية الأبناء، كما اتسم أهل القبيلة بكثير من المتناقضات فهم يمسكون بالهاتف المحمول فى أيديهم رغم أنهم لا يمتلكون كهرباء فى بيوتهم، ومن أجل شحن الهاتف يذهبون إلى أقرب مقهى من أجل شحنه.
وأضافت: "تتسم ملامحهم بالتدرج فى لون العين ولون البشرة من البنى الفاتح إلى الداكن، كما يعتبر الختان الفرعونى ودق الشفاه من العادات والموروثات القديمة للقبيلة التى قلت مع مرور الوقت مع وجود المشروعات التنموية التى أثرت فى بنيتهم الثقافية والاجتماعية، ولكن مازالت بعض العائلات تعمل على تنفيذ تلك الموروثات البالية كما تطورت الحياة التجارية لديهم، حيث أصبحوا من الموردين لإبل سباق الهجن فى منطقة الخليج، ولكنهم لم يقوموا بتهجين إبلهم ذكاء منهم لأنهم يريدون المحافظة على نسلها".
كما توصى سويلم باستغلال الحياة البرية لديهم من خلال بناء محميات للحفاظ على هذه الثروة، حيث توجد لديهم الأرانب البرية والغزلان، وبإعادة التوطين فى قرية أم جواسير حيث تعتبر نموذج ناجح لمعالجة الفقر وهشاشة البنية الاقتصادية وتوفير الأمن الغذائى للمجتمعات الرعوية.
والجدير بالذكر أن لقبيلة الهواوير امتدادا بصعيد مصر، ولهم زعيم يسمى الأمير ويستخدمون القانون العرفى ويعملون أيضا فى مهن مختلفة، فمنهم المحامى وأستاذ الجامعة والتاجر والراعى والزواج لديهم داخلى والمفضل زواج بنت العم، ومن أشهر الشخصيات لديهم هى شخصية أبو همام، التى يتناولها الفنان يحيى الفخرانى فى مسلسل الرمضانى الجديد.




