يبدو أن الآثار الإسلامية ستظل دائما محل أنظار السارقين والمخرّبين الذين يعبثون بتاريخ مصر وآثارها وهم مطمئنون، والدليل على هذا سرقة آثار مصر بأكثر ميادين القاهرة ازدحاما، «ميدان رمسيس» فبأمان تام، واطمئنان كبير، سرق اللصوص شباك سبيل «أم الأمير محمد على» الواقع بشارع الجمهورية خلف مسجد الفتح، أى فى منطقة لا تغيب عنها الشرطة ليلا أو نهارا، إلا أن اللصوص كان لهم رأى آخر، فوقفوا، وكسروا، ونهبوا وحملوا شباك السبيل الأخرى ومشوا مطمئنين، فى واقعة أقرب ما تكون للفضيحة منها للسرقة العادية، إذ يشترك فى مسؤولية حماية هذا الأثر، كل من المجلس الأعلى للآثار، ووزارة الأوقاف، وشرطة السياحة والآثار، والأمن العام، وجريدة الجمهورية « التى استغلته كمخزن»، كل جهة من هذه الجهات تتحمل مسؤولية حماية هذا الأثر، من غير أن ينقص من مسؤولية أحدها شيئا.
يقع هذا السبيل بأول شارع الجمهورية، وبالتحديد خلف جامع الفتح، وبانيه هو السيدة زيبا قادين بنت عبدالله، المعروفة باسم أم الأمير محمد على الصغير فبحسب تأكيد الخبراء، يزن هذا الشباك ما يقرب من 750 كيلو من النحاس الخالص، وسرقة شباك بأكمله وثلاثة أرباع الشباك الملاصق له تزيد المحصلة إلى 1250 كيلو تقريبا، ومن المرجح أن يتم استغلال محصلة السرقة كـ«خردة« وتباع بالكيلو، كما لا يتجاوز 20 ألف غير معتبرين لقيمتها الفنية والتاريخية، والغريب أن عملية السرقة هذه، تم اكتشافها بالصدفة بعد أن تمت تماما، وما كان من القائمين على المكان إلا أن وضعوا جنازير حديدية على الشباكين المتبقيين، وكأن من سرق الشباك سيستعصى عليه أن يكسر الجنازير، وبالفعل أحد الشبابيك الأخرى فقد جزءا كبيرا من أجزائه، وبرغم أن الإجراءات القانونية المتبعة فى مثل هذه الحالات تمت فى سرية كبيرة، وهناك اتجاه إلى تحميل « غفير« الآثار مسؤولية هذه الفضيحة كلها، لكن تظل المشكلة كما يؤكد الخبراء، تتحملها كل من وزارة الداخلية ووزارة الثقافة، ووزارة الأوقاف، وجريدة الجمهورية، فالداخلية تتهرب من مسؤوليتها وتلقيها على «الآثار» والآثار تقدم غفيرا للمحاكمة، والجميع يلقون بالمسؤولية من على كاهلهم، وبصرف النظر عما ستصير إليه هذه القصة فإن تفجر قضية أصبحت ملحة وضاغطة وتشكل خطرا حقيقيا على الآثار الإسلامية والتى يتم استخدامها بطريقة لا تتناسب مع أهميتها الأثرية، ولا تراعى حرمتها وقيمتها.
سرقة شباك سبيل أثرى فى أكبر ميادين القاهرة وتحويل الأثر إلى مخزن و«فرشة» لبيع الأحذية
الجمعة، 16 يوليو 2010 01:07 ص